الأخبار البارزةشؤون محلية

«الوطن» مع المشاركين في الملتقى العمالي الدولي … عمال العالم يجددون تضامنهم مع سورية ويدعون لفك الحصار عنها … المقداد: سورية تواجه حرباً لا سابق لها في العالم

| محمود الصالح

استمرت فعاليات الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الحصار الاقتصادي والتدخلات الإمبريالية والإرهاب من خلال عدة جلسات حوارية عقدت أمس بمشاركة باحثين وأعضاء الوفود المشاركة في هذا الملتقى ورجال السياسة والإعلام.
وتركزت حول التضامن مع عمال وشعب سورية وبحث إمكانية قيام المنظمات النقابية وقوى المجتمع المدني بالضغط على الدول والحكومات الداعمة للإرهاب وتعرية مساهمتها في الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري.
وتطرق الملتقى إلى إطلاق حملة نقابية عمالية عالمية تفضح وتعري السياسات الامبريالية وسياسات الهيمنة والتدخل في شؤون الشعوب والمطالبة بكسر الحصار الاقتصادي ورفع العقوبات والإجراءات الأحادية الجانب وفضح الإعلام المأجور المسيس الذي يساهم في تكريس هذه السياسات وفبركة الأحداث لمصلحة الدول المعتدية، وشارك في هذه الحوارات أمين عام عمال النيجر وأمين عام عمال إيطاليا ونائب رئيس اتحاد عمال الجزائر وعضو البرلمان الأردني ورئيس التحالف الدولي ضد الامبريالية من ألمانيا ورئيس اتحاد عمال فلسطين.
وشارك في جلسات الحوار نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي تحدث عن أهمية التضامن بين الشعوب في مواجهة الإرهاب.
وقال: إن مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي أسست لحالة من النضال المعادي للإمبريالية لكن ما حدث بعد ذلك أننا شهدنا لغة أخرى حاولت صرف شعوب العالم عن تحقيق أهدافها في محاربة الإرهاب والهيمنة والتسلط وممارسة كل أشكال التضليل على شعوبنا.
وتابع: بعد ذلك شهدنا ثورات ملونة وغير ملونة في كثير من أنحاء العالم لكن العدو ما زال نفسه وإن من حاول الهيمنة على العالم ما زالت هي الامبريالية بكافة رموزها، وقد يدعي البعض أن هذا العدو أخذ وجهاً جديداً وهذا صحيح ولكن النتيجة واحدة فحقوق العمال لم تتبدل، ومعاناة الطبقة العاملة كانت ولا تزال وتعمقت لكننا افتقدنا الزخم الذي كان فيما قبل، في منطقتنا لم يتم حل القضية الفلسطينية وأعتقد أن ما يجري من عمل حثيث لسحق القضية الفلسطينية وانجاز ما يسمى صفقة القرن، دليل أن قضايا الشعوب لم تتغير وإنما التضليل الامبريالي هو الأساس في النكسة التي واجهتها شعوب العالم.
وقال المقداد: إن العالم الذي نواجهه هو عالم قتل الكبير للصغير، الولايات المتحدة وكل أدواتها ازدادوا شراسة، ونحن بحاجة اليوم إلى تضامن حقيقي بيننا وإلا فإن العالم المتغطرس سيدوس هذه الشعوب ويقضي على ما تبقى من عدالة، مضيفا: وعلى هذا الأساس أتحدث عما واجهته سورية وما مررنا به في حرب مواجهة على قوى الامبريالية العالمية في حرب لا سابق لها في العالم.
وأشار المقداد إلى عام 2011 حيث كانت سورية في أبهى أيامها في تحقيق تطلعات الجماهير وحركة التطور حيث وصلت نسبة التطور إلى 9 بالمئة وهذه نسبة كبيرة جداً باعتراف المكتب الاجتماعي في الأمم المتحدة عام 2005 وكانت سورية تحتل المرتبة العاشرة بين دول العالم فيما حققته من تنمية اجتماعية ولذلك أرادت الولايات المتحدة الأميركية أن تقضي على هذه المنجزات وأميركا لا تستطيع أن تحقق أهدافها في المنطقة دون القضاء على سورية.
ولفت المقداد إلى لعب النظام التركي دوراً مهماً في تمرير أكثر من 300 ألف إرهابي ومولت السعودية الحرب الإرهابية على سورية بأكثر من 37 مليار دولار، وعلى الرغم من كل هذه المحاولات لكنها فشلت في تحقيق أهدافها.
أمين اتحاد عمال البناء والأخشاب في قبرص ميقاليس بابانيكولاو أعرب لـ«الوطن» عن سعادته بالمشاركة في الملتقى للتعبير عن التضامن مع عمال وشعب سورية ومن أجل العمل على رفع العقوبات والحصار ورفض التدخل الإمبريالي الأميركي في سورية، وقال: نريد إرسال رسالة قوية إلى كل شعوب العالم للوقوف إلى جانب الشعب السوري ونحن وشعب وعمال سورية نواجه الخصم الرأسمالي نفسه، وعلينا أن نحضر العمال عقائدياً وسياسياً لموقف على العمال كان أخذه مسبقاً.
وأشار السياسي والإعلامي اللبناني ميخائيل عوض لـ«الوطن» إلى أن الملتقى جمع نخبة عمالية عالية تضامناً ودفاعاً عن سورية ضد الحرب العالمية التي فرضت عليها وهو مؤشر لوجود عالم إنساني بدأت ترتسم معالمه، مشيداً بتضحيات عمال سورية الأوفياء والذين لم ينقطعوا عن عملهم وكانوا الجيش الرديف للجيش العربي السوري.
ورأى النقيب السابق للمحامين العرب عمر الزين أن الرد على العقوبات الأميركية يكون من خلال بناء اقتصاد ذاتي ووضع الأولويات وهذا ما فعلته الدولة السورية وعلى الرغم من فداحة التدمير وقلة الإمكانيات فإن صمود الشعب السوري ونجاح الإدارة في إدارة الأزمة أدى لإفشال أهداف الحصار، مضيفا: علينا كعرب أن نقف إلى جانب أهلنا في سورية لكسر هذا الحصار وإسقاط تداعياته.
رئيس اتحاد عمال التشيك قال: نحن هنا للشد على يد الشعب العربي السوري وعلى يد رئيسه بشار الأسد الذي واجه ضغط الولايات المتحدة الأميركية ولم يستسلم لإرادتها.
الناشط السياسي من جنوب أفريقيا الفريد مفوماسيمولي قال لـ«الوطن»: كما اجتاز زعماء الحرية في جنوب إفريقيا محطات الظلم والعدوان نحن على يقين أن الرئيس بشار الأسد سيجتازها منتصراً، وعن رأيه فيما حققته محطات الملتقى السابقة قال الأمين العام لنقابات العمال العالمي جورج مافريكوس لـ«الوطن»: لقد أعطت الملتقيات السابقة للتضامن مع عمال وشعب سورية نتائج طيبة ، ومن خلال ما فعله اتحاد عمال سورية والعمال الدولي وصلنا إلى فضح كل هذه الأكاذيب واليوم تشارك معنا 85 دولة من العالم وهذا يدل على نجاحنا في مواجهة التضليل العالمي واستطعنا بجهودنا إقناع العالم أن هؤلاء جاؤوا لقتل الشعب السوري ونهب خيرات سورية وخلال هذا الملتقى وجدنا صورة رائعة جداً على مدى قناعة المشاركين بما جرى في سورية وانتصار سورية ضد الإرهاب، وسوف نعمل على التحرك خلال الفترة القادمة في كل أنحاء العالم لكسر الحصار عن سورية.
رئيس اتحاد عمال أميركا ضد الإرهاب ياسمين أياركي قالت لـ«الوطن»: إن الولايات المتحدة قوة إمبريالية عالمية والإدارة الأميركية تسببت في معاناة الشعب السوري، والطبقة العاملة في أميركا ليست على اطلاع بما تقوم به الإدارة الأميركية في سورية وهي ضد عمل الإدارة ونحن هنا لنقل رسالة الطبقة العاملة الأميركية إلى الشعب السوري لأن الدعاية الأميركية لا تعكس حقيقة ما يجري في سورية، ونحن في الوقت نفسه هنا لنقل الصورة الحقيقية لما هو الحال في سورية إلى الداخل الأميركي ولفضح أكاذيب الإدارة لقد وجدنا شعباً حياً ومتطوراً وصامداً على عكس ما يصوره الإعلام الأميركي وسنكون جزءاً من حملة لرفع العقوبات والحصار الاقتصادي عن سورية لأنها أمر معيب، وليس من حق الإدارة الأميركية فرض أي خيار على الشعب السوري وليس من حقها التدخل بين الشعوب وقياداتها فهذا أمر غير ديمقراطي.
هذا وكان الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث قد اختتم أعماله بإصدار بيان ختامي جاء فيه أن النقاشات تركزت على عدم شرعية العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على عمال وشعب سورية وتتناقض العقوبات والإجراءات مع القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان باعتبارها تلحق أفدح الأضرار بحياة ومصالح الشعب السوري في جميع المجالات.
وأكد الملتقى ضرورة ممارسة كل الضغوط الممكنة من قبل النقابات والمنظمات الاجتماعية والإنسانية على دول العدوان لرفع هذه العقوبات ومطالبة تلك الدول بالتعويض عما لحق بالشعب السوري من أضرار وخسائر واللجوء إلى المحاكم الدولية في حال تمنع تلك الدول عن الاستجابة.
وأكد الملتقى على ضرورة تعزيز التضامن بين العمال والشعوب في محاربة الإرهاب والعنصرية والتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب من أجل التحرر والاستقلال الاجتماعي والاقتصادي وفي مقدمة ذلك حقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، كما أدان الملتقى قرارات الإدارة الأميركية حول الجولان العربي السوري المحتل والقدس واعتبار تلك القرارات باطلة وملغاة وتتناقض مع قرارات مجلس الأمن وشرعة الأمم المتحدة، والتأكيد على تضامن عمال وشعوب العالم مع الكفاح العادل والمشروع الذي يخوضه المواطنون العرب السوريون في الجولان المحتل تأكيداً لانتمائهم الوطني لسورية ومع كفاح الشعب العربي الفلسطيني دفاعاً عن حقوقه المشروعة.
وأدان الملتقى جرائم التحالف الرجعي الإمبريالي على شعب اليمن وناشد جميع قوى الحرية والسلام إدانة هذا العدوان وطالب بوقفه فوراً وسحب جميع قوات العدوان من الأراضي اليمنية وحيّا صمود الشعب اليمني وجيشه الوطني في وجه العدوان والحصارات الجائرة.
وخلص الملتقى إلى التوصية بتجديد التأكيد على تضامن عمال وشعوب البلدان المشاركة مع عمال وشعب سورية ودولته الوطنية ومواصلة دعم نضاله الوطني ضد سياسات وانتهاكات القوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية والتدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري، والتأكيد على ضرورة وأهمية توسيع التعاون بين جميع الدول من دون استثناء من أجل مكافحة الإرهاب بشكل جدي بجميع أشكاله الاقتصادية والفكرية والثقافية وتجفيف مصادر تمويله ومنابعه المادية والإيديولوجية.
كما تم التأكيد على التضامن مع عمال وشعوب البلدان التي تواجه الإرهاب والحصارات الجائرة والطلب من المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة العمل العربي لتوسيع مساهماتها في معالجة تداعيات وآثار الحصار والعقوبات الاقتصادية.
وتمت إدانة الممارسات العدوانية التي تقوم بها ميليشيات «قسد» المدعومة من العدو الأميركي والصهيوني والتواطؤ مع نظام الرئيس التركي أردوغان الرجعي في إقامة ما يسمى الحزام الأمني شمالي سورية والذي يعتبر انتهاكاً فاضحاً للسيادة السورية والمطالبة بإغلاق جميع القواعد الأميركية والتركية في الأراضي السورية وسحب القوات الأجنبية غير الشرعية من سورية ووقف غارات طيران التحالف الأميركي العدواني على المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية، وإدانة الاستغلال اللا إنساني لمشكلة اللاجئين والمهاجرين السوريين وخاصة من حكومات بعض البلدان واستنكار محاولات الدول الداعمة للإرهاب عرقلة عودة اللاجئين السوريين.
وحيا الملتقى انتصارات الجيش العربي السوري والقوى الحليفة والرديفة على العصابات الإرهابية المسلحة، ونضالات الطبقة العاملة العامية ضد سياسات العولمة الإمبريالية المتوحشة التي تنتهك حقوق العمال ومصالح الدول والشعوب، وقوى التحرر والتقدم والسلام في العالم التي أكدت تضامنها ووقوفها إلى جانب سورية وعلى رأسها اتحاد النقابات العالمي ومنظمة الوحدة النقابية الإفريقية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجميع المنظمات النقابية التقدمية في العالم.
وتوجه المجتمعون بأسمى وأصدق آيات التحية والاحترام لراعي الملتقى رئيس الجمهورية بشار الأسد وللقيادة السياسية السورية على كل ما تقدمه سورية دعماً لقضايا التحرر والعدل والسلام في العالم.
ودعا الملتقى لتشكيل لجنة متابعة تتولى متابعة تنفيذ توصيات وقرارات الملتقى وتوسيع دائرة أصدقاء سورية في المحافل الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن