رياضة

اتحاد السلة يحسم الجدل ويكلف الدرويش للمنتخب

| مهند الحسني

بعدما انتهى اتحاد السلة من مسابقاته المحلية للموسم الفائت، ووصل إلى توصيات مؤتمره السنوي الأخير، بات عليه الالتفات لوضع منتخباته، وخاصة أننا مقبلون على مرحلة مفعمة بالمشاركات الخارجية لمنتخباتنا، ابتداء من تصفيات أمم آسيا للرجال، مروراً بالمرحلة الثانية لتصفيات غرب آسيا للناشئين، وانتهاء بالمشاركات التي تنتظر منتخبي السيدات والناشئات، هذا كله يضع الاتحاد أمام مسؤولية كبيرة، خاصة أنه بات مطالباً بنتائج جيدة.
أيام قليلة ويجد منتخبنا نفسه أمام التصفيات الآسيوية، والتي تعتبر امتحاناً جديداً لاتحاد السلة، لكون منتخبنا بات في المستوى الأول آسيوياً، وأي نتائج أو كبوة ستجعلنا ننحدر للمستوى الثاني، وهذه المشاركة لن تكون سهلة لكون منتخبنا سيواجه منتخبات من مستوى عال، وتضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة، حيث سنواجه السعودية وإيران وقطر، واللعب أمامها صعب، وتحتاج منافستها لتوفر مقومات التحضير المثالي والصحيح الذي يوازي هكذا بطولة من معسكرات خارجية مفعمة بالمباريات الودية القوية، خاصة بعد أن بات منتخبنا مطالباً بالخروج بنتائج جيدة ترضي طموحات الشارع الرياضي.
يبدو أن بلوغ منتخبنا لهذا المستوى لم يأت بسهولة، حيث بلغنا منتهى الطموح، وعرج بنا إلى مصاف التطلعات، فما عاد هناك ما يحفزنا لفعل شيء جديد من شأنه أن يضيف بعض المتممات أو الرتوش لهذا المنتخب الذي شارك في التصفيات العالمية الأخيرة، وبدا واضحاً أن اتحاد السلة بدأ بإعداد منتخب للمستقبل، رغم أنه لم يحقق أي انتصارات، ولم يتمكن من حجز مكان لنفسه في النهائيات العالمية، لكنه قدم رغم ظروفه الصعبة مستويات جيدة أمام منتخبات تفوقه.
لم يستفد اتحاد السلة من كبواته السابقة في إعداد منتخباته، وبقي يسير على نفس طريقة الإعداد البدائية التي لم تعد تفيد بأي شيء، ولا تتناسب مع فريق للأحياء الشعبية، وفي هذه المشاركة المهمة ثمة أسئلة باتت الإجابة عنها أمراً ضرورياً، حول ماهية الأهداف التي وضعها الاتحاد للمنتخب القادم، وكيفية الوسائل التي سيسخرها لتجسيدها على أرض الواقع، أم إن هناك خلطاً وتداخلاً في كل شيء، وارتجالية في القرار وعشوائية في المنهج والتحضير، ولماذا لا يكون هذا المنتخب بداية مشروع نهضوي سلوي، وليس مجرد إشراقة لا تلبث أن تخبو، وهل سيبقى المنتخب الأول هاجساً يؤرق القائمين بالأمر، ودون أن يحشدوا له كل الطاقات، مكتفين بالبكاء على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي، وإلقاء اللائمة على الظروف الراهنة التي حالت دون أن تثمر مجهوداتهم المخلصة والمضنية، وهل سينجح الاتحاد في تأمين أبسط مقومات التحضير الجيد للمنتخب، أم سيبقى أسير الظروف والحجج الواهية التي لم تعد تقنع.
يبدو أن موضوع استلام مدرب وطني قيادة المنتخب بات أيضاً محفوفاً بالمخاطر بعد التجارب قريبة العهد، إضافة إلى سلسلة من الانتقادات والتشكيك بقدرات كوادرنا، وبين المدرب الوطني الحذر وخيارات الأجانب العاديين الذين ابتلت بهم منتخباتنا في المراحل السابقة وبحسب الإمكانات المتاحة، لابد من حسم الموضوع، لكن هناك من يتضامن مع المحلي، ويعتبره البلسم الشافي لأسقام سلتنا، وهناك من يعتقد أن الأجنبي ذا المستوى العالي، والذي يقبض آلاف الدولارات، وكل شيء يحرز ثمنه هو الحل الأمثل لمشكلة تدخل هذا وذاك في اختيار اللاعبين والتشكيلة وطريقة اللعبة.
في نفس السياق قطعت القيادة الرياضية الطريق أمام طموحات الاتحاد بالتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى بسبب شح الإمكانات، ووصل الاتحاد إلى طريق مسدود.
وبات عليه البحث عن مدرب وطني يقود المنتخب في المشاركة القادمة، واشترط الاتحاد ضرورة التعاقد مع مدرب متفرغ بشكل كامل دون أن يرتبط مع أي ناد، وبعد عملية بحث طويلة وجد الاتحاد ضالته بعدما توصل مع الوطني هادي درويش لاتفاق نهائي حول قيادته للمنتخب لكون الدرويش لم يجدد عقده مع الجلاء، ومنحه الاتحاد كل الصلاحية الكاملة لانتقاء الجهاز الفني المساعد له واللاعبين على نار هادئة، على أمل أن يبدأ مشاوراته حول هذه الأمور في اليومين القادمين بالتنسيق مع لجنة المنتخبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن