بدأت ظاهرة التحرش بالنساء تبرز بحدة في سرافيس النقل الداخلي وبعض التكاسي، كظاهرة سلبية تتنامى في المجتمع، في ظل خجل النساء وعدم تجرؤهن على التقدم بشكاوى في الأقسام الشرطية خشيةً من وصمة المجتمع لهن بالعار.
وأبطال تلك الظاهرة هم بعض سائقي السرافيس والتكاسي، التي تعمل مساءً على خطوط حماة الداخلية وضمنها، حيث يُسمعون من تبقى في سرافيسهم لآخر الخطوط كلمات معسولة، ويدعونهن لمشوار أو لقضاء سهرة في مقهى من مقاهي المدينة ومن ثم قضاء ساعات أو ليلة حمراء بمنازلهم، في حين يعرض بعض سائقي التكاسي خدمات التوصيل مجاناً وبأي وقت شريطة أن تقضي معهم المرأة أو الفتاة وقتاً ممتعاً.
وقد عزت عدة نساء سبب عدم التقدم بشكاوى للشرطة أو الجنائية إلى نظرة المجتمع الخاطئة تجاههن في حال التقدم بشكوى لأي جهة كانت. وأكدن أنهن اخترن الصحافة نظراً لدورها في التوعية، فهن لا يطلبن سوى الكتابة عن هذه الظاهرة التي تتنامى بحماة، كي لا تقع أي امرأة ضحية سائق سرفيس أو «تكسي».
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول عقوبة ممارس هذه الظاهرة، بيَّن المحامي نور الدين سعد أنها تعد من باب (طلب الفجور) وضمن التعرض للآداب العامة، وعقوبتها بحسب المادة 517 من قانون العقوبات العام الحبس لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى ولمدة سنتين كحد أعلى ويترك ذلك للقاضي الذي يقدر المدة بحسب الحالة والشهود.
وأكد سعد أن هذه القضايا قلَّما ترد إلى القصر العدلي، مضيفاً: فهي قليلة جداً ولم يحدث أن شهدنا مثلها لعدم توافر عنصر مهم فيها وهو الشهود إلا إذا أخذ القاضي بأقوال الشاكية.
ونفى مصدر في قيادة شرطة حماة ورود شكاوى من هذا النوع إلى الوحدات والأقسام الشرطية على مستوى المحافظة، وأكد أنه في حال ورودها سرعان ما تتخذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها.