سورية

سياسيون أتراك: أردوغان تحول إلى أداة خطرة لإشعال النار في سورية

| وكالات

حذر سياسيون أتراك من سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان المتناقضة إزاء سورية، وأكدوا أنها ستجلب الكثير من المخاطر على بلادهم، منتقدين سعيه وإلحاحه على إقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» في الأراضي السورية.
وجدد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لحزبه في أنقرة التحذير من خطورة سياسات أردوغان المدمرة ضد سورية على بلاده، معتبراً أن اعتماده على الإرهابيين لاستهدافها سيجلب الكثير من المخاطر على أمن تركيا واستقرارها، وذلك بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وقال: إن أردوغان «تحول إلى أداة خطرة لإشعال النار في سورية»، متسائلاً: «لماذا أصبحنا أعداء لسورية وهي لم تفعل أي شيء ضد تركيا؟
ورأى كليتشدار أوغلو أنه «لا حل لمشكلات سورية والمنطقة إلا بالتعاون بين مختلف الدول وهو ما يجب أن يتحقق عبر الحوار والتنسيق بين تركيا وسورية والعراق وإيران».
من جانبه، حذر نائب رئيس الوزراء التركي السابق عبد اللطيف شنار في تصريح نقلته «سانا» من خطورة خطط أردوغان وأطماعه الاستعمارية في أراضي سورية وغيرها من دول المنطقة في إشارة إلى إعادة النظام التركي إدراج خريطة قديمة في المناهج الدراسية للتلاميذ الأتراك التي تصور الأطماع العثمانية في دول الجوار سورية والعراق وقبرص.
وقال: «إن سياسات أردوغان المتناقضة إزاء سورية تشكل خطراً على تركيا»، منتقداً سعي الأخير وإلحاحه على إقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» في الأراضي السورية.
بدوره أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مالتابا بإسطنبول حسن آونال في تصريح مماثل، إلى أن أردوغان يعيش تناقضاً حاداً في مواقفه، حيث يواصل الادعاء بالتزامه بوحدة أراضي سورية الجغرافية والسياسية، في وقت ينسق فيه مع الأميركيين لإقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» التي تستهدف تقسيمها.
ووصف آونال سياسات أردوغان في سورية بالفاشلة منذ البداية، وقال: «انطلق أردوغان في سياساته هذه من أسس عقائدية وتاريخية أكل الدهر عليها وشرب ولأنه كان يعتقد أن ما يسمى «الربيع العربي» سيعطيه الفرصة لإحياء تاريخ السلطنة العثمانية، لكن كل مشروعاته ومخططاته سقطت لأنها مخالفة ومناقضة لكل الحقائق التاريخية ولأن سورية دولة مستقلة ذات سيادة وعاجلاً أو أجلاً ستقضي على الإرهابيين وتحرر جميع أراضيها».
يذكر أن أردوغان يسعى ومنذ بداية الحرب الإرهابية على سورية لتحقيق أطماعه في الأراضي السورية عبر إقامة ما تسمى «منطقة آمنة» تتيح له تجميع مسلحي التنظيمات الإرهابية فيها وتدريبهم وتسليحهم لاستخدامهم كأداة في تنفيذ مخططاته.
والأسبوع الماضي أجرى وفد عسكري أميركي، مع مسؤولين أتراك في ولاية أورفة التركية مباحثات لتنسيق الجهود لإقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة شمالي سورية، لكن الجانبين لم يصلا إلى تفاهمات حولها، حيث خرج المتحدث باسم النظام التركي إبراهيم قالن، الأربعاء الماضي عقب تلك المباحثات، وقال مشككاً بواشنطن: لا يمكننا التأكد من تحول المنطقة (الآمنة) إلى مكان آمن تماماً بناء على معلومات الأميركيين ويتعين علينا التأكد عبر مصادرنا»، وتابع: «لن نسمح بأمور كالمماطلة مثلما حصل في منبج، وتشتيت الانتباه والابتعاد عن الهدف الرئيسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن