الأولى

ميليشيات تركيا لا تثق بـ«النصرة» وتتوقع قِصر عمر وقف إطلاق النار … الجيش ملتزم ومتأهب.. والإرهابيون يتحصنون

| حلب - خالد زنكلو

استمرت التهدئة في ثالث يوم من أيام وقف إطلاق النار في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب والأرياف المجاورة لها، على حين ما زالت وحدات الجيش السوري، متأهبة لأي أمر طارئ على طول جبهات القتال في وقت تابع إرهابيو إدلب، وخصوصاً في ريف المحافظة الجنوبي، بناء تحصيناتهم في خطوط دفاعهم الجديدة.
مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي، والذي شهد تطهير الجيش لبلدات وتلال حاكمة ومساحات شاسعة من الأراضي قبل وقف إطلاق النار من جانب واحد، أوضح لـ«الوطن» أن الجيش السوري بكامل جهوزيته لمتابعة عملياته العسكرية في حال صدور الأوامر بذلك، وتحقيق مزيد من الإنجازات العسكرية على طول الطريق الدولي الذي يصل حماة بحلب، ووفق اتفاق «سوتشي» ببن الرئيسين الروسي والتركي منتصف أيلول الفائت، والذي جرت تعديلات عليه مراعاة للواقع الميداني الجديد، بعد إخفاق تركيا في تنفيذ بنوده على الأرض وفي مقدمتها فتح الطريقين الدوليين من حلب إلى كل من حماة واللاذقية، بحلول نهاية العام المنصرم.
وجدد المصدر التزام الجيش السوري بالهدنة، وأشار إلى أن يوم أمس لم يشهد مناوشات مع الإرهابيين بسبب وقف خروقاتهم بشكل شبه كامل، مقارنة باليومين السابقين من الهدنة، لافتاً إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، ما زال غائباً بشكل تام عن أجواء منطقة خفض التصعيد.
وبين مصدر معارض مقرب من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير»، الممولة من النظام التركي لـ«الوطن»، أن إرهابيي «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام»، يواظبون على بناء خطوط دفاعهم على مسافة كافية من خطوط التماس مع الجيش السوري، مع القيام بأعمال التدشين والتحصين، استعداداً للجولة المقبلة من المعارك مع الجيش السوري، الذي دمر خطوط دفاعهم الأولى والرئيسية في جيب ريف حماة الشمالي وفي مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة جنوبي إدلب، وذلك لقناعتهم بعودة الاحتكام للسلاح والميدان لرفضهم تطبيق بنود «سوتشي»، وما جرى الاتفاق عليه بين بوتين وأردوغان في موسكو الثلاثاء الماضي.
وأكدت المصادر، أن ثقة الميليشيات الموالية للنظام التركي بالفرع السوري لتنظيم القاعدة، وبالتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، باتت غائبة تماماً بعدما اختبروه عن قرب في معارك ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، ولمسوا نزعته في الحفاظ على أرواح إرهابييه على حساب أرواحهم وعدم التنسيق معهم في قيادة دفة المعارك التي خسروها، على الرغم من أعدادهم الغفيرة، وامتلاكهم أسلحة نوعية قدمها لهم النظام التركي.
وتوقعت استمرار استعادة الجيش السوري، في حال سقوط الهدنة، لبلدات جديدة، وصولاً إلى مدينتي معرة النعمان وسراقب على أوتستراد حماة حلب وحتى مدينة حلب، ورأت أن عمر وقف إطلاق النار قصير في ضوء المعطيات الراهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن