بالعودة للعلم مادتي المفضلة، في خبر تداولته مواقع الكترونية فإن عالمة أعصاب وخبيرة مشهورة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي تعمل على تحويل ابنها المصاب بالتوحد الذهني ومرض السكري «إلى سايبورغ».
والسايبورغ أو «الكائن السبراني» وهو مصطلح اختلق في العام 1960 وصار رائجاً درامياً وعلمياً باعتباره يمثل «كائناً يتكون من مزيج من مكونات عضوية وبيو ميكاترونية »، وبشكل أبسط لمن يتذكر، شبيه ببطل المسلسل الشهير المسمى بـ«الرجل الالكتروني» الذي كنا نشاهده في الثمانينات من القرن الماضي، بأفواه مفتوحة.
وفيما كان «الرجل الالكتروني»، الخيالي تماماً حينها، شخص طبقت المخابر التكنولوجية عليه أبحاثها، بعد أن كان معرضاً لإعاقة دائمة أو الموت، فحولته لنصف رجل آلي نصف إنسان، تستطيع التقنيات الحديثة الآن والمعروفة بالبيو ميكاترونية، أن ترفع من قدرات الإنسان الفيزيائية والحسية دون الحاجة لجراحات كبرى أو تعريض حياته للخطر.
ويشكل هذا النوع من الهندسة التي تجمع بين عناصر الهندسة العضوية والميكانيكية وهندسة الحواسب والإلكترونيات مجال تخيل مهماً لصناع الأدب العلمي وبالطبع لدى المنتجين السينمائيين، لكن الأهم هو أن التطور الحاصل في هذا القطاع سمح برفع مستوى طموح المختبرات العملي لا النظري فقط.
ومنه يأتي مثال العالمة في وادي السيليكون فيفيان مينغ هوي، والتي نقلت مواقع إلكترونية ما كتبته في موقع كوارتز للتقنية بأن «تفاعلت مع العالم المجنون وبنيت لطفلي قوة خارقة».
وأضافت: «عندما تم تشخيص إصابته بمرض السكري من النوع الأول، حطمت مضخة الأنسولين وقمت ببناء جهاز ذكاء اصطناعي يقوم بتعليمه كيف ينسجم الأنسولين مع عواطفه وأنشطته».
وأضافت بأن «نظام التعلم الآلي الذي يقدمه جهاز الذكاء الاصطناعي، يستكشف تعابير الوجه في كل إطار فيديو، ويتعلم حركات عضلات الوجه مثل الاشمئزاز أو الغضب»، وبالتالي فإن «النظام تعلم حتى التمييز بين الابتسامات الزائفة والحقيقية».
وتعتقد مينغ التي سبق وطبقت تجارب الذكاء الصناعي في مجالات صحة الإنسان، بأن مستقبل البشرية يكمن في التركيبات العصبية – وهي عمليات زرع غرسات تتصل بالدماغ، وهي تجارب سبقها إليها آخرون وإن طبقت على العضلات ولاسيما عضلات الأطراف.
يوجد حالياً الكثير من الاستخدامات الحالية لهذه الغرسات، بما في ذلك زراعة الشبكية للمكفوفين والبدائل العصبية الحركية لعلاج الشلل.
وأحد مشروعات مينغ هو «عقال الرأس القابل للارتداء» والذي يرسل إشارات كهربائية لتعزيز الاتصالات بين أجزاء من الدماغ، ويشكل هذا العقال مزاوجة بين نظارات غوغل الذكية التي باتت تستخدم في مجالات عسكرية وعلمية مختلفة، والزراعة الإلكترونية لتحفيز الدماغ ومساعدته على التعلم.
وكتبت مينغ: «هذا التحفيز يشجع على زيادة أداء المهام المتعددة والانتباه وفترة عمل الذاكرة».
ويحفز العقال الدماغ باستخدام الإشارات الكهربائية لتحسين الأداء بحيث يمكن تشبيه تأثيره بقدرتنا على التحكم بتطبيقات هواتفنا الشخصية، ولكن انطلاقاً من التعاطي مع الأفكار التي ترتبط بحالة مرضية أو نفسية معينة، لا المواد الترفيهية كما في حالة الهواتف.
وفيما تدرج في أوروبا وشرق آسيا الآن شرائح الدفع الإلكتروني المزروعة بالذراع، يندفع العلم لأبعاد أخرى، تبشر بولادة فئة متفوقة من البشر، تجاوز بين المولودين المعدلين جينياً، من جهة، والمعززين بقدرات بيوميكاترونية من جهة أخرى، بشكل سيتاح لأولاد الأثرياء طبعاً، فيما سنكتفي نحن ببطاقاتنا «الذكية» المختلفة… في محافظنا الجلدية.