من دفتر الوطن

العيد يليق بك

عبد الفتاح العوض : 

هذه الأعياد الحزينة لا تناسبنا… فسورية يليق بها الفرح، والأسود لا يليق بها.. فقط ألوان البهجة منها ولها. والعيد الأجمل للسوريين سيكون يوم نهاية هذه المحنة الصعبة.
والآن السوريون يقدمون تضحيات كبيرة في سبيل ذلك اليوم.
لعل ثقافة «الأضاحي» ليست غريبة عن هذه المنطقة، الجميع يعرف أنه ومنذ ما قبل الأديان السماوية كان يتم تقديم الأضاحي والقرابين للآلهة.
الفكرة الأساسية وراء تقديم الأضاحي كانت بسيطة جداً، تتمثل في أنك تقدم شيئاً كي تحصل على أشياء جميلة مكافأة لذلك.
والأضاحي في ثقافة هذه البلاد كانت تقوم على دفع الأذى أولاً.. وطلب الخير ثانياً.
والسوريون الآن ومن خلال هذا الكم الهائل من التضحيات الجسيمة إنما يمارسون جزءاً من ثقافتهم معدلة ومطولة ومحسنة بقيم عليا وبفهم أعمق للحياة ولمصائر الشعوب.
يليق الفرح بالسوريين.. ولا تليق بهم هذه الأحزان الممتدة في كل مكان.
تليق بهم العزة… وليس ذاك الذل الذي ينتقل مهاجراً من بلد إلى بلد طلباً لأشياء طالما نعمنا بها كرماء في بلدنا.
أحد الشعراء قال يوماً:
فما الداء إلا أن تكون بغربة
وحسبك داء أن يقال غريب
وليست الغربة فقط أحد تجليات كارثتنا.. فالموت أفسد العيد في كل بيت سوري..
فقط إرادة الحياة عند السوريين هي التي تصنع الفارق. ولأنهم أهل حضارة تأبى جيناتهم إلا أن تبدي القدرة على التأقلم مع صروف الزمان ونوائبها:
جار الزمان علينا في تصرفه
وأي دهر على الأحرار لم يجر.

المديح الضار!!
ثمة مديح ضار وخاصة في مجتمعنا، فعندما نتحدث عن شخص إيجابياً يكثر أعداؤه..
هنا هذا ليس مقصدي بل لأن الرجل الذي أتحدث عنه أبدى خلال السنوات القائمة حنكة وكفاءة في عمله.
أتحدث عن د. فيصل المقداد نائب وزير الخارجية الذي أتقن الأداء الدبلوماسي بمستوى راقٍ، والتقط بذكاء الحضور الإعلامي الرصين والمقنع. وقد تابعت إطلالته الإعلامية الأخيرة، وكان واضحاً أنه يمتلك خاصية مميزة تتجلى بأن المتابع يقتنع بأن هذا الرجل مؤمن بما يقول.. وصادق فيما يعبر عنه على غير عادة بعض السياسيين أو الكثير منهم.

أقوال:
ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول.
نحن نغفر ما دمنا نحب.
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً.
إن الكذوب لبئس خلّ يصحب.
الناس ثلاثة:
واحدهم كالهواء لا يستغنى عنه.
وثانيهم كالدواء لا يحتاج إليه إلا في بعض الأوقات.
وثالثهم كالداء لا يحتاج إليه أبداً.
إذا أيسرت فكل أهل أهلك… وإذا أعسرت فأنت غريب في أهلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن