عربي ودولي

السلطة تتوجه للتحكيم الدولي لاسترداد أموالها من إسرائيل … عباس يزور باريس للقاء ماكرون.. ونتنياهو يقتحم الخليل والخارجية الفلسطينية تندد

| شينخوا - صوت فلسطين - وفا - أ ف ب - الميادين

أعلن دبلوماسي فلسطيني أمس أن الرئيس محمود عباس، سيزور العاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة نهاية الشهر الجاري.
يأتي ذلك في حين قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة عدوانية مثيرة للجدل لمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس، الأمر الذي أدانته السلطة الفلسطينية ووصفته بأنها زيارة استفزازية وذات دوافع سياسية.
وقال سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، إن عباس سيبحث مع ماكرون ما تمر به القضية الفلسطينية من صعوبات وتحديات في ظل الإجراءات الأميركية والإسرائيلية.
وأضاف الهرفي أن عباس سيطلع نظيره الفرنسي على قضية اقتطاع إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية باعتبارها خرقا لاتفاقية باريس الموقعة بين الجانبين برعاية فرنسية عام 1994، بالإضافة إلى التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وخطره على تدمير حل الدولتين.
ويأتي الإعلان عن زيارة عباس، إلى باريس بعد أيام على تصريحات لماكرون نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية قال فيها، إن الجانب الفرنسي لم يعد يعلق أمالاً على خطة السلام الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن» ويعمل على مقترحات أخرى.
وأوضح ماكرون في تصريحاته أنه «لم يعد ينتظر صفقة القرن التي يعمل عليها الرئيس ترامب وفريق مستشاريه، وأنه مستمر في العمل على مقترحات مختلفة بشأن ذلك».
وقال السفير الفلسطيني بهذا الصدد، إن الجانب الفرنسي يجري مشاورات مع دول عديدة بشأن إمكانية طرح أفكار لمبادرة فرنسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تقوم على حماية حل الدولتين في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية.
وفي سياق متصل قال وزير المالية والتخطيط شكري بشارة خلال لقاء مع الصحفيين في رام الله، إن الحكومة بدأت إجراءات التحكيم الدولي بشأن القضايا التجارية والمالية العالقة مع إسرائيل، بما في ذلك «بروتوكول باريس» الناظم للعلاقة الاقتصادية بين الجانبين، بهدف تعديله.
وأوضح بشارة بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقع قرار اللجوء للتحكيم الدولي منذ شهر آذار الماضي.
وأضاف إن الحكومة قررت في جلستها الأخيرة تفويض وزارة المالية باتخاذ الإجراءات اللازمة وإحالة ملفات القضايا العالقة، وفي مقدمتها «بروتوكول باريس» نفسه، بهدف تغييره، وما دون ذلك ملفات تفصيلية، لمحكمة التحكيم الدولي في «لاهاي».
واتهم بشارة إسرائيل بأنها «تتحايل في تطبيق بروتوكول باريس، وتفرض إجراءات بشكل أحادي، ما جعل الاحتلال مشروعاً مربحاً بامتياز». وأوضح «في العام 1994 عند توقيع اتفاق بروتوكول باريس كان حجم الاقتصاد الإسرائيلي 76 مليار دولار وارتفع في 2017 إلى 369 مليار دولار، نعتقد أن جزءاً مهماً من هذا النمو لا يقل عن الثلث، نتيجة منظومة بروتوكول باريس».
وأشار إلى أن إجمالي ما اقتطعته إسرائيل من عائدات الضرائب الفلسطينية «ضرائب على الواردات من إسرائيل والخارج، تجبيها إسرائيل بالنيابة عن السلطة الفلسطينية» تجاوزت 12.5 مليار شيكل إسرائيلي في السنوات الخمس الأخيرة فقط.
وأكد بشارة أن الملف الذي سيقدم إلى محكمة التحكيم الدولي في «لاهاي» سيشمل «بروتوكول باريس» كمظلة لكل القضايا الأخرى، وتتضمن مخصصات عوائل القتلى والجرحى والأسرى الفلسطينيين التي بدأت إسرائيل باقتطاع مبالغ موازية لها، وتقدر بحوالي 144 مليون دولار سنوياً.
في غضون ذلك قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة مثيرة للجدل لمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس، في ذكرى مقتل يهود هناك عام 1929.
وعصر أمس اقتحم نتنياهو مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية وقال منها: «لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعونا، لكنهم أخطؤوا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارسة الدينية، عدنا إلى الحرم الإبراهيمي.. هذا انتصارنا».
الزيارة العدوانية نادرة وجاءت قبل الانتخابات العامة المقررة في 17 أيلول، والتي يسعى فيها نتنياهو إلى جذب أصوات اليمين القومي، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية للمناسبة التي حضرتها شخصيات سياسية إسرائيلية بدعم من جنود وخبراء متفجرات وكلاب مدربة.
ودانت السلطة الفلسطينية الزيارة وهي الأولى لنتنياهو منذ 1998، ووصفتها بأنها «استفزازية» وذات دوافع سياسية، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن «هذه الزيارة استعمارية عنصرية بامتياز يقوم بها نتنياهو في أوج معركته الانتخابية في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف».
ورفع شبان من مجموعة «شباب ضد الاستيطان» علماً فلسطينياً كبيراً في المنطقة، كما ألقى شبان فلسطينيون حجارة ومفرقعات باتجاه الجنود الذين ردوا برصاص مطاطي، وفق شهود عيان. ويسعى نتنياهو لإعادة انتخابه في حملة تعتبر فيها أصوات المستوطنين مهمة له لبناء تحالف يميني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن