برعاية الرئيس بشار الأسد.. بحضور شخصيات من 15 دولة منها أميركا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وكندا … عمال العالم يدعون في ملتقاهم الثالث للتضامن مع شعب وعمال سورية … خميس: واجهنا هذه الحرب النوعية بمقاومة نوعية وانتصرنا فيها
| محمود الصالح
بمشاركة 15 دولة أجنبية بدأت أمس فعاليات الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الحصار الاقتصادي والتدخلات الإمبريالية والإرهاب برعاية الرئيس بشار الأسد في منتجع صحارى في ريف دمشق.
وكانت المشاركة الأبرز للولايات المتحدة الأميركية بحضور 15 شخصية إضافة لكندا والهند وألمانيا وإيطاليا والكونغو وتشاد وأستراليا وفرنسا ومالي وقبرص والتشيك وجنوب إفريقيا وروسيا وإيران والنمسا والكونغو والنيجر ودول أخرى، ومن الدول العربية شاركت مصر بأكبر وفد ضم 24 ممثلاً عن العمال، والجزائر والعراق ولبنان والسودان وفلسطين والأردن والبحرين وموريتانيا وأرتيريا وليبيا والكويت.
وفي كلمة لممثل راعي الملتقى رحب رئيس مجلس الوزراء عماد خميس بالوفود المشاركة ونقل للجميع محبة وترحيب راعي الملتقى الرئيس بشار الأسد وتمنى لهم التوفيق والنجاح في مهامهم النقابية لما فيه خير ومصلحة الطبقة العاملة.
وقال خميس في كلمته خلال افتتاح الملتقى: منذ فجر التاريخ والحروب يشعلها الأقوياء ليسرقوا حقوق الضعفاء والدول الكبرى تسعى لأن تطحن بمشروعاتها الاستعمارية أحلام الدول الصغرى. مضيفاً: ولكن دون شك لن يستطيع الأقوياء دائماً الانتصار في هذه الحروب.
وأكد خميس أن سورية تواجه منذ عام 2011 حرباً فريدة من نوعها حرباً أتت على مكاسب أربعة عقود من التنمية والازدهار حاولت النيل من إرث حضاري يعود لعدة قرون، وعلى أحلام السوريين والباحثين عن السلام والأمن. حرباً جند لها آلاف المرتزقة والإرهابيين من مشارق الأرض ومغاربها ورصد لها مليارات الدولارات والرصاص لقتل السوريين وتشريدهم من منازلهم وديارهم، إن هذه الحرب التي شنت على سورية نوعية مقارنة بمثيلاتها من الحروب العدوانية الإقليمية والدولية وإن مقاومة الشعب العربي السوري بمختلف مؤسساته وفعالياته ومناطقه كانت مقاومة نوعية أسست أيضاً لنصر نوعي وإستراتيجيي ستعم خيراته على العالم أجمع.
إن نجاح سورية قيادة وشعباً وجيشاً في مقاومة المشروع العدواني الإرهابي وهزيمته يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة نضال الشعوب ومقاومتها لكل أشكال الاستغلال والهيمنة. مضيفاً: لن أحدثكم عما فعلته الحرب ببلادنا لكن سأحدثكم عما فعله شعبنا وطبقتنا العاملة في مواجهة هذه الحرب.
وتابع: فمنذ الأيام الأولى حدد الرئيس بشار الأسد مكونات المرحلة التي تمر بها سورية بثلاثة مكونات هي المؤامرة والإصلاحات والحاجات، وتأسيسا على هذه الرؤية عملت الدولة السورية طوال السنوات التسع من عمر الحرب على تلك المكونات.
وبين خميس أن الإحصائيات الأولية للأضرار التي لحقت بمؤسسات الدولة تشير إلى أن قيمتها وصلت إلى 45 ألف مليار ليرة، منها 28 ألف مبنى حكومي و188 معملاً وشركة صناعية و1194 موقعاً أثرياً وفي القطاع الكهربائي تم تدمير 15 محطة توليد من أصل 39 محطة بشكل كلي وهناك تدمير لـ10 محطات بشكل جزئي.
وأردف قائلاً: كما تم سرقة وتخريب الشبكة العامة التي كانت قبل الحرب تصل إلى طول 48 ألف كم أي ما يعادل محيط الكرة الأرضية مرة وربع المرة وتعرض نصف هذه الشبكة للتخريب والنهب واستولت المجموعات الإرهابية على آبار النفط والغاز حيث كان الإنتاج عام 2010 يصل إلى 380 ألف برميل من النفط يومياً، بعد عدة أشهر وصل الإنتاج إلى الصفر نتيجة تضرر وسرقة أكثر من ألف موقع نفطي.
ومع كل ذلك استمرت مؤسسات الدولة في القيام بواجبها تجاه المواطنين فلم يتأخر صرف راتب الموظفين والعمال يوماً واحداً ولم تغب خدمة واحدة عن المواطنين ولم تقصر في تأمين سلعة واحدة في الأسواق المحلية واستمر برنامج الدعم الحكومي في مختلف المجالات وكانت الإغاثة التي قدمتها الحكومة في مختلف البرامج تصل إلى 90 بالمئة في وقت لم تقدم المنظمات الدولية سوى 10 بالمئة من أعمال الإغاثة والمساعدة الإنسانية. مضيفاً: كل ذلك كان بفضل أبناء الطبقة العاملة الذين سطروا ملامح الصمود وقدموا أكثر من 9 آلاف عامل من مؤسسات الدولة ضحوا بحياتهم و14 ألف جريح وثلاثة آلاف مخطوف.
وختم خميس كلمته بالقول: نحن نعول على ملتقاكم هذا في تعزيز حضور التجمعات النقابية وتأثيرها في الرأي العام والعالم بما يخدم القضايا المختلفة وإننا نرحب بأي تعاون نقابي وندعمه بكل الإمكانات.
بدوره أشار الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية العالمي جورج مافريكوس إلى دعم الاتحاد لنضال الشعب السوري ضد التدخلات الخارجية والإرهاب معبرا عن الفخر بالوقوف إلى جانب عمال سورية منذ اللحظات الأولى للحرب الإرهابية عليها.
وقال: نقدم التهنئة لعمال سورية لدورهم الكبير في تحقيق النصر الذي تتجه إليه سورية ونحيي عمال وشعب سورية ورئيسها بشار الأسد الذي بثبات موقفه أمام العدوان والإرهاب قاد سورية للانتصار، وأضاف: الآن نريد تدعيم نضالاتنا لوقف العدوان وفك الحصار عن سورية وشعبها، وسنواصل العمل لدعم الشعوب المناضلة ومنها الشعب في فلسطين وإيران وكوبا وفنزويلا وروسيا.
من جانبه أكد الأمين العام للعمال العرب غسان غصن الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب.
وقال: اليوم أدركت الإدارة الأميركية هزيمة مشروعها ورفعت العصا الغليظة على أتباعها لعدم إعادة العلاقات مع سورية. وما عجزت أميركا عن تحقيقه في الإرهاب تعمل على تحقيقه في الحصار الاقتصادي على سورية ولكنها لن تستطيع ذلك، وأقرت قانون قيصر الذي يعاقب كل من يتعامل مع سورية من أجل خنق شعبها لفك التفافه حول قيادته ولفرض خيارات سياسية على هذه القيادة للخضوع للمشروع الصهيوني وإنجاز صفقة القرن والتطبيع مع العدو الصهيوني.
وتابع: نحن اليوم نستعد للقيام بحملة دولية وإعلامية لفضح سياسات الولايات المتحدة الأميركية في الحصار وتجويع الشعب العربي السوري ونحن في اتحاد العمال العرب قررنا الوقوف إلى جانب الشعب العربي السوري والقيادة السورية في مواجهة الإرهاب الاقتصادي ونؤكد الالتزام بذلك حتى تحقيق النصر الكامل.
وجدد الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية أرزقي مزهود الدعم للشعب السوري في كفاحه.
وأكد الأمين العام لمنظمة العمل العربي فايز علي المطيري في كلمة ألقاها عنه مستشار المنظمة محمد داوود تضامن منظمة العمل العربي مع شعب سورية لكسر الحصار ومواجهة ما يتم منعها مما كانت تقدمه لأمتها العربية من دعم معنوي ومادي وثقافي.
وقال: نحن مع عمال وشعب سورية بكل أطيافه في مواجهة الحصار الاقتصادي الذي منع عجلة التنمية في بلد كانت دائماً عنواناً للحضارة والتي لم يسبقها إليه في تاريخ أي شعب آخر. وندعو إلى توحيد الجهود العربية لإنهاء هذا الحصار على شعبنا العربي السوري.
بدوره أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أن الشعب السوري يواجه إلى جانب الحرب الإرهابية حرباً اقتصادية شكلت إرهابا بحد ذاته تمثل بالحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية الجائرة الأحادية الجانب التي فرضت عليها في تناغم واضح مع ممارسات الإرهاب في الداخل من استهداف المعامل والمواقع الإنتاجية والخدمية وسرقة موارد الاقتصاد السوري.
وأشار القادري إلى أن عمال سورية أدركوا مرامي الهجمة الإرهابية وكانوا خلال الحرب مقاتلين حقيقيين توجهوا إلى معاملهم وشركاتهم ومواقع عملهم رغم الاستهداف والمخاطر التي كانت تنتظرهم مصرين على إدارة عجلات مصانعهم ومنشآتهم لينتجوا لسورية أسباب الحياة، وقال: رغم الصعاب والتحديات وظروف الحرب استطاع شعب سورية خلال سنوات الحرب أن ينسج أسطورة صمود سيتحدث عنها التاريخ بأحرف من نور في سبيل تحقيق نصر كنا واثقين منذ الأيام الأولى للحرب أنه سيتحقق ونحن اليوم قاربنا تحقيقه على امتداد ساحات الوطن.
وأضاف القادري: إن عمال العالم وأحراره وشرفاءه كانوا معنا في معركتنا المصيرية ضد الإرهاب وهو ما لمسناه من خلال مؤتمراتنا النقابية الدولية والملتقيات التضامنية والحراك الجماهيري في أكثر من مكان.
هذا وتستمر فعاليات الملتقى من خلال عدة جلسات حوارية في المحور الأول ثم مناقشة عدم شرعية العقوبات الاقتصادية والإجراءات القسرية الأحادية الجانب من منظور القانون الدولي والانعكسات السلبية لسياسات الحصار والعقوبات المتناغمة مع الإرهاب على عمال وشعب سورية ويتضمن المحور شهادات حية من أرباب العمل والعمال الجرحى على تأثيرات الحصار والاستهداف الممنهج للعصابات الإرهابية المسلحة على القطاع العمالي والإنتاجي.
ويتناول الملتقى في المحور الثاني أهمية التضامن بين الشعوب في محاربة الإرهاب والتصدي للتدخلات الإمبريالية ونزعات الهيمنة، أما المحور الثالث فيتضمن دور المنظمات النقابية والأهلية والإعلام في تعرية الفكر التفكيري والإعلام الأصغر المأجور والنفاق السياسي.
حضر افتتاح الملتقى نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية محمد إبراهيم الشعار وعدد من أعضاء قيادة الجبهة الوطنية التقدمية وعدد من الوزراء وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد شعبان عزوز ومحافظا دمشق وريفها وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء ورؤساء وممثلي الاتحادات النقابية والمنظمات الشعبية العربية والدولية وحشد من ممثلي النقابات العربية والأجنبية.