ثقافة وفن

المرأة السورية الوطنية

| إسماعيل مروة

مؤسسة المرأة السورية الوطنية، لامرأة سورية فاعلة مؤثرة وقيادية، شعار جميل ومعبر يعقد لقاؤه تحت شعار (من أجل بناء المرأة السورية). والذي يلفت الانتباه في رؤية المؤسسة للمرأة المؤثرة والقيادية.. أقف عند هذا اللقاء وعند هذه المؤسسة لما للمرأة من دور فاعل ومهم.. كثيرة هي الجمعيات والمؤسسات التي دعت إلى تفعيل دور المرأة، ولكن الظروف المحيطة، والنيات غير الناضجة جعلت تلك الدعوات غير فاعلة.. أما اليوم فالأمر مختلف للغاية، فإن كنا لا نجد صدقاً في الدعوة من قبل، فمن المفترض أن الأمر قد تغير، وإن كنا نجد في المجتمع من يحاول التشكيك بالمرأة ودورها من قبل، فإن مثل هذا الرأي صار مرفوضاً نهائياً في هذه المرحلة، لذلك عندما أرى الصديق هاني الخوري، وهو المعني بهذه الجمعيات من عام 2001 يتابع نشاطه غير عابئ بالنقد والوقت الذي يخسره فإنني سأقف باحترام أمام إصراره على تفعيل دور المرأة، ومن قبل عمله من أجل النساء المعنفات والجانحات.. وإن كان العمل من أجل المعنفات سابقاً، فقد تحوّل المجتمع اليوم إلى مجتمع يحمل سمة العنف والتعنيف بصورة أكبر وأكثر خطراً وإيلاماً.
اليوم تغيرت النظرة، وتعددت الشخصيات، فالسيدة ريما العمري تدعو إلى أمر يتجاوز التعنيف مع بقية أعضاء المؤسسة، وقراءة الشعار وأهداف المؤسسة يظهر وعي المرحلة، فالمرأة لم تعد نصف مجتمع، ولم تعد مكملة لدور يقوده الرجل، بل نحن أمام واقع جديد، للمرأة فيه دور كبير، والقيادة غاية لأنها أثبتت انتماءها وجدارتها وقدرتها على تحمّل أعباء الوطن والحرب، فالمرأة ليست معطاء فقط، فهي أم للشهيد وزوجة للشهيد، وأخت للشهيد، وكما حدثتني السيدة ريما الأمر لا يتعلق اليوم بالبحث عن فرصة للمرأة، ولا عن مساعدة لها، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى قيادتها، وبيان دورها المؤثر والفاعل، وربما كان ذلك بواقع فرضته الظروف التي جاءت بها الحرب، فغادر من غادر وتهرّب من تهرب، وعجز من عجز إلا المرأة.
المرأة التي عملت وأنجبت، وكلنا يعلم أن كثيرين يقفون في وجهها، وهم لا يملكون معرفتها وقدراتها، ولم يقدموا عطاءاتها الكبيرة.. إنها خطوة مهمة تحمل صفة المأسسة للمرأة ودورها الفاعل اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، فلنقابل هذا الدور بالحب الحقيقي لعل المجتمع يصبح أكثر رحمة بالانغماس في روح المرأة ورحمتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن