سورية

رأوا أن اتفاق «سوتشي» حول إدلب لا يزال قائماً … باحثون: قدرة تركيا على المناورة تقلصت مع إظهار سورية قدرتها على تطويق نقاطها

| وكالات

اعتبر باحثون أن اتفاق «سوتشي» حول محافظة إدلب لا يزال قائماً، رغم عدم التزام التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي يعتبر النظام التركي ضامناً لها بتنفيذه، ورأت أن قدرة هذا النظام على المناورة «تقلصت»، وباتت أضعف بعد أن أظهرت سورية أن بمقدورها تطويق النقاط التركية العسكرية في إدلب.
وتوصّلت موسكو أبرز حلفاء دمشق، والنظام التركي الداعم للإرهابيين في سورية في 17 أيلول من العام الماضي، إلى اتفاق «سوتشي» بشأن محافظة إدلب.
وأرسى الاتفاق عند بدء تطبيقه هدوءاً نسبياً، إلا أن عدم استكمال تنفيذ بنوده الرئيسية أدخل المنطقة مجدداً في دوامة التصعيد منذ نهاية نيسان حسب الوكالة.
وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق الذي وقعته موسكو مع النظام التركي في منتجع سوتشي جنّب محافظة إدلب هجوماً لوّحت دمشق بشنّه لاستعادة أبرز معاقل الإرهابيين الخارجة عن سيطرتها بعد ثماني سنوات من الأزمة السورية.
ونصّ الاتفاق بشكل رئيسي على إنشاء «المنطقة المنزوعة السلاح» التي يتراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات الجيش والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، على أن تنسحب منها الأخيرة ويسحب منها سلاحها الثقيل.
وتضمن الاتفاق كذلك فتح طريقين سريعين إستراتيجيين يمرّان في مناطق تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب قبل نهاية العام 2018، يربط أحدهما مدينة حلب شمالاً بحماة (وسط) وصولاً إلى دمشق، في حين يربط الثاني حلب بمحافظة اللاذقية.
وتتولّى دوريات من قوات الاحتلال التركي ووحدات من الشرطة الروسية، بموجب هذا الاتفاق، مراقبة المنطقة المنزوعة السلاح.
وذكرت الوكالة، أن الميليشيات المسلحة التزمت في مرحلة أولى خلال شهر تشرين الأول 2018 بسحب سلاحها الثقيل من «المنزوعة السلاح»، إلا أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، رفض سحب مسلحيه منها.
ولم يتم تسيير أية دوريات تركية روسية مشتركة، رغم تعزيز الاحتلال التركي نقاط المراقبة التابعة له في إدلب ومحيطها.
ولم تلتزم الميليشيات المسلحة بفتح الطريقين السريعين الحيويين بالنسبة إلى الاقتصاد السوري، كونهما يربطان بين أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري.
وبعد التزام طرفي الحرب بوقف إطلاق النار إلى حدّ كبير حتى شباط الماضي، بدأت قوات الجيش تكثف قصفها تدريجياً ضد مواقع التنظيمات الإرهابية بسبب مواصلة استهدافها للمناطق الآمنة، وتمكنت الشهر الماضي من تحرير مدينة خان شيخون ومحيطها في جنوب إدلب وكذلك ريف حماة الشمالي.
وقال الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي آرون شتاين حسب «أ ف ب»: «أدى الاتفاق إلى إبطاء الهجوم، ما جعل العبء على تركيا أخف».
ورغم الانتهاكات المتكررة (للإرهابيين) والتصعيد الأخير، لا تزال روسيا والنظام التركي بحسب الوكالة، يتحدثان عن اتفاق سوتشي كمرجعية للتفاهمات الثنائية حول إدلب.
وقال الباحث في «مؤسسة سنتشوري» للأبحاث آرون لاند: «لن أقول إن الاتفاق ميت كلياً، إذ يواصل كل من الروس والأتراك الاستناد إليه ولا يزال مهماً من الناحيتين الرمزية والسياسية».
أما بالنسبة إلى الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس، فإن الاتفاق سيبقى قائماً طالما أن «النظام التركي لم يبد أي نية للانسحاب من سورية».
وبعدما كان يحظى بنفوذ واسع في شمال سورية، نقلت الوكالة عن محللين تأكيدهم أن قدرة النظام التركي على المناورة قد تقلصت، تبعاً لتطورات الأشهر الأخيرة، حيث قال لوند: «من المؤكد أن تركيا باتت أضعف بمواجهة روسيا»، وأضاف إن سورية أظهرت: «أن بمقدورها تطويق النقاط التركية العسكرية في إدلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن