ثقافة وفن

مؤسسة «وثيقة وطن» تطلق جائزة «حكايتي» … بثينة شعبان: التوثيق الشفوي ليس حكراً علينا ونحن بجانب كل جهد توثيقي سواء كان سينمائياً أم درامياً

| سارة سلامة

دعت مؤسسة «وثيقــة وطـــن» في ندوة عقدتها بالمركز الثقافي العربي- أبو رمانة، السوريات والسوريين إلى كتابة قصة واقعية قصيرة شهدوا أحداثها بأنفسهم، تحمل قيماً إنسانية أو معاني وعِبَراً، من المهم والمفيد الاطلاع عليها، وإرسالها مكتوبة أو منطوقة في تسجيل صوتي، تأكيداً منها على أن تلك القصص تشكل مجتمعنا ووطننا وتاريخنا وهويتنا، حيث تعمل المؤسسة من خلال باحثيها ومتطوعيها إلى نشر وتعميق المعرفة بالتأريخ الشفوي (oral history) وتأريخ القصص واختيار الأفضل منها للحصول على جـــائـزة «وثيقــة وطـــن».
يجمع التأريخ الشفوي معلومات من أناس شهدوا واختبروا أحداثها ووقائعها بأنفسهم في الماضي، عبر مراحل تبدأ بالتسجيل ثم تدوين حديث الأشخاص الذين يروون الوقائع اعتماداً على ذكرياتهم وعلى ما لديهم من وثائق (إن توفرت)، ثم الانتقال إلى التحليل والبحث وصولاً إلى استعادة بناء ملامح التأريخ وتفاصيله، وتخضع تلك المراحل لمعايير عديدة وفق مناهج عدة.
المؤسّسة أخذت على عاتقها العناية بالتأريخ الشفويّ والعمل على جمع وتسجيل وتوثيق الشهادات والروايات الشفويّة والحفاظ عليها، وذلك وفق منهجيّات بحثيّة وعلميّة، ووضع خطط وإستراتيجيات مرحليّة بعيدة المدى ومستقبليّة لبناء أرشيف وقواعد معطيات للتأريخ الشفويّ.
حياكة النسيج المجتمعي

وبينت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة (وثيقة وطن) الدكتورة بثينة شعبان أثناء الندوة أنه: «بالرغم من حداثة المؤسسة التي يعود عمرها إلى 3 سنوات فقط إلا أن معظم الوقت أمضيناه في تدريب الكوادر لتكون قادرة على حياكة النسيج المجتمعي، وربما لا نصل إلى الحقيقة المطلقة إلا أننا نقترب منها بتقاطعاتنا ودراستنا للتأريخ والأشخاص والشهود، هو عمل جدير بالتحليل».
وأوضحت شعبان أن «المعلومات التي نجمعها لن تكون محصورة في الكتب بل بالإنتاج الدرامي والسينمائي، نكتب تاريخاً بكل الأشكال الثقافية الممكنة، ولاحظنا في جولاتنا بمختلف المحافظات حالة احتضان كبيرة عند الناس والسعي للمساعدة، وندعو الجميع لندربهم على التأريخ الشفوي والمتابعة معهم حتى تكون الطريقة والأداة مناسبة لحجم المسؤولية ونتعرف إلى كل البيئات».
وأضافت شعبان: إن «التوثيق الشفوي ليس حكراً على (وثيقة وطن) ونحن إلى جانب كل جهد توثيقي سواء كان سينمائياً أم درامياً، وهناك الكثير من الرسائل التي وصلتنا من أناس يوثقون لأنفسهم، نحن نتمنى أن نكون مرجعية لهؤلاء الناس ونجمع نقاط المطر لتصبح سيلاً من المعرفة، وأهم ما نطمح إليه تأسيس مصداقية لمؤسسة (وثيقة وطن)، ونؤسس لطريقة عمل أخلاقية وذات مصداقية مهمة في التأريخ الشفوي».

تأريخ للأحداث والذاكرة
ومن جهته قال عضو مجلس أمناء المؤسسة الدكتور محمد الطاغوس: إن «واحدة من المهام التي تضطلع بها مؤسسة (وثيقة وطن) هي نشر ثقافة التأريخ الشفوي على مستوى العالم العربي والسوري بشكل خاص وماهية طبيعة هذا العلم الحديث نسبياً، الذي يعود إلى بداية القرن العشرين، وإبراز مهامه وآليات عمله من أجل رفع قضية الوعي بالقضايا التأريخية».
وأفاد الطاغوس: إن «التأريخ الشفوي هو مجال بحثي خاص بآليات ومراحل محددة من الناحية المنهجية والعلمية، إلا أن تلك الآلية والمراحل تخفي وراءها رؤية ومنظوراً عامين وشاملين للتأريخ، وتأتي هذه الشمولية من أن التأريخ الشفوي جاء تلبية لاتساع المتطلبات التي فرضتها حدود البحث التأريخي باتساعها على كل مساحة نشاط الإنسان وفاعليته، وجهد التأريخ الشفوي جاء بوصفه تلبية للمتطلبات المعرفية التي فرضها المعنى الجديد للتأريخ وأسهم التأريخ الشفوي في صياغته».
وفي دعوة للجميع، قال الطاغوس: «الكل مدعو لكتابة التأريخ بنفسه وشرح أشكال وجودهم المعيشة، وحينما نوثق هذه الأشكال نوثق التأريخ كما عاشه هؤلاء إضافة إلى ما فكروا به لأن التأريخ الشفوي هو تأريخ للأحداث والذاكرة معاً».

تأريخ لأجل التحليل
بينما بين عضو مجلس أمناء المؤسسة فادي إسبر أن «الوثائق الرسمية والمذكرات لم تعد تكفينا لأننا نعيش بعصر فيه الكثير من المعلومات، وهذه المعلومات تحرص مؤسسة (وثيقة وطن) على جمعها عبر طريقة رائدة تميزت بها في الوطن العربي وسط ندرة المشاريع المشابهة، وذلك ليس بهدف التأريخ لأجل التأريخ إنما التأريخ لأجل التحليل».

آلية المشاركة
المشاركة مفتوحة للسوريين المقيمين والمغتربين بدءاً من عمر عشر سنوات.
وأن تكون القصة قصيرة باللغة العربية، لا تتجاوز 1000 كلمة، فيها قيمٌ أو عِبرٌ إنسانية، موضوعها حدث أو أحداث واقعية مبينة أماكنها وتواريخ وقوعها حيث شهدها صاحب القصة بنفسه.
هذا وتُستَبعد القصص المبنية على الخيال أو على الاستنتاج، أو القصص المنشورة أو المنقولة عن أشخاص أو مصادر أخرى، أو القصص التي فيها إساءة أو إخلال بالقانون أو الآداب العامة.
الجوائز

تخضع القصص للتحكيم وفق معايير معتمدة من لجان التحكيم لدى المؤسسة.
وتعلن المؤسسة عن الفائزين بعد التواصل معهم. ولا تمنح الجوائز إلا للمعروفة أسماؤهم وبياناتهم الشخصية. وتمنح الجوائز للقصص الفائزة وفق الفئات العمرية لأصحابها، وللمؤسسة إدراج القصص الفائزة في بحوثها ونشر محتواها.
بناءً على نتائج التحكيم وفق المعايير المعتمدة (المذكورة في شروط وأحكام الجائزة) يتم الإعلان عن القصص التي تستحق الجائزة في احتفال تكريمي، ويمنح أصحاب القصص مكافآت مادية تصنف في ثلاث فئات:
– الفئة الذهبية: بقيمة ٣٠٠ ألف ليرة سورية.
– الفئة الفضية: بقيمة ٢٠٠ ألف ليرة سورية.
– الفئة البرونزية: بقيمة ١٠٠ ألف ليرة سورية.

الخصوصية
يمكن لصاحب القصة عدم الإفصاح عن اسمه الحقيقي ورقمه الوطني إن كان غير مهتم بفوز قصته، ويتم التواصل مع المشاركين عبر أرقام هواتفهم أو بريدهم الإلكتروني، وتخضع معلومات المتقدمين لشروط حماية الخصوصية لدى مؤسسة «وثيقة وطن».

وثيقة وطن
تأسست عام 2016 في دمشق، وهي مؤسسة تعنى بحفظ ذاكرة الماضي في مناحي الحياة المختلفة وتوثيقها وفق التأريخ الشفوي.
تعمل المؤسسة على إعداد أرشيف من الشهادات والروايات المسجلة المأخوذة مباشرة من أصحابها، وتتعاون مع باحثين متخصصين في تحليل المعلومات لكتابة التأريخ بشكل علمي وموضوعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن