هاجس تركيا نقاط مراقبتها وليس الميليشيات التي تدعمها … الجيش يسيطر على تل ترعي ووحداته تمشط خان شيخون
| حلب - خالد زنكلو
أطبق الجيش السوري حصاره النهائي على إرهابيي المدن والبلدات الواقعة جنوب خان شيخون، وأشارت الأنباء الواردة من هناك بأن وحداته دخلت للمرة الأولى منذ سنوات، إلى أحياء المدينة، بعد السيطرة الحاسمة على المنطقة، وعلى الطريق الدولية، في عملية عسكرية أجمع المراقبون على اعتبارها الأنجح من حيث سرعة الإنجاز والتخطيط.
مراسل «سبوتنيك» الروسية في إدلب، أكد أن قوات الجيش السوري بدأت بالدخول إلى أحياء خان شيخون، وأشار إلى أن وحدات الهندسة تقدمت القوات الداخلة إلى المدينة، للبدء بتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها التنظيمات الإرهابية، تمهيداً لإعلان المدينة آمنة.
وكانت وحدات الجيش سيطرت على تل ترعي الإستراتيجي والبلدة التي تدعى باسمه مع مزارعها وعلى سوسة ومعمل السكر في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة خان شيخون، مضيقة الخناق أكثر على أهم معقل لـ«جبهة النصرة» والميليشيات التابعة لتركيا في ريف إدلب الجنوبي، و«مثلث الموت» الذي تشكل أضلاعه مدن كفر زيتا واللطامنة ومورك، بعد أن أطبق الحصار عليه بالنار، في ريف حماة الشمالي.
وأشار محللون عسكريون لـ«الوطن»، إلى أن الجيش السوري، فاجأ الإرهابيين والدول الداعمة لهم، عندما تابع تقدمه، بعدما راهنوا بأنه سيوقف عمليته العسكرية عند الحدود التي وصل إليها أول من أمس، من دون أن يكمل حصار خان شيخون والجيب المتبقي شمال حماة.
وأوضح مصدر ميداني من داخل جبهات القتال لـ«الوطن»، بأن الجيش تقدم من محور بلدة السكيك واستخدم بكثافة صنوف الأسلحة المناسبة، وأرغم جموع إرهابيي غرفتي عمليات ما يسمى «الفتح المبين» و«حرض المؤمنين» على التراجع من بلدة تل ترعي وتلتها ومزارعها، وأن عمليته العسكرية مستمرة للسيطرة على بلدة التمانعة، التي بات يبعد عنها نحو ٢ كيلو متر من جهة الجنوب.
وشددت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا ممولة من تركيا في إدلب لـ«الوطن»، بأن قيادات الميليشيات باتوا على قناعة تامة بأن ما يهم النظام التركي في الوقت الراهن ليس وقف انهيار ميليشياته ورفع معنوياتهم، بعد ظهور نقاط ضعفهم إلى السطح، بل الحفاظ على مكتسباته التي توفرها له نقاط مراقبته العسكرية في المنطقة، وخصوصاً نقطة مورك.
وبينت المصادر أن الرتل العسكري التركي، الذي كان يستهدف دخول خان شيخون وصولاً إلى مورك، لا يزال لليوم الثالث على التوالي «مخيماً» في تل حطاط بالقرب من طريق عام حلب حماة شمال خان شيخون.
ولفتت إلى أن المفاوضات ببن أنقرة وموسكو، حول مصير الرتل العسكري ونقطة مورك لا تزال تراوح مكانها، مع سعي الأولى إلى الحفاظ على نقاط عسكرية ثابتة على طول الطريق الدولي لحجز موقع لها في مستقبل الطريق والمنطقة، وجل همها وهاجسها تلك النقاط والعودة إلى اتفاق «سوتشي»، الذي عجزت وماطلت في تطبيق بنوده قبل أن يفرض تطبيقها الجيش السوري، بمؤازرة قوات الجو الروسية، بقوة النار.
على خط مواز، ذكرت مواقع الكترونية داعمة للإرهابيين، أن وفداً تركياً اجتمع أمس بآخر روسي لمناقشة مصير مدينة خان شيخون بعد تقدم قوات الجيش، وإطباق الحصار على مناطق ريف حماة الشمالي، التي تضم نقطة مراقبة تركية.
ونقلت المواقع عن القيادي في ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، المدعو أبو صبحي نحاس زعمه أن هدف الاجتماع «بحث وقف إطلاق النار في المنطقة، ومصير مدينة خان شيخون بعد سقوطها نارياً».