سورية

استياء شعبي من ممارسات التنظيم.. والكشف عن سجن لـ«جيش العزة» في مورك جهز بآليات حديثة! … «النصرة» يسرق أبراج الاتصالات «الخليوية» ويبيعها لتجار الخردة

| الوطن- وكالات

بينما تصاعد الاستياء الشعبي من ممارسات إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المتواصلة من اعتقالات تعسفية والعبث بالمنشآت العامة في إدلب وريف حلب الغربي، كشفت وكالة روسية أمس، عن أن أحد سجون ميليشيا «جيش العزة» في مدينة مورك في ريف حماة تنم طريقة تجهيزه عن استخدام آليات حديثة وخبرات هندسية متطورة، في إشارة إلى الدعم الذي كان يتلقاه الإرهابيون من مشغليهم في الخارج.
ومع سيطرة الجيش العربي السوري على ريف حماة الشمالي وصمت نيران المدفعية وقذائف الهاون هناك، وعودة الهدوء إلى بلدات ومدن هذا الريف بعد ست سنوات من سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة عليها، واصلت وحدات الجيش تطهير المناطق المحررة مما خلفه الإرهابيون وراءهم من عبوات ناسفة وألغام.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن كاميراتها دخلت أحد السجون الذي حفره الإرهابيون تحت الأرض أسفل إحدى تلال مدينة مورك في ريف حماة الشمالي بعد أن طرد الجيش مؤخراً التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي كانت تسيطر عليها.
وأضافت الوكالة: إن هذا السجن هو لحاجز تابع لمليشيا «جيش العزة»، ويقع على الطريق الواصل بين مورك وخان شيخون، وهو مخصص للاعتقال المؤقت لمن يقوم مسلحو المليشيا باعتقالهم من هذا الحاجز، قبل ترحيلهم إلى سجون أخرى في مناطق سيطرة «جيش العزة».
وأشارت «سبوتنيك» إلى أن طريقة حفر النفق وتجهيزه تنم عن استخدام آليات حديثة وخبرات هندسية متطورة، في إشارة إلى الدعم الذي كان يتلقاه الإرهابيون من مشغليهم في الخارج، لافتةً إلى أن هذا النفق ظل لسنوات أحد مقرات تنظيم «جبهة النصرة» وأنه جهز للإقامة الطويلة كملجأ تحت الأرض يتضمن سجناً وغرف تعذيب وغرف عمليات.
وسيطر الجيش العربي السوري، يوم الجمعة، على بلدات وقرى عدة في ريف حماة الشمالي ومنها مورك ومحيطها ومدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حيث باتت نقطة المراقبة التركية التاسعة محاصرة من قبل الجيش.
في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، إلى أن مجموعة تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» قامت بتفكيك أبراج الاتصالات «الخليوية» في بلدات عنجارة وقبتان الجبل بريف حلب الغربي، وجرى بيعها إلى تجار الحديد الخردة ضمن مناطق سيطرة التنظيم، وسط استياء من قبل الأهالي من الممارسات التخريبية التي يقوم بها تنظيم «النصرة» بحق المنشآت العامة من تفكيك ونهب مع سيطرته على المنطقة، مشيراً إلى أن التنظيم سبق أن قام بتفكيك السكة الحديدية إلى أنابيب النفط والمعامل والمنشآت الصناعية ومحطات توليد الكهرباء وأسلاكها الكهربائية وأبراج الاتصالات وأسلاك الهاتف.
وعلى صعيد آخر ما يزال تنظيم «النصرة» وقوته الأمنية تضيق الخناق وتلاحق النشطاء في مناطق سيطرتها بمحافظة إدلب، حيث أقدم إرهابيو التنظيم على اعتقال ناشط إعلامي من منزله في ريف حلب الغربي، وصادروا معداته بالكامل واقتادوه إلى جهة مجهولة، وفق ما ذكر «المرصد».
وكانت ما تسمى «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» قد كشفت في تقرير لها، نقلته مواقع إلكترونية معارضة السبت الماضي، أن أكثر من 2000 سوري لا يزالون مختفين قسرياً لدى تنظيم «النصرة» منذ تأسيسه مطلع عام 2012.
وأشار التقرير إلى أن سياسة تنظيم «النصرة» تقوم على تخويف وإرهاب المجتمع عبر ممارسة سياسة اعتقال تعسفي عنيفة، ثم إنكار وجود هؤلاء المعتقلين لديه ليتحول مصيرهم إلى مختفين «قسرياً».
وشدد التقرير على أن هذه «الإستراتيجية» مركزة على استهداف ما أسماهم النشطاء البارزين والشخصيات الاجتماعية، بقصد تخويف بقية أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن هذه السياسة ظهرت جلياً عندما توسَّعت سيطرة «النصرة» على محافظة إدلب منذ تموز 2017.
وأوضح التقرير، أن «النصرة» لم يتوقف عن عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة التي يقوم بها الجيش العربي السوري لدحر التنظيمات الإرهابية المسلحة من إدلب.
ولفت التقرير إلى أن تنظيم «النصرة» استمرَّ في رفض مطالبات الأهالي المتكررة بالكشف عن مصير أبنائها والسماح لهم بزيارتهم ومعرفة أسباب اعتقالهم وتعذيبهم، مشيراً إلى أنه تحوَّل ما لا يقل عن 1946 من المختفين إلى مختفين قسرياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن