ثقافة وفن

الصين احتفت من دمشق بذكرى تأسيسها السبعين … المعلم: نقدر عالياً مواقف بكين تجاه سورية ونتطلع لعلاقات وثيقة وتعاون وشراكة معكم … السفير فونغ بياو: علاقاتنا تطورت وصمدت أمام كل المتغيرات التي طرأت على الساحتين الدولية والإقليمية

| سيلفا رزوق - تصوير: طارق السعدوني

احتفلت جمهورية الصين الشعبية أمس بذكرى تأسيسها السبعين، وأقامت السفارة الصينية بدمشق حفل استقبال في قاعة المتنبي في فندق «داماروز».
الحفل أقيم بحضور نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار، ورئيس مجلس الشعب حموده الصباغ، والأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية محمد الشعار، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ووزراء شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، والإعلام عماد سارة والاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والتنمية الإدارية سلام سفاف، ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، وعدد من الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب الوطنية وأعضاء القيادة المركزية لحزب البعث، وعدد من رؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين قي دمشق، وعدد من قيادات الجيش والقوات المسلحة ورجال أعمال وصحفيين، ومحافظي دمشق عادل العلبي وريف دمشق علاء إبراهيم.
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، وخلال كلمة له خلال الحفل قدم التهنئة لجمهورية الصين والشعب الصيني العظيم، الذي قدم للحضارة البشرية هذه الانجازات الهائلة: وقال: «نحن في سورية نتطلع لأفضل العلاقات مع جمهورية الصين في مختلف المجالات».
وأشار الوزير المعلم إلى أن العلاقات السورية الصينية على الصعيد السياسي ممتازة، لافتاً إلى أن الصين اتخذت قبل أيام «فيتو» في مجلس الأمن، «وهذا تقدره الجمهورية العربية السورية عالياً، وأيضاً مواقف الصين على الساحة الدولية ومواقف سورية متبادلة».
وأعرب الوزير المعلم عن تطلعه لعلاقات وثيقة وتعاون وشراكة مع الصين، وقال: «نتطلع إلى زيارة الرفيق الأمين العام المساعد لحزب البعث إلى الصين قريباً، لكي يوطد العلاقات الحزبية بين البلدين».
الوزير المعلم أعلن رسمياً خلال كلمته في الحفل عن إطلاق عمل «اللجنة الدستورية»، وقال: «بعد زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون جرى الاتفاق على كل تفاصيل هذه اللجنة وذلك بفضل مواكبة وتوجيهات سيادة الرئيس بشار الأسد، طيلة 18 شهراً من المحادثات».
وعبر المعلم عن اعتقاده بأن هذا الإعلان عن إطلاق عمل «اللجنة الدستورية» هو خبر سار، مقدماً الشكر للأصدقاء في الصين ومبعوث السلام الصيني الذي كان مهتماً بهذا الموضوع، وكذلك قدم الشكر للأصدقاء في روسيا وفي إيران، الذين واكبوا عمل المحادثات للتوصل لهذه النتيجة.
وختم الوزير المعلم كلمته بتوجيه الشكر مرة أخرى للصين وتهنئتها بهذه المناسبة الكبيرة.
السفير فونغ بياو: نهنئ السوريين بنجاحهم في حربهم على الإرهاب تحت قيادة الرئيس بشار الأسد
السفير الصيني في دمشق فونغ بياو وفي كلمته خلال الحفل أشار إلى التضحيات التي قدمها الشعب الصيني في سبيل الوصول إلى النجاح بتأسيس جمهورية الصين الشعبية، الأمر الذي أنهى الفترة التاريخية التي دامت أكثر من 100 عام وعانت فيها الصين من التخلّف والاضطهاد.
ولفت بياو إلى أنه بعد تأسيس الصين الجديدة، اضطلع الحزب الشيوعي الصيني بالمسؤولية التاريخية الجديدة المتمثلة في تحقيق السعادة للشعب الصيني وتحقيق النهضة للأمة الصينية. حيث انطلق الزعيم الصيني «ماو تسي دونغ» من الواقع الحقيقي في الصين، وقاد البلاد إلى طريق بناء الاشتراكية بالاعتماد على الذات، ما حوّل الصين من دولة شرقية متخلّفة إلى دولة مؤثرة عالمياً خلال فترة قصيرة.
وبين السفير فونغ بياو أنه منذ 70 عاماً، وخاصة منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح قبل 41 عاماً، حققت الصين تغيرات جذرية ومرموقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، إذ ازداد الناتج المحلي الإجمالي من 12.3 مليار دولار في عام 1949 إلى 13.6 تريليون دولار في عام 2018، أي 1105 أضعاف لما كان عليه في عام 1949.
ومنذ عام 2010، تبوأت الصين مكان ثاني أكبر اقتصاد العالم، وظل نمو اقتصاد الصين يساوي 30 بالمئة من نمو اقتصاد العالم في السنوات الأخيرة، ما جعلها أكبر محرّك لاقتصاد العالم في السنوات الـ13 المتتالية. كانت 129 شركة صينية تُدرج في قائمة أقوى 500 شركة عالمية التي تصدرها مجلة فوربس عام 2019، حيث تجاوز عدد الشركات الأميركية للمرة الأولى في التاريخ. كما تتقدم الصين دول العالم في مجالات الجيل الخامس للاتصالات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والطاقة الجديدة وتكنولوجيا الكمومية وغيرها.
سفير الصين لدى دمشق تحدث عن مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21»، طرح الرئيس شي جينبينغ في عام 2013، والتي لقيت ترحيبا من معظم دول العالم، وأصبحت منبرا مهما للدفع بإقامة مجتمع المصير المشترك للبشرية.
السفير فونغ بياو لفت في كلمته إلى أن سورية كانت من أوائل الدول العربية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وهي صديق قديم للصين في منطقة الشرق الأوسط، ترجع الصداقة بين الشعبين الصيني والسوري إلى زمن بعيد، إذ إن طريق الحرير القديم ربط الشعبين منذ القدم، ومنذ التبادل الدبلوماسي قبل 63 عاما، تطورت علاقات الصداقة والتعاون المتبادل المنفعة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية بشكل مستمر، وصمدت أمام كل التغيرات التي طرأت على الساحتين الدولية والإقليمية.
وبين السفير الصيني أنه بعد اندلاع الأحداث في سورية، تلتزم الصين بموقف عادل وتقوم بدورها كدولة كبيرة ومسؤولة وتتكلم لصالح سورية في مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية، داعية إلى صيانة ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي واحترام سيادة سورية وسلامة أراضيها وتقرير مصير سورية من شعبها والتوصّل إلى حل يراعي هموم كل الأطراف من خلال حوار جامع، وصولاً إلى الحل السياسي للمسألة السورية، وقال: «ظلت الصين تدعم قضية الشعب السوري العادلة لمكافحة الإرهاب، وتهنئ الشعب السوري بنجاحه الهائل في حربه ضد الإرهاب تحت قيادة فخامة الرئيس بشار الأسد».
السفير فونغ بياو الذي لفت في كلمته إلى تعمق التواصل والتعاون الودي بين البلدين في كل المجالات، منذ بداية هذا العام من خلال الزيارات التي قام بها مساعد وزير الخارجية تشن شياودونغ بزيارة إلى سورية، وكذلك زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم الناجحة إلى الصين، وأيضاً حضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان الدورة الثانية لمنتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي، والزيارة التي سيقوم بها الأمين العام المساعد لحزب البعث هلال الهلال إلى الصين على رأس وفد حزبي رفيع المستوى. تحدث عن الجانب الاقتصادي للعلاقة بين البلدين حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2018 ملياراً و270 مليون دولار أميركي، بزيادة 15.4 بالمئة على الأساس السنوي، وشاركت 58 شركة صينية في الدورة الـ61 لمعرض دمشق الدولي.
وكشف السفير فونغ بياو أن بلاده ستشارك في عملية إعادة الإعمار الاقتصادي السوري بموقف إيجابي، وتسهم في انتعاش الاقتصاد السوري بعد الحرب، وإعادة بناء الديار للشعب السوري. كذلك ستعمل على توسيع التواصل والاستفادة المتبادلة بين البلدين، كما سيجري بث البرامج السينمائية والتلفزيونية الصينية الجيدة في القنوات الرسمية السورية. إضافة إلى ذلك، ستقدم الصين كالمعتاد عدة دفعات من المساعدات الإنسانية إلى سورية مثل الباصات والأرز والأجهزة المكتبية وإعادة بناء المدارس، وعلماً أن الصين قامت خلال هذا العام بتدريب أكثر من 300 سوري من تخصصات مختلفة.
وختم السفير الصيني كلمته بالقول: «كصديق حميم وشريك عزيز لسورية، ستبذل الصين كالمعتاد جهوداً دؤوبة لتحقيق السلام الشامل والدائم لسورية والسعادة والرفاهية للشعب السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن