رياضة

تسويق وتسويف..!

| مالك حمود

ما يحدث مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم يذكرني بكواليس تصوير الدراما واستخدام (الكلاكيت) تعبيراً عن عنوان ورقم المشهد الذي سوف يتم تصويره، وذلك لتسهيل ربط المشاهد مع بعضها حسب سياق النص الدرامي.
وما أكثر المشاهد التي باتت تربط بعضها دون (كلاكيت) في حكاية اللاعب عمر خريبين واعتذاراته عن المنتخب الوطني لتشكل دراما حقيقية.
المصيبة أن الخريبين في كل مرة يأتي بحجة، وأحياناً تختلف الحجج لكن الهدف واحد وهو عدم الالتحاق بمنتخب الوطن في مباراة مهمة!
والمصيبة الأكبر أنه وحتى هذه اللحظة ترى من يدافع عن وجهة نظره ويحاول الإقناع بظروفه التي تفرض عليه تلك التصرفات.
والمصيبة الأخرى أن ظروف اللاعب مع ناديه حيث يحترف في السعودية ليست على ما يرام، وبالتالي فاللعب مع المنتخب فرصة له لإثبات ذاته بأرض الملعب وإبراز إمكاناته التي يجدر الاستفادة منها بشكل أكبر مع ناديه!
والمصيبة الأعمق عندما ترى لاعبينا بعيدين عن ثقافة الاحتراف الرياضي وفكره، ولذلك تراه يضل الطريق في بعض الأحيان لاتخاذ القرارات الصائبة والسليمة.
فالاحتراف الذي عاشه لاعبونا خلال فترة الأزمة خدم اللاعبين أنفسهم.
وخدم كرة القدم السورية من خلال الجاهزية الفنية التي وصلوا إليها مع شيء من المفاهيم الاحترافية التي اكتسبوها في رحلتهم الخارجية.
ولكن يبقى السؤال: هل كل لاعبينا تعاملوا مع المفهوم الاحترافي الخارجي بالميزان نفسه؟!
ولو كانوا كذلك لما عاد الكثيرون منهم إلى دورينا الذي يفتقد الكثير من أساسيات النجاح والتفوق.
فمتى يتعلم البعض من لاعبينا كيف يتعاملون مع أنفسهم قبل أن يتعاملوا مع الآخرين؟!
ومتى يعرف البعض من لاعبينا كيف يقدمون ويسوقون أنفسهم بالطريقة المثلى؟!
ومتى يتعلم لاعبونا معاني الاحتراف ويحترمون الجماهير التي عشقتهم وهتفت لهم وتغنت بعطاءاتهم وأدائهم، وتريدهم أن يبقوا في أحلى وأبهى صورة، فيما هم يعمدون بجهلهم إلى تشويه تلك الصورة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن