الأولى

الجيش يواصل عملياته شمالاً ويستهدف البؤر الإرهابية على طريق حلب … موسكو: العمليات العسكرية تأتي بالتوافق مع «سوتشي»

| حلب - خالد زنكلو

على ذات الوتيرة من التقدم والإصرار على استكمال مهامه في استعادة أراضيه من الإرهاب، وسع الجيش العربي السوري استهداف مواقع إرهابيي «جبهة النصرة» والبؤر الإرهابية للتنظيمات «القاعدية» المرتبطة بها، على طول ضفتي الطريق الدولي الذي يربط خان شيخون جنوب إدلب، بحلب، وذلك وفق خطة محكمة وبموجب بنك أهدافه الدقيق والشامل.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي للجيش السوري نفذ أمس، ضربات جوية طالت العديد من مستودعات الإرهابيين ومراكز التحكم والسيطرة الخاصة بهم، بالإضافة إلى تحصيناتهم وخطوط دفاعهم على الطريق السريع الذي يربط حماة بحلب، والذي كان من المفترض أن تخليه الجماعات الإرهابية قبل حلول العام الجاري، استناداً إلى اتفاق «سوتشي»، لكن تواطؤ النظام التركي ودعمه لها حال دون ذلك.
ولفت إلى أن الاستهداف لم يستثن خطوط إمداد الإرهابيين في عمق المناطق التي يستولون عليها في إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي الغربي.
وأشار المصدر إلى أن غارات الجيش في منطقة العمليات ركزت على بنك الأهداف الذي يتوزع في التمانعة والتح والدير الشرقي والدير الغربي وتلمنس وكفر سجنة وجرجناز ومعر حرمة ومعرة النعمان وسراقب ومعر شورين وحاس ورحايا وكفر نبل وغيرها من الأهداف، ولاسيما الواقعة على طريق حلب والضفة الشرقية منه.
وبين أن الجيش تمكن من تدمير ثلاثة مستودعات ذخيرة ومركزي قيادة وخمس مدرعات، وأكثر من سبعة مدافع ثقيلة ومرابض هاون، وقتل ما يزيد عن ٣٠ إرهابياً ينتمي بعضهم إلى تنظيمي «حراس الدين» و«أنصار التوحيد»، المواليين لتنظيم القاعدة.
وكالة «أ ف ب» قالت: إن طائرات حربية، لم تحدد هويتها، شنّت غارات قرب نقطة مراقبة تركية في شمال غرب سورية، كما ذكرت مصادر إعلامية معارضة «أن الغارات وقعت قرب نقطة مراقبة تركية أخرى في قرية شيرمغار في ريف حماة الشمالي الغربي المحاذي لإدلب»، مشيرةً إلى أنه لم يتم تحديد إذا ما كانت الطائرات سورية أو روسية نتيجة «اكتظاظ الأجواء بالطائرات وكثافة القصف الجوي».
خبراء عسكريون بينوا لـ«الوطن» أن عملية الجيش أمس تتوافق وتنسجم مع تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إثر لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، والتي شدد فيها على ضرورة «القضاء على بؤر الإرهابيين في إدلب، والقيام بما يلزم في هذا الخصوص».
من جانبه ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن سلاح الجو السوري شن غارات أصابت أهدافاً بالقرب من نقطة مراقبة تركية، بالقرب من إدلب وغرب مدينة حلب، لافتاً إلى حدوث انفجارات دوت على مسافة 500 متر من النقطة.
وعلى حين ركزت معظم التحليلات التي تبعت لقاء بوتين أردوغان أول من أمس على عدم وصول الطرفين إلى تفاهمات واضحة، شددت موسكو أمس على أن الجيش العربي السوري اضطر إلى اتخاذ إجراءات جوابية بدعم من الطيران الروسي، رداً على الاستفزازات المستمرة من قبل الإرهابيين، وبهدف حماية المدنيين.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أفادت في مؤتمر صحفي بأنه: «رداً على الاستفزازات المستمرة من قبل الإرهابيين، وبهدف خفض التهديد بالنسبة إلى المواطنين المدنيين، اضطر الجيش السوري إلى اتخاذ إجراءات جوابية بدعم من الطيران الروسي».
وأضافت: «يجب مع ذلك التشديد على أن كل هذه العمليات تأتي حصرا في حدود المنطقة المنزوعة السلاح، التي كان من المخطط إنشاؤها منذ عام كامل بالتوافق مع مذكرة سوتشي، الخاصة بمحافظة إدلب والأرياف المحيطة بها والتابعة لمحافظات حماة وحلب واللاذقية».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد أول من أمس بأن اتفاق «سوتشي» لا يزال عاملاً لكن هناك صعوبات، وقال في تصريح صحفي: «بقيت هناك منطقة واحدة، وهي عاملة، لكن، برأيي، هذا يتم بصعوبة وتوتر، وتجري عملية مشتركة لتسيير الدوريات، حيث تقوم تركيا بدوريات داخل منطقة خفض التصعيد، على حين يستمر تسيير دوريات روسيا خارجها».
وأردف مشدداً: «لكنه لم يكن من الممكن أن نتفرج، من دون التدخل، على الهجمات وأعمال القصف المتكررة من الجانب الجنوبي بالمنطقة، لهذا السبب أبلغنا زملاءنا الأتراك بالإجراءات التي اتخذناها وسنتخذها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن