شؤون محلية

5 آلاف عدد الخيول الأصيلة في سورية … لأول مرة إصدار جواز سفر للجواد العربي المسجل في سورية

عمار الياسين :

تعد سورية أول دولة في العالم نشأ فيها الجواد العربي الأصيل وذلك بشهادة أعضاء المنظمة العالمية للجواد العربي حيث يرتبط الجواد السوري بشجرة عائلة تعود لأكثر من مئتي عام لذلك يعد كتاب أنساب الخيول السورية من أصدق وأقوى وأفضل كتب الأنساب في العالم، وسورية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تسجل نسب الحصان إلى العشيرة التي ينتسب إليها الحصان، ولا يوجد كتاب أنساب في العالم للجياد العربية يعود إلى رسنه (عائلته) سوى الخيول السورية.
وحول هذا الموضوع تحدث مدير مكتب الخيول العربية الأصيلة في وزارة الزراعة المهندس محمد غياث الشايب أنه منذ بداية الأزمة التي دخلت عامها الخامس تتعرض الجياد العربية السورية الأصيلة إلى التعديات المتكررة والمتواصلة من الإرهابيين والقيام بسرقتها ومحاولة طمس أنساب نشأتها السورية العريقة والقضاء على هذه الثروة الحضارية والاقتصادية المهمة، مشيراً إلى قيامهم بسرقة 200 رأس من الجياد الأصيلة من منطقة الجربا في محافظة ريف دمشق، لافتاً إلى العمل على إعادتها.
وأضاف: لا يوجد رقم إحصائي دقيق عن عدد الخيول العربية السورية الأصيلة خلال الأزمة الراهنة لأن بعض هذه الخيول موجود حالياً في مناطق ساخنة، متوقعاً أن عدد الخيول الأصيلة في سورية حالياً يصل إلى خمسة آلاف من الجياد، وذلك وفق ما تم جمعه من عينات شعر لمواليد الخيول الجديدة في محافظات حمص وحماة ودمشق وريفها والحسكة وإدلب ودرعا.
وأوضح الشايب أن المديرية أصدرت كتاب الأنساب الثاني عشر للخيول العربية السورية الأصيلة يضم نسب 500 جواد، كما تتابع طباعة الكتاب الثالث عشر الخاص بذلك، كاشفاً عن أنه سيتم أول مرة في سورية إصدار جواز سفر للجواد العربي المسجل في سورية بما يسمح للجواد بالتصدير والمرور إلى البلدان الأخرى، حيث تقوم المديرية بطباعة هذا الجواز بأسماء الجياد العربية السورية الأصيلة وأرقام تسجيلها، كما تم التخطيط لبناء هنكار مسبق الصنع في مضمار سباق الخيول في منطقة الديماس في دمشق بتكلفة 30 مليون ليرة يتسع لعشرين جواداً للحفاظ على الخيول السورية الأصيلة.
وحول تهريب الجواد السوري خارج الحدود بين الشايب اشتراك سورية في المنظمة العالمية للجواد العربي وإجراءات التسجيل الرسمية التي تحمي الخيل في حال سرقته فبعد مطابقة الزمر الدموية في مخبر ألمانيا يقوم مكتب الخيول بوشم الجواد على رقبته بوشم مميز للدول الأعضاء للمنظمة العالمية، ويقرأ عليه المواليد ورقمه التسلسلي واسم البلد الذي ولد فيه، والمنظمة لا تقبل أن تسجل أي خيل مهرب لأنه لا يجوز لأي مرب مراجعتها إلا عن طريق سلطة التسجيل الرسمية في البلد وهي في سورية وزارة الزراعة مكتب الخيول، إضافة إلى متابعة الوقوعات من قبل الدولة والتي تصب جميعها في الحفاظ على الثروة الوطنية، وخاصة خلال الأزمة حيث لا يحق لأي شخص يقوم بسرقة جواد سوري الاستفادة منه أو بيعه، بل سيكون بمثابة عائق على السارق بسبب حاجته للطعام والشراب.
وبين الشايب أن الخيل في معظم الدول العالمية تسهم في دعم اقتصادها ومن الممكن وضعها في مرتبة اقتصادية جيدة تخدم جميع الشرائح في المجتمعات التي تقوم بالعناية بها، فعند إقامة أي فعالية يتم توفير فرص عمل للكثيرين، بدءاً من السايس للمضمر للمالك وإلى الجوكي، أما تصدير الخيول فهو يدر مبالغ على الدولة والمالكين على حد سواء، حيث بلغت قيمة التصدير إلى دول الخليج في أعوام 2006 و2007 و2008 بحدود 40 إلى 50 مليوناً، وفي عام 2012 بلغ عدد إجمالي الخيول المسجلة المصدرة ( 53) حسب كتاب الأنساب الإصدار رقم (11) وفي 2013، وحسب كتاب أنساب الخيل رقم ( 12) بلغ عدد الخيول المصدرة 200 رأس، إلا أنه تراجع بسبب الأزمة الحالية والعقوبات المفروضة من قبل بعض الدول على تصدير الخيل باعتباره هوية حضارية وحاملاً للعلم السوري.
وأشار إلى أنه من الأرسان النادرة في سورية (دهمان عامر- عبيان شراك- هدبان انزحي) ويمنع تصدير هذه الأرسان المذكورة الثلاثة ما لم يتجاوز عدد الإناث في كل رسن 5 إناث، ورغم أن سعر الجواد العربي الأصيل عند المربين لا يقدر بثمن فإن غلاء سعر هذا الجواد يتعلق بعمره ولونه ورسنه وجنسه (ذكر- أنثى) ورصيده من المسابقات أو رصيد أبيه وأمه في ربح السباقات، ويعد اللون الأدهم (الأسود) عند المربين هو اللون الأغلى سعراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن