برعاية السيد الرئيس بشار الأسد افتتاح الدورة الـ61 لمعرض دمشق الدولي … رسالة نصر دمشقية جديدة تنطلق إلى العالم
| الوطن - تصوير: طارق السعدوني
«من دمشق إلى العالم» شعار اختاره السوريون بعناية، ليزين فعاليات الدورة الـ61 لمعرض دمشق الدولي التي انطلقت أمس تحت رعاية رئيس الجمهورية بشار الأسد.
وبعد إهدائها العالم نصراً على أعتى إرهابيي العصر، تقدم دمشق اليوم أنموذجاً آخر للصمود وإرادة التحدي ومقاومة إرهاب اقتصادي، لن ينال منها كما لم ينل منها أي إرهاب آخر، في رسالة واضحة الدلالة لكل من يهمه الأمر.
عشرات الدول والشركات قررت الوقوف في وجه تهديدات واشنطن، وأعلنت مشاركتها في فعاليات المعرض، الذي حمل هذا العام نكهة مختلفة، زينتها انتصارات الجيش العربي السوري المتواصلة في إدلب.
حفل افتتاح فعاليات المعرض عكست حالة الانتصار السوري، وجاءت اللوحات التي قدمت على مسرحه، وأمام مئات المدعوين من مختلف دول العالم، لتكون شاهداً على الأمل والنصر الذي يستحقه السوريون.
وعرضت الفرق الفنية المشاركة، لوحات أشارت إلى همجية ما تعرضت له سورية خلال سنوات الحرب عليها، فيما أظهرت لوحة عرض ليزرية عودة الحياة إلى ربوع البلاد، واستعادة المدن والمحافظات السورية التي حررها الجيش الحياة الطبيعية، وجاءت الرقصات التي عرضتها الفرق المشاركة لتقدم بانوراما عن الخليط الحضاري الاستثنائي الذي تتمتع به سورية، وبرز خلال الحفل أيضاً الإشارة إلى «طريق الحرير»، وما يحمله من مدلولات نستعيدها في الوقت الحاضر مع دول وقفت إلى جانب سورية.
رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أكد خلال كلمته الافتتاحية «إن مفخرتنا اليوم في سورية، بعد نحو تسع سنوات حرب شرسة وقاسية هي في تضحيات قواتنا المسلحة وانتصاراتها المجيدة، التي بفضلها حرر تراب معظم مناطق البلاد من براثن الإرهاب والفكر التكفيري، وها هي اليوم قواتنا الباسلة تخوض بمزيد من العزيمة والإيمان بالنصر معركة تحرير محافظة إدلب، التي حولها التحالف الأميركي التركي إلى ملجأ لكل إرهابيي العالم، ومأوى لكل تنظيم تكفيري».
ولفت رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الحرب التي تعرضت لها بلادنا لم تكن ذات طابع عسكري وسياسي فحسب، بل كانت في جانب مهم منها حرباً إرهابيةً اقتصاديةً، جسدتها عمليات التخريب والتدمير الممنهجة للمنشآت والمعامل والممتلكات العامة والخاصة وعمليات النهب والسرقة للموارد والثروات الطبيعية، وجسدتها كذلك العقوبات الاقتصادية الخارجية الظالمة التي ترقى إلى مستوى الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية، مضيفاً: «لولا الاقتصاد القوي المتنوع المبني على تعددية واسعة وتكاملية، لما تمكنا من الصمود وتجاوز كل ما حيك ويحاك علانيةً وسراً ضد لقمة عيش المواطن السوري وثروات وموارد وطنه وضد ذاكرة حضارية منقطعة النظير».
خميس أشار إلى أن معرض دمشق الدولي بأجنحته ومشاركيه، ما هو إلا أحد تجليات الصمود الاقتصادي المذهل للشعب السوري، صمودٌ بنى الرئيس بشار الأسد إستراتيجيته على ثلاث ركائز رئيسية، أولها العمل على تأمين احتياجات شعبنا الأساسية من سلع وخدمات وضمان توفرها في الأسواق المحلية، والثانية مواكبة انتصارات قواتنا المسلحة لإعادة الحياة بمختلف أشكالها وألوانها إلى المناطق المحررة، أما الركيزة الثالثة فهي الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، لأن الخيار الوحيد المتاح أمامنا كسوريين هو وأد الموت واستيلاد الحياة والنجاح والنجاح فقط.
رئيس مجلس الوزراء توجه بالشكر الجزيل إلى كل من أسهم، أفراداً ومؤسسات؛ في الإعداد والتحضير لدورة هذا العام، متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح لما فيه خير سورية ورفعتها، وقال «كما بدأت كلمتي أنهيها متوجهاً بكل التحية والتقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة لبيض صنائعها وجليل تضحياتها، وإلى شهدائنا العظام مشاعل النور والحياة، معاهدين إياهم أن نصون ما ضحوا من أجله، وإلى جرحانا الأبطال، حراس فجرنا، اليوم وغداً، مؤكدين لهم أننا معهم وبجانبهم في كل لحظة، وكلنا يقينٌ أن دورة العام القادم ستعقد وعلمنا الغالي يرفرف فوق كل ذرة تراب من أرضنا الطاهرة المطهرة بفضل حكمة وحنكة قيادة سيد الوطن الرئيس الأسد».
وختم رئيس مجلس الوزراء كلمته بالقول: «من هذا المكان قبل عام وعدنا جيشنا الباسل بأن إدلب ستحرر، وها هو اليوم في هذه الأيام يفي بوعده، وحرر جزءاً من إدلب وسيستمر بالتحرير، حتى يعود كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، وهذه رسالتنا الإنسانية الحضارية من دمشق إلى العالم، وأقولها لكم: العالم في دمشق».
مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، غسان فاكياني أشار بدوره في كلمة له خلال الافتتاح، إلى أن مساحات العرض لهذا العام تجاوزت مئة ألف متر مربع بمشاركة 38 دولة عربية وأجنبية، وألف وسبعمئة شركة، وهي أكبر مساحة في تاريخ المعرض، معرباً عن أمله في أن تحقق هذه الدورة الأهداف المرجوة في تبادل المنتجات وإبرام العقود والصفقات، والاطلاع على الصناعة السورية مع دخول الاقتصاد السوري مرحلة التعافي، وأيضاً التعرف إلى الفرص الاستثمارية الموجودة في سورية.