سورية

الهدوء تواصل شمالاً في آخر أيام التهدئة.. و«النصرة» لم ينسحب!.. وترقب لما ستؤول إليه الأوضاع … دفاعاتنا الجوية تحبط هجوماً للإرهابيين بثلاثة درونات

| حماة - محمد أحمد خبازي - حمص - نبال إبراهيم - دمشق – الوطن – وكالات

عشية انتهاء مهلة الـ٨ أيام التي منحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في موسكو أواخر الشهر الماضي لانسحاب التنظيمات الإرهابية من الطريقين الدوليين حماة حلب واللاذقية حلب وهو الأمر الذي لم يتم، ساد الهدوء الحذر أمس، مختلف المحاور القتال في ريفي حماة وإدلب، سبقه إحباط الجيش العربي السوري محاولة اعتداء الإرهابيين على أحد المواقع العسكرية في سهل الغاب عبر ثلاث طائرات مسيرة، وأسقطتها جميعاً.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـــ«الوطن»، أن الهدوء التام والحذر، ساد مختلف المحاور الساخنة في ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي لليوم الثامن على التوالي ومنذ الساعة السادسة من صباح السبت 31 الشهر الماضي.
وأضاف المصدر: إن منطقة خفض التصعيد لم تشهد حتى ساعة إعداد هذه المادة أي خرق أمني من قبل التنظيمات الإرهابية المتمسكة بمناطقها ولم تنسحب منها، وخصوصاً المتمركزة بقرى ومواقع قريبة من مساري الطريقين الدوليين حلب حماة دمشق وحلب اللاذقية.
ولفت المصدر إلى أن المنطقة المذكورة لم تشهد أي حدث ملفت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، سوى تصدي وسائط دفاعنا الجوي مساء أول من أمس الجمعة لمحاولة اعتداء التنظيمات الإرهابية على أحد مواقعنا العسكرية في سهل الغاب من خلال ثلاث طائرات مسيرة محملة بالقنابل، حيث دمرت وحدات الجيش العاملة بالمنطقة اثنتين منها وأسقطت الثالثة وفككت ذخيرتها، إضافة إلى تفجير التنظيمات الإرهابية خزان مياه يغذي بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي بمياه الشرب، الذي يطل على طريق حلب دمشق الدولي، وسعته التخزينية أكثر من 5 آلاف متر مكعب.
وذكر المصدر، أن الوضع الميداني في المنطقة ثابت ولم يتغير منذ قرار وقف إطلاق النار الذي اتخذه الجيش من جانبه، ليمنح التنظيمات الإرهابية فرصة أخيرة لحل نفسها وتسليم مواقعها في مساري الطريقين الدوليين له، وتمكين وحداته من الاستراحة لصيانة الآليات والمعدات وإعادة التموضع بالريف المحرر مؤخراً، قبل استئناف العمليات العسكرية ضد تنظيم «النصرة» والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معه لإرغامه على تنفيذ اتفاق سوتشي بالقوة.
وكان مصدر عسكري أعلن الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب اعتباراً من صباح الـ31 من آب الماضي مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين.
في سياق متصل، عاد المدنيون الذين أجبروا على النزوح من مناطقهم في ريفي إدلب وحماة بسبب إجرام التنظيمات الإرهابية، إلى مناطقهم لتفقد ممتلكاتهم ولاسيما في ريف معرة النعمان وجبل شحشبو ومناطق أخرى جنوب وجنوب شرق إدلب، وذلك في ظل توقف الطائرات السورية والروسية عن استهدافها مواقع الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد بموجب وقف إطلاق النار الجديد الذي بدأ صبيحة السبت ما قبل الماضي، وفق ما ذكر«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
بموازاة ذلك، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن تنظيم «النصرة» قام باستغلال الدعوات لتظاهرات كبيرة ضده في مناطق سيطرته، لتحريك مناصريه ومسلحيه لاختراق التظاهرات، وتسيير مسيرات أخرى مؤيدة له، رداً على التظاهرات الشعبية الأخيرة التي خرجت ضد زعيمه المدعو أبو محمد الجولاني في عدة مدن وبلدات.
ونقلت المواقع عن نشطاء من ريف إدلب، قولهم: إن تنظيم «النصرة» أدرك ملياً أن استخدام القوة الأمنية لقمع الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضده مؤخراً في سراقب ومعرة النعمان والأتارب لم يؤت أكله، بل سيزيد الحراك الشعبي ضده وسيشجع على خروج مناطق أخرى، لذلك لجأ إلى استخدام تلك التظاهرات لتبيان أن الجماهير تقف معه.
إلى البادية الشرقية، حيث ذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات الريف الشرقي لـ«الوطن»، أن هدوءاً تاماً خيم على الأجواء العامة يومي الجمعة والسبت الفائتين في مختلف جبهات باديتي تدمر والسخنة في أقصى ريف حمص الشرقي، لم يسجل خلالهما أية اشتباكات أو عمليات أو أحداث تذكر، واقتصرت عمليات الجيش على عمليات المراقبة والرصد لأي تحرك لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي والتأهب للتعامل معه واستهدافه نارياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن