سورية

«النصرة» تؤجل الصراع مع «الأحرار»: نحن وإياها «إخوة» ولا نتهمها بـ«الردة»

بعد أكثر من أسبوع من الهجوم الحاد الذي شنه أحد كبار القادة في جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» الإرهابي في سورية، على شريكة الجبهة في «جيش الفتح»، حركة «أحرار الشام الإسلامية»، والذي وسمها فيه بـ«الردة»، مهدداً إياها بشكل مبطن بمواجهة مصير شبيه بمصير حركة «حزم» و«جبهة ثوار سورية»، خفف قيادي آخر في «النصرة» من وطأة هذه المواقف، معلناً أن الجبهة والحركة بينهما «أخوة» وأن تلك المواقف تمثل صاحبها فقط، وإن أقر بوجود خلافات بين الجانبين. وقبل نحو عشرة أيام، شن المسؤول عن المعاهد التعليمية في «النصرة»، أبو فراس السوري، هجوماً عنيفاً على «الأحرار» ضمنه مقالاً حملت الاسم المرعب «النذير العريان»، اتهمها فيه بالكفر والردة وطاعة دول إقليمية بحثاً عن تمويل، معتبراً أنها باتت «تسمع» لتلك الجهات، وتعمل على تنفيذ مخططاتها في إشارة إلى تأييد الحركة لمشروع «المنطقة الخالية من تنظيم داعش الإرهابي التي طرحت واشنطن وأنقرة إقامتها في قسم من الحدود السورية التركية، وهو المشروع الذي رفضته «النصرة» بشدة، معتبرةً أن «هدفه خدمة مصالح الأمن القومي التركي».
إلا أن عضو مجلس شورى النصرة أبي عبد اللـه الشامي، اعتبر أن المقال لا يعبر عن رأي الجبهة، بل عن رأي صاحبه الشخصي، وحسب، وأكد أن أي «جماعة لا تخلو من الآراء الشخصية، ولكن بالنهاية رأيها يصدر واحداً بعد الشورى، وأنه يجب على الجميع الالتزام برأي الجماعة ولو خالف رأي الفرد الشخصي»، فيما بدا أنه تقريع لأبي فراس على نشر رأيه بشكل علني.
وطالب الشامي في بيان نشره في حساب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أبا فراس، بعدم العودة إلى مثل هذه الآراء الشخصية، مبيناً أن «الأحرار هم إخواننا»، ونافيًا أن تتهمهم «النصرة» بالردة، على الرغم من وجود بعض الاختلافات في المسائل والسياسيات، وخاصة ميثاق الشرف الثوري.وأضاف: «لقد بيَّنا للإخوة الأحرار في كل جلسة ما عندنا تجاههم، وما نراه خطأ في مسيرتهم، بمعزل عن حجم ذلك الخطأ حسبما نرى، وبالمقابل، بينوا لنا ما عندهم تجاهنا، وما يرونه فينا، ولكن كل هذا مكانه الجلسات الخاصة».
وختم عضو شورى «النصرة» بيانه بمطالبة عناصر الجبهة ومناصريها بالتوقف عن الطعن والتحريش بين الإخوة، كما ناشد من وصفهم بـ«الإخوة» في «الأحرار» بفعل الشيء نفسه. ويتلاءم الهجوم الذي شنه أبو فراس على «الأحرار» مع النهج الذي عبّر عنه مؤخراً زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي وإن رفض الخلافة التي أعلنها زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، دعا إلى وحدة بين المجاهدين في الشام والعراق لمواجهة «الحرب الصليبية الطويلة الممتدة»، في إشارة إلى استعداده للقتال إلى جانب البغدادي.
إلا أن زيادة الدعم الروسي في سورية، معطوفاً على ما أعلنه مسؤولون سوريون عن أن مشاركة روسية في قتال داعش و«النصرة» ستؤدي إلى قلب الموازين في سورية، وتوضح ما يبدو أنه حملة مضادة للقضاء على «جيش الفتح» في حماة وإدلب، يبدو أنها عوامل دفعت «النصرة» إلى إعادة حساباتها حيال الأحرار وخصوصاً أن المشروع التركي لإقامة منطقة خالية من داعش في ريف حلب الشمالي قد لا يبصر النور بعد التطورات الروسية من جهة، ومع تزايد الاحتمالات بعجز حزب العدالة والتنمية عن حسم نتيجة الانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر إجراؤها في تركيا مطلع شهر تشرين الثاني المقبل

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن