كافيار وخيار!
عصام داري :
أصابني الذعر عندما فتحت البراد واكتشفت أن كمية الكافيار التي أحتفظ بها لا تكفي استهلاكي الشخصي إلا لمدة شهر على الأكثر، فكيف إذا دعوت على الغداء أو العشاء ضيوفاً من العيار الثقيل؟.
سأتعرض لهجوم ونقد شديدين، وسأصبح عرضة لسخرية من يسخرون حتى من إشراقة الشمس وبزوغ القمر ومن عطر الزهر.
ولأن المشكلة عويصة استشرت العديد من المحللين السياسيين والمخبريين والأطباء النفسيين وعلماء الفلك والمنجمين وضاربي الودع والراسخين في العلم فاقترح بعضهم الاستعاضة عن الكافيار بالقريدس وسمك السلمون والفرق في الأسعار يدفع نقداً للضيوف.
لكن خبيراً خطيراً ومحنكاً وصاحب أسلوب «حضاري» ومقنع بأسلوب الهراوات والعصي، اقترح علي أن أطلب من الوفود السورية الذاهبة إلى موسكو تزويده ببعض الكافيار لمواصلة حوار المعارضات السورية تحضيراً لطبخة التسوية للأزمة السورية، بالوسائل السلمية!.
فرحت بالاقتراح العبقري وبدأت عملية بحث شاقة عن أعضاء الوفود المسافرة إلى العاصمة الروسية، وبعد جهد جهيد وصلت إلى هذه الوفود التي طلبت مني الحفاظ على السرية التامة بشأن كيفية الوصول إليها.
تلقيت وعوداً تشبه الوعود التي سمعتها حول أن لقمة عيش المواطن خط أحمر، فعبرت عن شكري للشباب وانتظرت عودتهم بالسلامة وبالسرعة الكلية كي لا أجد نفسي بين ليلة وضحاها بلا كافيار كما حصل ويحصل معنا منذ زمن المغول: بلا كهرباء ولا ماء مع غلاء الترياق، أي الدواء، وكما فقدنا نعمة المحروقات من مازوت وبنزين وكيروسين وغاز، وغير ذلك من السلع الاستهلاكية غير الضرورية!.
سألني بعض الأصحاب: ألا يمكنك استبدال الكافيار بعلبة سردين أو بسلطة اللبن والخيار، أو ربما بقليل من الشنكليش مع الزيت البلدي والبصل السلموني والبندورة الحورانية؟.
قلت: يا معشر الأصدقاء الأوفياء، ألا تتابعون بورصات الخضر والفواكه التي صار لها أجنحة وحلقت في الفضاء، واسألوا يا ربعي وأهلي عن أسعار علبة السردين وسمك التونة؟!
ولا تسألوا عن اللحوم الحمراء والبيضاء والصفراء فهذه أسماء سحبت من التداول، ليس بسبب الحرب التي تتعرض لها بلادنا فحسب، وإنما بسبب «قناعة!» تجارنا المحترمين وجشعهم المعقول والمقبول، بحيث لم يرفعوا الأسعار إلا بمقدار عشرة أضعاف فقط لا غير، جزاهم اللـه عنا بمثل ما عملوا ولهم في القصاص حياة بعد الحياة، لأن كل القوانين لا تحاسبهم على الخير الذي يقدمونه لبلدهم وإخوتهم وشركائهم في الوطن، المواطنين الناكرين للجميل الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!.
وبعد كل هذا الذي جرى، وطول انتظار، عاد الإخوة من موسكو بخفي حنين، ليس سياسياً أو حوارياً، لأنني لم أسألهم عما جرى هناك، فكل همي كان الكافيار وتوابعه، وكانت خيبة أملي كبيرة عندما علمت أنهم لم يجدوا في كل روسيا علبة كافيار واحدة، وما زاد حزني أن بحار العالم جفت وماتت كل أسماك الحفش التي تنتج الكافيار.
عدت إلى وصفة صديقي وذهبت لشراء الخيار فرأيته كإخوته ركب جناحين وطار وأصبح سعره نار، ويا ويلي يا كفار؟.
أصابني الذعر عندما فتحت البراد واكتشفت أن كمية الكافيار التي أحتفظ بها لا تكفي استهلاكي الشخصي إلا لمدة شهر على الأكثر، فكيف إذا دعوت على الغداء أو العشاء ضيوفاً من العيار الثقيل؟.
سأتعرض لهجوم ونقد شديدين، وسأصبح عرضة لسخرية من يسخرون حتى من إشراقة الشمس وبزوغ القمر ومن عطر الزهر.
ولأن المشكلة عويصة استشرت العديد من المحللين السياسيين والمخبريين والأطباء النفسيين وعلماء الفلك والمنجمين وضاربي الودع والراسخين في العلم فاقترح بعضهم الاستعاضة عن الكافيار بالقريدس وسمك السلمون والفرق في الأسعار يدفع نقداً للضيوف.
لكن خبيراً خطيراً ومحنكاً وصاحب أسلوب «حضاري» ومقنع بأسلوب الهراوات والعصي، اقترح علي أن أطلب من الوفود السورية الذاهبة إلى موسكو تزويده ببعض الكافيار لمواصلة حوار المعارضات السورية تحضيراً لطبخة التسوية للأزمة السورية، بالوسائل السلمية!.
فرحت بالاقتراح العبقري وبدأت عملية بحث شاقة عن أعضاء الوفود المسافرة إلى العاصمة الروسية، وبعد جهد جهيد وصلت إلى هذه الوفود التي طلبت مني الحفاظ على السرية التامة بشأن كيفية الوصول إليها.
تلقيت وعوداً تشبه الوعود التي سمعتها حول أن لقمة عيش المواطن خط أحمر، فعبرت عن شكري للشباب وانتظرت عودتهم بالسلامة وبالسرعة الكلية كي لا أجد نفسي بين ليلة وضحاها بلا كافيار كما حصل ويحصل معنا منذ زمن المغول: بلا كهرباء ولا ماء مع غلاء الترياق، أي الدواء، وكما فقدنا نعمة المحروقات من مازوت وبنزين وكيروسين وغاز، وغير ذلك من السلع الاستهلاكية غير الضرورية!.
سألني بعض الأصحاب: ألا يمكنك استبدال الكافيار بعلبة سردين أو بسلطة اللبن والخيار، أو ربما بقليل من الشنكليش مع الزيت البلدي والبصل السلموني والبندورة الحورانية؟.
قلت: يا معشر الأصدقاء الأوفياء، ألا تتابعون بورصات الخضر والفواكه التي صار لها أجنحة وحلقت في الفضاء، واسألوا يا ربعي وأهلي عن أسعار علبة السردين وسمك التونة؟!
ولا تسألوا عن اللحوم الحمراء والبيضاء والصفراء فهذه أسماء سحبت من التداول، ليس بسبب الحرب التي تتعرض لها بلادنا فحسب، وإنما بسبب «قناعة!» تجارنا المحترمين وجشعهم المعقول والمقبول، بحيث لم يرفعوا الأسعار إلا بمقدار عشرة أضعاف فقط لا غير، جزاهم اللـه عنا بمثل ما عملوا ولهم في القصاص حياة بعد الحياة، لأن كل القوانين لا تحاسبهم على الخير الذي يقدمونه لبلدهم وإخوتهم وشركائهم في الوطن، المواطنين الناكرين للجميل الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!.
وبعد كل هذا الذي جرى، وطول انتظار، عاد الإخوة من موسكو بخفي حنين، ليس سياسياً أو حوارياً، لأنني لم أسألهم عما جرى هناك، فكل همي كان الكافيار وتوابعه، وكانت خيبة أملي كبيرة عندما علمت أنهم لم يجدوا في كل روسيا علبة كافيار واحدة، وما زاد حزني أن بحار العالم جفت وماتت كل أسماك الحفش التي تنتج الكافيار.
عدت إلى وصفة صديقي وذهبت لشراء الخيار فرأيته كإخوته ركب جناحين وطار وأصبح سعره نار، ويا ويلي يا كفار؟.