لا حل… قبل القضاء على الإرهاب
ميسون يوسف :
في موقفين متزامنين ومنفصلين في المكان أكد كل من الرئيس الأسد والرئيس بوتين على قاعدة رئيسية لحل الأزمة في سورية والمنطقة، قاعدة تقوم على وجوب محاربة الإرهاب قبل أي شيء آخر محاربة تفضي إلى تعطيل مفاعيله والانصراف بعدها إلى ترتيب الأوضاع في سورية والمنطقة بما يسمح بتطوير النظام وإجراء الإصلاحات اللازمة التي تتناسب مع التطلعات الشعبية.
فالإرهاب هو المعضلة الأساس التي تحول دون استعادة سورية لأمنها، ويحول دون تثبيت المواطنين أو عودتهم إلى دورهم وأماكن عملهم ويحولهم إلى لاجئين هنا وهناك يخشاهم الغرب ويتباكى نفاقاً عليهم.
ومحاربة الإرهاب لها أصولها وهنا أيضاً يبدو التطابق في الموقف والنظرة إلى الشأن قائماً بين الرئيس الأسد والرئيس بوتين، حيث أكدا أن من يريد أن يحارب الإرهاب فعليه أن يكون إلى جانب من يحاربه بجدية وفعالية، وهنا يؤكد أن الجيش العربي السوري هو الركن الأساس في سورية في الحرب على الإرهاب، الركن الذي يعتمد عليه في هذه المهمة وبالتالي فإن محاربة الإرهاب الحقيقية والجدية تفرض الوقوف مع هذا الجيش وتقديم الدعم له، ومن يرفض ذلك فهذا يعني أنه لا يريد محاربة الإرهاب.
وهنا يبدو التنافر بين من يريد بصدق محاربة الإرهاب ويعمل في سبيل ذلك وبين من يتظاهر بمحاربة الإرهاب بشكل منافق كاذب وتراه في الميدان يقوم بعكس ذلك، ففي مقارنة بسيطة بين المواقف نجد أن روسيا تقدم المساعدات والدعم للجيش العربي السوري، وتنفذ العقود المبرمة بين الحكومتين في الموضوع العسكري، تقوم بكل ذلك من أجل تمكين هذا الجيش من مواجهة الإرهاب بفاعلية، وهذا ما يحصل بالفعل في الميدان، أما أميركا التي تزعم أنها تقود تحالفاً دولياً من أجل الحرب على «داعش» فإنها في الوقت الذي تعترف بأنها لم تنجح حتى الآن في الحرب على «داعش» وأن مهمتها طويلة وتتطلب ثلاث سنوات على الأقل، فإنها تبدي قلقاً من قيام روسيا بدعم الجيش العربي السوري وتمتنع عن إجراء أي تدبير يسهل مهمته وهي تعلم وبيقين كلي أنه الأساس في محاربة الإرهاب كله وليس «داعش» وحدها التي هي فصيل من الفصائل الإرهابية، فالإرهاب ليس محصوراً بها، والحرب على الإرهاب ينبغي كما يقول الرئيس الأسد أن تشمل كل الجماعات الإرهابية من دون الوقوع في أكذوبة التصنيف بين معتدل ومتطرف كما تحاول أميركا وأتباعها ترويجه.
لقد استطاعت سورية وبعد سنين من الصمود والثبات في وجه الإرهاب أن تؤكد حقيقة العدوان عليها وأن تظهر أن الإرهاب الذي يستهدفها ويهدد المنطقة والعالم ليس ثورة وأن الإرهابيين لا يفاوضون ولا يحاورون، ولا يتعامل معهم إلا في الميدان وبالنار، هذا ما قالته منذ اللحظة التي كشف أمر العدوان فيها وهذا ما بات العالم يسلم به صراحة أو ضمنا، يبقى أن تتضافر الجهود لمحاربة الإرهاب، ومن يرد ذلك فعليه أن يعلم أن الموقف من الجيش العربي السوري ودعمه هو الفيصل الذي يميز الصادق من الكاذب في هذه الحرب.