ثقافة وفن

«يوم الأغنية السورية المعاصرة» عاد ليغمر السوريين المعروفين بذائقتهم الفنية العالية

| وائل العدس

في زمن تهيمن فيه الأغاني التجارية ذات الكلام المبتذل والقوالب الموسيقية الجاهزة والمكررة على معظم المشاهد الموسيقية والغنائية العربية، لا يزال هناك موسيقيون ومغنون ينتجون أغنية أصيلة الكلام واللحن والتوزيع الموسيقي، وذات قيمة أدبية وفنية عالية.
بعضٌ من هؤلاء المبدعين السوريين اجتمعوا على المسرح المكشوف في مجمع دمر الثقافي في دمشق ليتشاركوا مع محبيهم ومحبي الموسيقا أغانيهم في فعالية جماهيرية كبيرة، كانت مناسبة للاحتفاء بالأغنية السورية المعاصرة والمساهمة بنهوضها وانتشارها.

«يوم الأغنية السورية المعاصرة» هي محاولة لمجموعة من الشباب المتطوعين ليكون إضافة جديدة إلى الفعاليات الثقافية والموسيقية التي عادت لتغمر أيام السوريين المعروفين بذائقتهم الفنية العالية، وهذه المرة بأغانٍ وأصوات وعازفين سوريين نفتخر بإبداعهم.
وشارك في الحفل ليندا بيطار وميس حرب وفايا يونان وفرقة سفر، حيث أدت كل واحدة مجموعة من أغانيها الخاصة التي تفاعل معها الجمهور بكثير من الحماس والمحبة ورافق المغنين بالغناء في أغلب ما قدم خلال الحفل.

سوري خالص
قدمت ليندا بيطار أربعاً من أغانيها الخاصة منها «يسعد صباحك يا شام» و«ورد ونيسان» وهذي الروح» وهي شارة مسلسل أصبح أشبه بأغنية معاصرة وباتت مطلباً دائماً من الجمهور.
وفي حديثها لـ«الوطن» قالت إن المهرجان شكل مناسبة مهمة لنلتقي كمجموعة من الفنانين السوريين في حفل واحد، وخاصة أننا لا نلتقي في مثل هذه الفعاليات إلا بالمصادفة والفضل يعود لحسام عبد الخالق وبرنار جمعة.
ورأت أن هذه التجربة جميلة حيث يقدم كل فنان سوري أغانيه الخاصة التي بذل مجهوداً كبيراً عليها وأحياناً أنتجها على حسابه الخاص، فكانت الأغنيات جديدة بكلام ولحن وتوزيع جديد سوري خالص، لافتة إلى أننا نحاول أن نحافظ على مستوى فني معين لتكون لدينا أغنية سورية راقية.

فكرة مهمة
بدورها قدمت ميس حرب أغنيات من ألبومها «خيطان الشمس» مثل «شباك البكي» و«جوعان» كما قدمت أغنية للمرة الأولى من ألبومها المقبل بعنوان «شو هالحالة»، إضافة إلى أنها شاركت فايا يونان بأغنية من ألبومها، كما شاركت فرقة سفر بأغنية «نورا».
وفي حديثها لـ«الوطن»، أبدت سعادتها لمشاركتها في هذا الحفل وقالت: فكرة الحفل مهمة وجميلة جداً، والأهم هي التوليفة على المسرح، والتي ركزت على فنانين سوريين يعملون على مشاريعهم الموسيقية بمجهود شخصي وجاد، واسم الحفل بحد ذاته لافت للنظر حيث يقدم كل فنان أغنياته الخاصة أمام الجمهور.
وأكدت أن المشاركين هم فنانون معروفون ولهم جمهورهم الكبير، والدليل أن الجمهور كان يحفظ أغانيهم وصار يرددها على المسرح.
وأشارت إلى أن الفعالية أقيمت بمجهود شخصي من حسام عبد الخالق بالتعاون مع برنار جمعة، متمنية لو يصبح هذا المهرجان سنوياً ويدعى إليه فنانون تعبوا حتى أصدروا أغانيهم الخاصة التي تليق بالجمهور.

الجيل الشاب
أما فايا يونان فغنت «كل الأغاني» و«ليت الذي بينك وبيني عامر» و«كيفنا» وغيرها، وقالت لـ«الوطن»: هذه المشاركة تعني لي الكثير، ومنذ أن قررت دخول مجال الغناء بشكل محترف كنت أفكر بتمثيل جيلنا الشاب والعصر الذي نعيشه، لذلك لم يكن علينا إعادة وتكرار أغنيات قديمة فقط، وبأن نطرح أنفسنا كأصوات فقط، لا بل يجب أن نطرح أنفسنا كصناع للأغنية.
وأكدت أنها تشعر بالسرور والفخر عندما تتعامل مع ملحنين وشعراء سوريين، مشيرة إلى وجود تناغم في الحفل بين كل الفنانين الذين تعتبرهم أصدقاء ومعجبة بما يقدمونه في مكان جميل وأمام جمهور محب تفاعل بشكل مميز مع المشاركين.

المشاركون
ليندا بيطار: أستاذة صف الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا، تخرجت في المعهد العالي للموسيقا عام 2007 اختصاص غناء شرقي، وشاركت منذ أن كانت طالبة وبعد تخرجها مع العديد من الفرق الموسيقية كمغنية صولو ضمن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وأوركسترا طرب وأوركسترا زرياب وفرقة وجوه وفرقة جسور وأوركسترا أورنينا.
لها العديد من المشاركات الغنائية في عدد من شارات المسلسلات والأفلام السينمائية السورية.
دعاها المعهد الوطني العالي للموسيقا في لبنان لتشارك الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقا الشرقية العربية إلى جانب المايسترو السوري عدنان فتح اللـه أكثر من مرة.
وهي أول مغنية عربية تغني على خشبة مسرح قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو مع نخبة من عازفي الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شباط 2018.
ميس حرب: تخرجت في المعهد العالي للموسيقا في دمشق سنة 2008 باختصاص غناء شرقي، وشاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات الموسيقية في سورية والدول العربية وأوروبا.
شاركت كممثلة ومغنية بأكثر من عمل مسرحي وغنت العديد من الأعمال الموسيقية في الدراما السورية والعربية.
أصدرت ألبومها الأول بعنوان «خيطان الشمس» سنة 2017، وتحضر لإصدار الألبوم الثاني.
فايا يونان: بدأت الغناء المحترف عام 2015، وأطلقت ألبومها الأول «بيناتنا في بحر» عام 2017 وألبومها الثاني «حكايا القلب» عام 2019، وبينهما سبع أغانٍ منفردة، كما لحنت ستاً من مجمل أغانيها.
خلال مسيرتها القصيرة نسبياً أحيت فايا أكثر من خمسين حفلاً منفرداً في سورية ومعظم الدول العربية إضافة إلى كندا والسويد، كما دُعيت إلى العديد من المهرجانات الدولية كمهرجان قرطاج في تونس ومهرجان دار الأوبرا ومهرجان مكتبة الإسكندرية في مصر وعدد من المهرجانات الدولية الأخرى.
شاركت مع أوركسترا الموسيقيين السوريين في جولة حفلات في أوروبا ومع الأوركسترا الوطنية التونسية في حفلات في تونس.
فرقة سفر: أسس وافي عباس فرقة سفر عام 1999 وكان اسمها «مهجرين» ومن ثم انضم إليها شادي الصفدي وعدد من الموسيقيين السوريين.
أحيت الفرقة عدداً من الحفلات في سورية وخارجها وسجلت ثلاث أغنيات للتلفزيون السوري بين عامي 1999 و2003 حين هاجر معظم أعضائها.
مع عودة وافي عباس إلى سورية عام 2013 وبعده شادي الصفدي تمت إعادة إحياء الفرقة وأنتجت ألبومها الأول تحت اسم «تجربة رقم 1» عام 2018، جميع أعمال فرقة سفر هي من تأليف وافي وشادي، وتضم كلاً من إياد بريدي ومحمود المحمد وعماد ميهوب وعلي سليمان وعفيف دهبر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن