رياضة

لهذه الأسباب.. المدرب الشكر يفسخ عقده مع سلة الطليعة

| مهند الحسني

لم نشطح بخيالنا وتطلعاتنا، ولم نتجاوز حدود المعقول، عندما أكدنا مراراً أن لعبة كرة القدم تأكل الأخضر واليابس في جميع أنديتنا، فهي اللعبة الأكثر شعبية، وإنجازاتها تسجل في تاريخ الإدارة القائمة على أمور هذا النادي أو ذاك، ما ساهم في توفير النسبة العظمى من ميزانيات الأندية على عقود ومقدمات لاعبي كرة القدم، فتحولت مجالس الإدارات بقدرة قادر إلى مجالس إدارات لكرة القدم فقط، ولم تعد لعبة كرة السلة تجد من يهتف لها، ولا باسمها، أو يطالب بحقوقها، ما ساهم في تراجع شعبيتها في السنوات العشر الأخيرة، حتى وصلت إلى حد التلاشي في بعض الأندية.
كل ما ذكرته في هذه المقدمة ليس من محض الخيال، وإنما هو حقيقة واقعة وملموسة في واقعنا الرياضي بشكل عام، فلعبة كرة القدم تغنج بكل ما لذ وطاب من ميزانيات الأندية، فيما بقي الفتات لباقي الألعاب، وهذا ما يؤثر على تطويرها، حيث تبقى تراوح بمكانها، ومن ثم تشهد تراجعاً كبيراً حتى تصل لحد الهاوية، أما كرة السلة فباتت في آخر أولويات هذه الإدارات، ودعمها بات يشكل عبئاً ثقيلاً عليها.

تفاؤل ولكن
تفاءلنا كثيراً عندما لمسنا وشاهدنا تلك الالتفاتة الحنونة من قبل إدارة نادي الطلعية لواقع كرة السلة لديها في الفترة السابقة، بعد فترة طويلة من الانقطاع نتيجة الأزمة التي ساهمت في هجرة الكثير من كوادر اللعبة، وخاصة أنها هبطت لمصاف الدرجة الثانية، وتراجع مستواها، لكن الإدارة الحالية نجحت في إعادة ترتيب أوراق اللعبة، وعادت لدوري الأضواء بقوة هذا الموسم، واتسعت فسحة تفاؤلنا أكثر عندما نجحت الإدارة في التعاقد مع مدربنا الوطني جورج شكر لقيادة الفريق، وهو من المدربين المتميزين الذين كانت لهم بصمات مشرقة في تجاربهم التدريبية، حيث عمل كمساعد للمدرب الصربي ماتيتش الذي قاد منتخبنا في التصفيات الآسيوية الأخيرة، كما له العديد من التجارب التدريبية مع أنديتنا المحلية، وما إن وقّع عقده مع الإدارة حتى أطلت المنغصات، وعكرت أجواء الفريق، بعد سلسلة من المماطلات التي انتهجتها الإدارة، والتي لم تلب أي طلب من طلباته، وتأمين أبسط مقومات التحضير، وبدأت بالتهرب والتنصل، وبدأ معها مسلسل الوعود الواهية تحت حجج وذرائع غير مقنعة، وبدلاً من السعي لتأمين متطلبات العمل الصحيح والمناخات التحضيرية الملائمة، كانت الإدارة كالعقبة الكأداء بوجه طموحات المدرب المذكور الساعي إلى إعادة سلة الطليعة إلى الواجهة من جديد، فأي طلب تقدم به المدرب لضم هذا اللاعب أو ذاك، أو حتى الجلوس لوضع تصورات مستقبلية للعبة، كان يواجه بالاعتذار، ومن ثم الانتظار بحجة عدم الاستقرار في واقع كرة القدم بالنادي، وبأن الإدارة لا يمكن أن تقدم أي شيء لكرة السلة مهما كان مهماً طالما أن كرة القدم غير مستقرة، وبأن وبأن… إلى ما شاء الله، وبهذه الأفعال الصبيانية أكدت الإدارة بالدليل القاطع بأنها إدارة لكرة القدم لا أكثر، وبأن همها تأمين كل ما يلزمه على حساب باقي الألعاب.
كل ذلك ساهم في إيصال المدرب شكر إلى طريق مسدود، رغم أنه أكد للإدارة بأنه لا يسعى للحديث عن أي أمور مالية في الوقت الحالي، حيث كان همه منصباً للسعي للتأسيس لانطلاقة تحضيرية مثالية لسلة الطليعة تقيها شر الحضور الخجول في الموسم القادم الذي سيكون قوياً، فقرر المدرب الاعتذار عن قيادة الفريق نظراً لحالة اللامبالاة التي تنتهجها الإدارة، والتي أبدت موافقتها دون منحه فرصة للتريث والتفكير بهدوء، ولم تتقدم بأي كلمة طيبة بحقه، وسرعان ما وافقت على اعتذاره، وكأن الأمور كانت مبيتة مسبقاً.

عودة
أمام هذا الواقع الصعب الذي تعيشه سلة الطليعة، وإهمال الإدارة لأهم متطلبات اللعبة، وعدم قدرتها على تطوير اللعبة، بات طريقها نحو العودة للدرجة الثانية سهلاً، وحضورها في دوري الأضواء لن يكون قوياً، وسيكون الفريق صيداً سهلاً لجميع الفرق، لأن اللعب في دوري الأولى يتطلب شروطاً تحضيرية مثالية قوية ومباريات ودية تضع الفريق في دائرة المنافسة بين الكبار.

خلاصة
يتساءل الكثيرون حيال دور اتحاد السلة الغائب عن دعم مدربي سلتنا، وعن غياب حظ الدفاع المتين ضد كل من تسول له نفسه العبث بتعاقداتهم والمساس بكرامتهم، وعدم وجود أنظمة وقوانين تحميهم، وتحفظ ماء وجههم بعيداً عن حالات الشطط واللامبالاة التي تنتهجها بعض إدارات الأندية.
فهل سيبقى مدربونا أسيري أمزجة إدارات الأندية والظروف، أم ستكون هناك صحوة جدّية من قبل اتحاد السلة لحمايتهم وضمان حقوقهم، وغير ذلك سيجعلنا نطبق المثل الشعبي القائل( فالج لا تعالج).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن