سورية

البشير لـ«المخربين» في المحافظة: ما حدث في الصالحية لن يمر هكذا مع مؤشرات قرب الانتهاء من إدلب.. الاحتلال الأميركي و«قسد» يرفعان من سخونة التوتر في شمال دير الزور

| الوطن- وكالات

مع المؤشرات التي ظهرت مؤخراً على قرب الانتهاء من ملف إدلب، بدأت سخونة التوتر ترتفع تدريجياً في مناطق شمال دير الزور، مع تحريك قوات الاحتلال الأميركي وميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لأدواتهما هناك والاعتداء على مقرات للجيش العربي السوري والقوات الرديفة في المنطقة، وتهديدات أطلقتها الأخيرة، بالترافق مع أنباء عن تزايد التحشيد من جميع الأطراف.
وتداولت شبكات إخبارية محلية معارضة أمس منشوراً لقائد قوات «الباقر» الرديفة للجيش العربي السوري، نواف البشير، خاطب فيه، «المخربين الذين اعتدوا على مقرات الجيش عند معبر الصالحية شمال دير الزور»، قال فيه: «ما حدث في قرية الصالحية بدير الزور واقتحام المخربين لمقار وحواجز جيشنا الباسل واحتجاز بعض العناصر هناك سوف لن يمر هكذا».
وحذر البشير في منشوره الذي نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من تبعات ما أقدم عليه «المخربون»، وهددهم بأن «يحرق الأخضر واليابس» بعدما فعلوه في معبر الصالحية, وقال البشير: «أنا أتحداكم وعموماً جنيتم على أنفسكم وقوموا بكتابة وصاياكم هذا إن وجدتم الوقت لكتابتها وليشهد التاريخ بأنه لم يعد لكم مقام فيها فردوا إن استطعتم».
ومهر البشير منشوره باسمه وصفته، وهما؛ نواف البشير شيخ مشايخ قبيلة السادة البقارة الحسينية الهاشمية الكبرى في الشام والعراق وسائر المشرق.
بالترافق مع تلك التطورات، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن حشودات عسكرية ضخمة لميليشيا «قسد»، وصلت إلى خطوط التماس مع قوات الجيش العربي السوري في قرى الجنينة والجيعة ومنطقة المعامل بريفي دير الزور الغربي والشمالي، مشيراً إلى أنه وفي الوقت ذاته وصلت تعزيزات عسكرية للجيش والقوات الرديفة له إلى مناطق الصالحية وحطلة بريفي دير الزور الشمالي والشرقي، «دون أسباب واضحة حتى الآن».
وأشار «المرصد»، إلى أن التوتر لا يزال قائماً عند المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة الجيش ومناطق سيطرة «قسد» شمال مدينة دير الزور، على خلفية اقتحام من سماهم بـ«المتظاهرين» حاجز «كازية صقر» التابع للجيش في المنطقة وطلبوا من العناصر الانسحاب منه، وتوجههم بعد ذلك نحو حاجز معبر الصالحية التابع للجيش واقتحامه.
وأقر «المرصد» بأن «التظاهرة» جاءت بـ«تحريض» من «قسد»، وأكد أنه شارك فيها العشرات من مسلحيها من أبناء قرى ريف دير الزور الشمالي، وأشار إلى أن الميليشيا تسعى للسيطرة على منطقة شرق الفرات بأكملها واللعب على الوتر الشعبي وتحريض المواطنين بغية التقدم هناك بدعم من «التحالف الدولي» المزعوم.
يأتي التوتر في شمال دير الزور، بعد القمة الثلاثية لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا التي عقدت الأسبوع الماضي وظهور مؤشرات على أن ملف إدلب يقترب من الانتهاء، وترجيحات بأن يتوجه الجيش العربي السوري وحلفاؤه إلى معالجة ملف المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا «قسد» الانفصالية الإرهابية بدعم من الاحتلال الأميركي.
من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء الجمعة الماضي، بين دوريات من الجيش العربي السوري وخلايا إرهابية تنتمي إلى تنظيم داعش في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
وقال مصدر ميداني، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية: إن وحدة من الجيش العربي السوري خاضت اشتباكات عنيفة مع خلية من مسلحي تنظيم داعش جنوب غرب منطقة الرصافة بنحو 30 كم، في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
واستمراراً لانتهاكاتها بحق المدنيين، اعتقلت «قسد»، أمس، عشرات الشبان في مناطق مختلفة بمحافظة الرقة، لتجنيدهم في صفوفها.
وقال شهود عيان ومصادر محلية، بحسب وكالات معارضة، إن مسلحي «قسد»، اعتقلوا ما يزيد عن 40 شاباً في حدائق مدينة الرقة وشارع تل أبيض والقطار ورميلة وحي المشلب عبر حواجز مشتركة بالمدينة.
من جانب آخر، وتأكيداً على مخططاتها لتقسيم سورية، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، أن بلاده «لن تسمح» للجيش العربي السوري بـ«استرداد المناطق الخاضعة لسيطرة (ما تسمى) «الإدارة الذاتية» (الكردية) شمال شرق سورية».
وفي مقابلة مع صحيفة «The Defense Post» الأميركية، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أشار جيفري إلى أن الولايات المتحدة منعت الجيش العربي السوري وحلفائه من التوغل في مناطق شمال شرق سورية، الخاضعة لسيطرة الكرد، و«ستستمر في ذلك»، على حد قوله.
وخشية من تصميم الجيش على استعادة كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، تحدث جيفري عن ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في عموم الأراضي السورية بموجب قرار مجلس الأمن رقم «2254».
وعن الوضع في إدلب، قال جيفري: إنه يجب القضاء على التنظيمات «المتطرفة» شمال غرب سورية، داعياً تركيا إلى توجيه ضربات ضد «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن