سورية

ينتظر الأوامر للقيام بالخطوة التالية … الجيش وجهاً لوجه مع الاحتلال التركي في مورك

| وكالات

إثر سيطرة الجيش العربي السوري على العديد من البلدات في ريف حماة الشمالي وجنوب إدلب، باتت عناصره في مواجهة نقطة المراقبة التابعة للنظام التركي التي يطوقونها منذ يوم الجمعة، بانتظار الأوامر لمعرفة الخطوة التالية.
وقالت وكالة «أ ف ب» للأنباء في تقرير لها: «ينقل أحمد عموري على دراجته النارية مياهاً باردة لرفاقه في الجيش السوري، بعدما أنهكهم العطش وهم يرصدون من تحت أشجار الفستق الحلبي المنتشرة بكثافة في بلدة مورك جنوب إدلب، نقطة مراقبة تركية مطوقة على بعد عشرات الأمتار».
وبحسب «أ ف ب»، فإن أحمد ورفاقه «يتحرّكون في مواجهة نقطة المراقبة التركية التي يطوقها الجيش السوري منذ يوم الجمعة، إثر سيطرته على العديد من البلدات في ريف حماة الشمالي جنوب إدلب».
وتقع نقطة المراقبة التابعة للاحتلال التركي، وفق ما شاهد مراسل الوكالة على هضبة تشرف على البلدة ويزنّرها سياج شائك بالإضافة إلى جدار إسمنتي مرتفع يعلوه العلم التركي، في حين خلت أبراج المراقبة السبت من أي جنود أتراك.
وهذه النقطة هي واحدة من 12 نقطة مراقبة تنشرها تركيا، الداعمة للتنظيمات الإرهابية، في إدلب ومحيطها بذريعة تطبيق اتفاق «خفض التصعيد».
وقال أحمد على هامش جولة نظمها الجيش للصحفيين: «اليوم استراحة بالنسبة إلى المقاتلين ولا نشعر بأي قلق جراء وجود نقطة المراقبة التركية».
واعتبر الوكالة أن هذا المشهد يعكس تعقيدات الحرب المتشعبة الأطراف التي تشن على سورية منذ آذار 2011، وتشارك فيها قوى عدة مدعومة من جهات إقليمية ودولية تنشر جنودها في مناطق عدة.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، يوم الجمعة الفائت، في بيان: «بعد ضربات مكثفة على مدار الأيام السابقة، وإحكام الطوق على ريف حماة الشمالي كاملاً تمكن جنودنا الشجعان من تطهير البلدات والقرى التالية: خان شيخون- مورك- اللطامنة- تلة الصياد- المستودعات- وادي العنز- وادي العسل- كفر زيتا- لطمين- معر كبة- لحايا غربية- لحايا شرقية- تل فاس- تل لطمين- وادي حسمين- وادي قسمين- كعب الفرس».
وأضاف البيان: «ما يزال التقدم مستمراً بوتائر عالية أفقدت التنظيمات الإرهابية المسلحة القدرة على وقف اندفاع أبطال جيشنا المصممين على تطهير كامل الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ورعاته».
وأشار «أ ف ب»، إلى أنه «يتجمع أحمد ورفاقه حول أحد ضباط الجيش السوري، وهو يعطيهم التعليمات الجديدة الخاصة بإعادة الانتشار والتمركز في مورك. يفتح خارطة صغيرة يشير فيها إلى موقع النقطة التركية، ونقاط انتشار الجيش السوري».
ونقلت الوكالة عن الضابط الذي تحفظ عن ذكر اسمه، قوله: «مررنا بجانب نقطة المراقبة التركية، لم يتعرض لنا الجنود الأتراك، ولم نتعرض لهم (..) شاهدناهم وشاهدونا بوضوح»، وأضاف: «ننتظر الأوامر لمعرفة الخطوة التالية».
ولفت التقرير، إلى أنه في مورك كما في خان شيخون الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات شمالها، تخلو الشوارع من أي حركة للمدنيين، في حين تتابع مجموعات من الجنود أعمال التمشيط والتفتيش وإزالة الألغام والمتفجرات من على جوانب الشوارع والأزقة. ويلفّ الدمار معظم المنازل والبيوت.
وقال الضابط موضحاً: «سنعمل على إعادة المدنيين بأقرب وقت ممكن» بعد انتهاء أعمال التمشيط.
وذكر التقرير، أنه في أحد شوارع خان شيخون، يبدي الجندي محمد العواج (27 عاماً) سعادته بعودته إلى مدينته، بعدما تركها منذ العام 2012، إثر سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها، رغم التغيرات الكثيرة التي طرأت عليها ودمار منزله، وقال: «وجدت منزلي محروقاً وحارتي مدمّرة (..) وتغيّرت الكثير من ملامح المدينة».
وتفاجأ هذا الشاب برؤية سيدة مسنّة من جيران عائلته، لم تفارق منزلها، وهي إحدى عائلتين أوضحت الوكالة أن مراسلها التقى بهما في المدينة.
وبحسب التقرير، «لا يخفي حسين حسان دادو، وهو شاب في العشرينات ويحمل بندقيته على كتفه، تأثره بالعودة إلى مدينته التي يعرف شوارعها شبراً شبراً»، وقال: «خرجت من خان شيخون قبل سنوات وكانت جميلة للغاية، لكن اليوم عدتُ (…) ولم أتعرّف إليها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن