الأولى

تركيا لميليشياتها: شرق الفرات أولوية.. و«النصرة» معزولة وهمّها «رد الاعتبار»! … إرهابيو إدلب يخرقون التهدئة والجيش يرد

| حلب - خالد زنكلو

في اليوم العاشر من سريان مفعول وقف إطلاق النار، الذي جاء بمبادرة روسية وتبناه الجيش العربي السوري من طرف واحد، في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب، صعد إرهابيو إدلب بقيادة «جبهة النصرة» أمس، خروقاتهم على طول خطوط التماس باتجاه نقاط تمركز الجيش السوري الذي رد عبر مدفعيته وكبدهم خسائر بشرية ومادية.
مصدر ميداني أوضح لـ«الوطن» أن الجيش السوري رد على مصادر إطلاق النار، دون اللجوء إلى استخدام سلاح الجو، في مناطق متفرقة تسيطر عليها «النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وريفي حماة الشمالي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي.
وأشار المصدر إلى أن الإرهابيين، وعبر تكثيف خروقاتهم، يسعون إلى نسف الهدنة نهائياً والعودة إلى الاحتكام للميدان، بعد أن سمحت التهدئة لهم بالتقاط أنفاسهم وإنشاء خطوط دفاع جديدة توهموا أن بإمكانها الصمود أمام انطلاقة جديدة للجيش السوري.
وجدد تأكيده أن الجيش قادر على تغيير الخريطة الميدانية لمصلحته في جميع مناطق خطوط التماس وأن بوسعه استعادة السيطرة على طريق عام حماة حلب، وعلى البلدات والمدن الواقعة عليه مثل معرة النعمان وخان السبل وسراقب والزربة، حالما تصدر أوامر قيادته العسكرية، وفق ما نص عليه اتفاق «سوتشي» ببن الرئيسين الروسي والتركي.
وفسرت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا تركية في إدلب، لـ«الوطن» التصعيد الأخير من «النصرة» والتنظيمات الإرهابية التي زجت بمقاتليها في خطوط التماس، بأنها محاولة منها لخلق انتصار «وهمي» بعد الانتكاسات الأخيرة التي منيت بها قبل وقف إطلاق النار.
ولم تستبعد المصادر أن يبادر الفرع السوري لتنظيم القاعدة، إلى شن هجوم في أحد محاور القتال لإحداث خرق فيه يعيد له هيبته المفقودة، أمام بقية الميليشيات الموالية لتركيا، ولإرضاء ما تبقى من حاضنته المتآكلة، لكن المصادر أكدت أن «النصرة» تعيش حالاً من العزلة فرضها تفردها بالقرار العسكري في غرف العمليات، وهو ما أدى إلى نفور الميليشيات منها على الرغم من تصريحات قياداتها المنافية لذلك.
إلى ذلك، كشف مصدر معارض مقرب من «أحرار الشرقية»، أحد ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني» الممول من النظام التركي، لـ«الوطن» أن ضابطاً تركياً برتبة عالية أبلغهم خلال اجتماع عقد أول من أمس في بلدة الراعي الحدودية المحتلة من تركيا، بأن الأولوية في أجندة الجيش التركي وميليشيات «درع الفرات» و«غصن الزيتون» هي عملياته في منطقة شرق الفرات وليس إدلب، وذلك رداً على سؤال حول إمكانية إرسال تعزيزات جديدة من الميليشيات إلى جبهات جنوب إدلب وسهل الغاب.
بالتزامن مع هذه التحركات أكدت موسكو أنها اتفقت وباريس على مواصلة العمل على التنسيق لمحاربة الإرهابيين المتبقين على الأراضي السورية، وتسهيل عودة المهجرين وبدء العملية السياسية من خلال تشكيل لجنة مناقشة الدستور السوري الحالي.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «اتفقنا على مواصلة العمل على التنسيق لمحاربة الإرهابيين المتبقين على الأراضي السورية».
وأضاف: «بالنسبة لحل المشاكل الإنسانية، اتفقنا على تسهيل عودة اللاجئين، وبدء العملية السياسية من خلال تشكيل اللجنة الدستورية».
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي: «يجب علينا بالتأكيد العمل على استعادة الاستقرار الإستراتيجي في أوروبا من أجل إنشاء بنية جديدة، التي اقترحها رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، لأن أوروبا لن تكون آمنة أبداً إذا لم تكن لدينا علاقات واضحة وقوية مع روسيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن