سورية

بعد فرض حزب اللـه قواعد اشتباك جديدة نتنياهو يستجدي روسيا وأميركا لتثبيت القديمة

| وكالات

بعد أن كسرت المقاومة اللبنانية قواعد الاشتباك مع العدو «الإسرائيلي» باستهدافها دورية له في شمال فلسطين المحتلة رداً على اعتداءات العدو، كشف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن سعيه لعقد قمة أمنية ثلاثية ثانية، بين «إسرائيل» وروسيا والولايات المتحدة، فيما يبدو أنه استجداء من تلك الدول لتثبيت قواعد الاشتباك.
ونقلت «القناة 13» «الإسرائيلية» عن نتنياهو قوله خلال اجتماع الحكومة أمس حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «المفاوضات تجري لعقد قمة أخرى لمستشاري الأمن القومي مع روسيا والولايات المتحدة، في القدس «المحتلة» خلال الأسابيع المقبلة».
كما نقلت القناة عن مسؤولين رفيعي المستوى لم تسمهم: إن «إلغاء نتنياهو زيارته إلى الهند، جاء نتيجة لانشغاله بالتحضير لهذه القمة ذات الأهمية».
وعقدت قمة ثلاثية في حزيران الماضي في القدس المحتلة، ضمت أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» مئير بن شبات بحثت مجمل تطورات الشرق الأوسط ولاسيما الوضع في سورية.
وأكد حينها باتروشيف، أن موسكو تعير اهتماما كبيراً لضمان أمن «إسرائيل»، لكنه شدد على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استتباب الأمن في سورية.
وشن العدو «الإسرائيلي» قبل أكثر من أسبوع اعتداءات على مواقع في محيط دمشق والضاحية الجنوبية لبيروت وغرب العراق، تبعها عدوان على مواقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة على كتف منطقة قوسايا في البقاع الأوسط بلبنان.
ولم يتأخر رد حزب الله، على العدوان «الإسرائيلي»، كما وعد أمينه العام السيد حسن نصر الله، إذا دمرت المقاومة اللبنانية الأحد الماضي آلية عسكرية للاحتلال شمال فلسطين المحتلة، وقتل وأصيب من فيها.
ويشير إعلان رئيس حكومة العدو سعيه لعقد قمة أمنية ثلاثية ثانية، بين «إسرائيل» وروسيا والولايات المتحدة، إلى استجدائه من تلك الدول تثبيت قواعد الاشتباك التي كانت سادت منذ انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006.
وأول من أمس تثبت أمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه، القواعد الجديدة للمعادلات التي ستحكم المنطقة خلال الزمن الذي يلي عملية «أفيميم»، كاشفاً عن دخول حرب «المسيرات» في المعادلات المنتظرة، داعياً المهتمين الدوليين بالاستقرار لتذكير «إسرائيل» بأن الزمان تغير، ومعادلات الردع الجديدة جرى تثبيتها بسواعد المقاومين، وذلك في كلمة ألقاها في المجلس ‏العاشورائي.
وقال نصر اللـه: فيما مضى كان رد المقاومة على الاعتداءات يأتي داخل مزارع شبعا أي في أرض لبنانية محتلة، أما بقية الحدود، أي حدود عام 1948، فكان المس بها ومنذ عقود من الزمن، من أكبر الخطوط الحمراء، معتبراً أن ما حصل هو أن أكبر خط أحمر «إسرائيلي» منذ عشرات السنين، كسرته المقاومة اللبنانية، ولم يعد خطاً أحمر، والنتيجة كانت تثبيت معادلات جديدة، إذ لم يعد للمقاومة خطوط حمراء، لأن العدو حاول تغيير قواعد الاشتباك، والقاعدة الجديدة هي الانتقال من الرد في أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة، وليس شرطاً على الشريط الحدودي، وقال: «الرسالة واضحة إذا اعتديتم فإن كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي العمق، ستكون في دائرة الاستهداف والرد، والشجاعة التي تحلت بها المقاومة ستعبر عنها في أي وقت بالمستقبل».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية العراقي مـحمد الحكيم، أمس، حسب موقع «السومرية نيوز» العراقي أنه اطلع رئيس الجامعة العربية أحمد أبو الغيط على الاعتداءات «الإسرائيلية».
وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع أبو الغيط في بغداد: «بحثنا الأوضاع في سورية وليبيا والسودان واليمن وأمن الخليج والملاحة بالخليج لأن هذا الموضوع مهم للعراق».
وأضاف الحكيم: اطلعنا أبو الغيط على الاعتداءات «الإسرائيلية» في مناطق عربية، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من القضايا المهمة التي تم طرحها خلال الاجتماع.
لكن أبو الغيط تجاهل الاعتداءات «الإسرائيلية» على سورية ولبنان والعراق، وأكد أن حضوره إلى بغداد هدفه التحضير للاجتماع الوزاري العربي القادم في الجامعة العربية يوم الـ10 من أيلول الجاري، مبيناً أن جدول أعمال هذه الدورة كبير وكثيف ومعقد.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، وفي تعليقه على رد حزب اللـه على العدوان «الإسرائيلي» زعم أن «انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمر لن يصب في مصلحة الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه».
وفي السياق قال مسؤول عراقي حسب موقع «العربي الجديد» الداعم للمعارضات والتنظيمات الإرهابية في سورية: إن أبو الغيط سيلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين لمناقشة قضايا عدة محلية وعربية، في حين نقلت صحيفة «الصباح» العراقية الرسمية عن مصادر سياسية قولها: إن الزيارة جاءت لتقديم الدعم للعراق في مختلف القضايا التي تواجهه، ولاسيما الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن قضايا أخرى مثل النازحين، وإعمار المدن المحررة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن