سورية

لبحث المسألة السورية أواخر الجاري بحضور عربي وأوروبي … حزب «البعث» وشخصيات من دمشق تتلقى الدعوة إلى مؤتمر في اسطنبول

| سيلفا رزوق

كشف عدد من الشخصيات السورية عن تلقيها دعوات من «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض، لحضور مؤتمر بمدينة اسطنبول يبحث المسألة السورية في 28 أيلول الجاري، وأكدت استعدادها للمشاركة، إذ سيكون ملف «المهجرين السوريين» أحد العناوين الرئيسية التي سيتم بحثها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية التابعة لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» بسام أبو عبد الله، تلقي الحزب دعوة من «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض لحضور المؤتمر، وبين أن حزب الشعب يحاول من خلال المؤتمر المزمع عقده أواخر هذا الشهر، طمأنة الأوروبيين الذين يهددهم أردوغان بفتح حدوده بوجه «اللاجئين» وذلك بغرض ابتزازهم بالمال أو بالمواقف السياسية، حيث يعمل حزب الشعب على تقديم مقاربة أخرى لهذا الملف، عبر دعوة شخصيات سورية قد لا تكون حكومية.
وقال: إن «هذه المشاركة ستكون أول فرصة يتاح فيها للسوريين لأن يكونوا في اسطنبول ويقدموا مقاربتهم فيما يجري، وطالما أن حزب الشعب يقف ضد الحرب على سورية ويعتبر أن السياسة التركية كانت خاطئة، وهذا الموقف بالنسبة لسورية يعتبر موقفاً إيجابياً يمكن البناء عليه، وعلينا التفاعل معه بشكل إيجابي لأن الداخل التركي ليس رجب طيب أردوغان».
واعتبر أبو عبد الله، أن كل متابع للشأن التركي يلحظ تراجعاً وهبوطاً سريعاً للسياسة التي يقودها رئيس النظام أردوغان، ولعل ملف «اللاجئين السوريين» يشكل أحد أبرز الأسباب التي تضغط عليه، وهذا على ما يبدو كان أحد أسباب فساد بلديات اسطنبول وأنقرة، وهو ما يجري فتحه اليوم، مشيراً إلى أن وضع الاقتصاد التركي اليوم بدأ يتراجع بشكل واضح جداً، وتمكن المعارضة من الفوز ببلديات رئيسية شكل صدمة لقواعد «حزب العدالة والتنمية».
ولفت إلى أن المعارضة التركية بدأت تتحدث عن ملفات السياسة الخارجية ومنها الحرب على سورية، حيث الاتهامات التي يطلقها زعيم حزب الشعب كليتشدار أوغلو في أكثر من تصريح بأن أردوغان كان سبب الإرهاب في سورية ودعم التنظيمات الإرهابية أصبحت علانية، معتبراً أن هذه التصريحات هي جزء من لعبة داخلية تركية، لكن علينا نحن في سورية الاستفادة من هذه الأجواء السائدة اليوم، وتقديم وجهات نظر ومقاربات تختلف عن الحالة المأزومة لـ«حزب العدالة والتنمية» ورئيسه أردوغان.
وأشار أبو عبد الله، إلى أن محاولات أردوغان لتقديم ملف «اللاجئين» في بعده الإنساني وربطه بالأخوة وبـ«المهاجرين والأنصار» أصبحت من الماضي، لأن الشعب لم يعد يحتمل كل هذا الضغط الاقتصادي بوجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ، معتبراً أن مقاربة أردوغان اليوم بخصوص وضع هؤلاء «اللاجئين» فيما يسمى «المنطقة الآمنة»، أي وضع نحو مليون إنسان لتشكيل جدار عازل على الحدود، هي مقاربة «خيالية».
ولفت إلى أن أطراف القمة الثلاثية التي ستعقد في 16 أيلول ينتظرون ما سيقوله أردوغان، وبالتالي فإن أطراف الضغط أصبحت خارجية عبر مسار «أستانا» وانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، وهي داخلية أيضاً حيث تحاول المعارضة التركية بناء رأسمال شعبي على قضية «اللاجئين التي يرى الشارع التركي أنه يجب إيجاد حل لها لأنه لم يعد بإمكانه تحمل أكثر».
الكاتب الصحفي سركيس قصارجيان، أكد أيضاً تلقيه دعوة لحضور المؤتمر منذ منتصف آب الفائت، وقال في تصريح مماثل لـ«الوطن»: إن الدعوة وجهت له باعتباره صحفياً مواكباً للأزمة السورية منذ بدايتها، ومتخصصاً في الملف التركي، وهي جاءت من قبل نائبي حزب الشعب.
ولفت إلى أن المؤتمر هو اليوم محط اهتمام واسع في تركيا، بمعنى أنه حجز مكاناً في يوميات تركيا السياسية، وكان من المقرر عقده في 17 من أيلول لكن القمة الثلاثية بين رئيسي روسيا وإيران ورئيس النظام التركيا في اسطنبول تسببت في تأجيله إلى 28 من أيلول، لافتاً إلى أنه سيحضر هذا المؤتمر ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسورية «العراق، إيران، والأردن» إضافة لتركيا حيث سيقدم صحفيون وأكاديميون أتراك أيضاً، أوراق عمل خلال جلسات المؤتمر.
من جهته أكد مدير «مؤسسة القدس الدولية» خلف المفتاح لـ«الوطن» تلقيه دعوة حزب الشعب لحضور المؤتمر، حيث سيجري مناقشة القضايا المرتبطة بالحرب على سورية والآثار السلبية لهذه الحرب على تركيا، معتبراً أنه في حال كان هذا المؤتمر يشكل مصلحة سورية فإن حضور هذا المؤتمر سيحصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن