سورية

واشنطن تعتزم إطلاق تعاون أمني مع موسكو لمواجهة داعش في سورية

الوطن – وكالات :

في استكمال للتحول الأميركي تجاه الدور الروسي في محاربة الإرهاب في سورية، كشفت استخباراتية أميركية أن الولايات المتحدة تعتزم إطلاق تعاون أمني مع روسيا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية.
وقبل عشرة أيام أطلقت واشنطن ما يشبه صفارة إنذار من تزايد الوجود العسكري الروسي في سورية عبر جسر جوي وبحري، وطلبت من بلغاريا والعراق واليونان عدم منح الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية، الإذن بالتحليق فوق أجوائها، وهو الطلب الذي تجاوبت معه صوفيا ورفضته كل من بغداد وأثينا. وسربت الإدارة الأميركية أنباء وتقارير عن إرسال روسيا دبابات وطائرات إلى اللاذقية تمهيداً لتحويل مطار الشهيد باسل الأسد إلى قاعدة جوية. وبلغت ذروة المواقف الأميركية المناهضة لما تسميها «التحركات الروسية» في سورية عندما أعلن الرئيس باراك أوباما الجمعة قبل الماضية أن الإستراتيجية الروسية في دعم الجيش العربي السوري لهزيمة داعش مصيرها «الفشل».
وفجأةً ومن دون مقدمات نفذت الولايات المتحدة استدارة، عبر وزير خارجيتها، ووافقت على طلب روسيا إجراء محادثات عسكرية بين الجانبين، وتراجع جون كيري عن مواقف سابقة للإدارة الأميركية تجاه الرئيس بشار الأسد.
ونقلت صحيفة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية عن مصادر في أجهزة المخابرات الأميركية، أن وفداً من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) ناقش خلال محادثات أجراها مع جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في موسكو مؤخراً، «التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية».
وأوضحت الصحيفة، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد روسيا بما تجمعه أجهزة المخابرات الأميركية من معلومات لمساندة مكافحة تنظيم «داعش». وأشارت إلى أن ازدياد عدد مقاتلي داعش وتدفق اللاجئين من سورية يدفعان واشنطن إلى التعاون مع موسكو.
وليس واضحاً ما إذا كانت زيارة الوفد الاستخباراتي الأميركي قد سبقت اتصالاً جرى الخميس الماضي بين وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره الروسي سيرغي شويغو بشأن سورية، والتي تلاها تأكيد وزير الخارجية الأميركي أن أوباما يعتبر إجراء المحادثات بين عسكريي الولايات المتحدة وروسيا «خطوة هامة». وأوضح كيري في حينه، أن واشنطن تبحث عن نقاط مشتركة مع روسيا بشأن التعاون العسكري في سورية.
إلى ذلك يصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم، إلى العاصمة الروسية موسكو، لعقد لقاء خاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول الدعم الروسي لسورية.
وكشف مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية لشؤون الأمن القومي يوسي كوهين، أن السبب وراء سفر نتنياهو إلى موسكو، هو «التخوف من أن روسيا تخلق في المنطقة واقعاً جديداً لم يكن قائماً في المنطقة طوال عشرات السنوات».
وقال كوهين، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد»، للإذاعة العامة الإسرائيلية، وفقاً لموقع «اليوم السابع» الالكتروني: «إن روسيا هي دولة كبيرة ولها أهميتها، وصديقة لإسرائيل، تدخل بخطوات راسخة على الأرض (أي عسكرياً) إلى منطقة متاخمة للحدود مع إسرائيل، وفي مكان لنا فيه مصالح أمنية واضحة، ولذلك تريد إسرائيل التعرف على هذه المتغيرات من الرئيس الروسي».
وفى السياق نفسه، كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، أن نتنياهو قرر بشكل استثنائي ضم رئيس أركان جيش الاحتلال جادي إيزنكوت، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الجنرال هرتسي هليفي، إلى اللقاء الذي سيعقده مع بوتين.
وأوضحت القيادة السياسية الإسرائيلية، أن الهدف من ضم رجالات الجيش إلى اللقاء هو نقل المخاوف الإسرائيلية إلى الرئيس الروسي من قبل الجهات الأكثر مهنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن