شؤون محلية

عضو اتحاد الحرفيين يتعرض للتهديد لإشارته لوجود خلل بتزفيت شوارع في المنطقة الصناعية بطرطوس

| طرطوس- الوطن

في حادثة تعكس الخلل والفساد في تنفيذ بعض عقود التزفيت تعرض عضو المكتب التنفيذي المختص في اتحاد الحرفيين بطرطوس للشتم والتهديد من أحد المهندسين المشرفين على تنفيذ إكساءات بعض شوارع المنطقة الصناعية التابعة لمدينة طرطوس بسبب إشارته للخلل في التنفيذ ومطالبته بالمعالجة، إلا أنه لم يخف وتابع شكواه حتى تم كشف الخلل وعرى من كان وراء حصوله.
وفي التفاصيل أوضح عضو المكتب التنفيذي في فرع اتحاد الحرفيين بطرطوس منذر رمضان لـ«الوطن» أنه تم تأمين عقدين متتاليين للمنطقة الصناعية قيمتهما نحو خمسين مليون ليرة يتم من خلالهما تزفيت بعض الشوارع المهترئة وليس كامل المنطقة، وقال: قد رضينا بهذا الأمر لأننا نعلم حجم الضغط لتأمين مبالغ مالية لتنفيذ مشاريع واخترنا أكثر الشوارع حاجة لتتم معالجتها بعد حالة الانتظار الطويلة لتأمين بعض الخدمات الضرورية للمنطقة الصناعية بطرطوس تقرر بعد متابعة مضنية استمرت نحو السنتين تزفيت بعض الشوارع التي أصبح حالها بين الحفرة والحفرة حفرة تقع فيها السيارات وتتكبد الخسائر.
وأضاف:حين بدأ التنفيذ تابعنا الأمر بشكل ميداني وبتكليف رسمي من المكتب التنفيذي للاتحاد وبصفتي الاعتبارية لكون التكليف ينص على متابعتي لجميع شؤون المناطق الصناعية في المحافظة ميدانياً وإدارياً إلا أن المفاجأة كانت بطريقة التنفيذ وبعض الأمور الفنية من مواد زفتية سائلة إضافة إلى السماكة المنصوص عنها ببنود العقد، وتابع: وانطلاقاً من الحرص على عدم هدر المال العام ولمعرفتنا بأن هذا التنفيذ لن يجدي في المنطقة الصناعية وسنخسر هذه الأموال لأن هذه الطرقات لن تتجاوز فصل شتاء واحد ولن تتحمل أوزان القاطرات المحملة التي ستسير عليها وبناء عليه تم تحذير المهندس المنفذ لكونه الوحيد الموجود في المكان وقت المتابعة وتم إخباره بضرورة تدارك الأمر وتصويبه أصولاً وبعد التنفيذ للقسم الأكبر من أحد الطرقات كانت المفاجأة أن ما تم التحذير منه موجود في التنفيذ ما اضطرنا للمتابعة وتثبيت الواقع وتم الطلب من الجهات المعنية بالحضور للتأكد على أرض الواقع
ويتابع رمضان قائلاً: توقعت أن تتم المعالجة وتنتهي القصة هنا ولكن ما حصل هو أنني تلقيت اتصالاً هاتفياً من شخص أخبرني بأنه المهندس المشرف على المشروع وبعد مناقشته تم الاتفاق على الاجتماع صباحاً للمعالجة ولكن الصدمة كانت عندما تلقيت اتصالاً في اليوم التالي صباحاً من الشخص نفسه طلب مني الحضور فوراً إلى مكتبه فاعتذرت منه وأخبرته أنني متجه إلى المنطقة الصناعية وما كدت أكمل إلا وبدأ بالشتائم والتهديد والوعيد فطلبت منه وبكل أدب بما معناه ألا يستفيض أكثر لأن المكالمات مسجلة وستسيء له في هذه الحال، وبعد ما يقرب من الساعتين حضر كل المعنيين إلى المكان وعاينوا ما أشرت إليه وتم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مهمتها سحب جزرات متعددة من الموقع وتبيان الأمر وفي تاريخ 19/9/2019 حضرت اللجنة المختصة وبحضور كل الأطراف وعملت على سحب عشر جزرات تبين بأن معظمها وتحديداً تسع من أصل عشر غير مطابقة وعلى الفور أوقف رئيس لجنة الإشراف الأمر وأعلن بأن المواصفات غير مطابقة للعقد وسيتم التزفيت على نفقة المنفذ مضيفاً: وتوقفنا هنا ونكون بذلك صوبنا الأمر بالاتجاه الصحيح عند أول خطأ تم اكتشافه كي لا يكون هناك ضرر أكبر لجميع الأطراف منعاً لهدر المال العام والخاص وحصلنا على صيانة للطرقات بمدى زمني أطول.
حول هذا الموضوع، أكد مدير مدينة طرطوس مظهر حسن أنه ووفق العقود المبرمة يتم اخذ عينات في نهاية كل مشروع يتم تنفيذه وفِي حال ثبت أن الأعمال غير مطابقة للمواصفات يتم إلزام المتعهد بالإصلاح بإعادة التنفيذ وفِي هذا المشروع أشار عضو اتحاد الحرفيين للخلل منذ البداية وثبت من خلال العينات التي تم أخذها أن التنفيذ بمعظم الأماكن غير مطابق للمواصفات لذلك تم الطلب إلى المهندس المشرف والمتعهد إعادة تنفيذ الأعمال وفق المواصفات الفنية، والقضية قيد المتابعة والمعالجة بكل تفاصيلها المتعلقة بالتنفيذ وغيره.

أخيراً

ألا تكفي هذه الحادثة لإعادة النظر بدور جهاز الإشراف وتشكيل لجنة تقصي حقائق تقوم بسحب عينات من كامل الإكساءات الزفتية على كامل مساحة المدينة؟ فأن تكون تسع جزرات من أصل عشر غير مطابقة للمواصفات أمر يدعو للريبة والحذر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن