ثقافة وفن

محاولات إثبات نسب «الجوكر» تطرح كل يوم أسماء جديدة … المسلسل الذي أثار الكثير من اللغط والمشاكل

| سارة سلامة

تتسع الدائرة كل يوم لتضم أسماء جديدة وكتاباً جدداً في نص مسلسل «الجوكر» (إنتاج شركة قبنض، وإخراج جمال الظاهر، سيناريو: ماجد عيسى، معالجة درامية: نعيم الحمصي). ما يدعو إلى الاستغراب أنه أكثر عمل تمت استباحته فكل يحوك بسنارته قصصاً تثبت ملكيته للعمل، ما هي تلك الدجاجة التي ينتظرون أن تبيض لهم ذهباً؟!.
«الوطن» التقت أغلب الأطراف المتخاصمة لتتبين موقف كل منهم من دون أن تقف إلى جانب أحد بعينه، وإنما اخترنا أن يكون الحكم للجمهور لأنه الحكم الرئيسي على نجاح أو إخفاق أي عمل..

وتحكي قصة العمل عن مجموعة من طلاب الجامعة يسعون لبدء حياتهم بتحصيلهم العلمي ليكون سلاحهم من دون أن يدركوا أن جامعتهم نفسها هي ساحة لمعارك مختلفة وأنهم مجرد بيادق يتم استخدامهم فيها كوقود لأحقاد خفية، فمن عالم الماضي وبسبب أمراض نفسية عقيمة تبدأ سلسلة القتل التي تبث الرعب في نفوس الجميع وتكون شرارة البداية.
يبدأ الجوكر بالتنقل بين الأوراق لتتتالى جرائم القتل وتتعدد الأسباب، وتتشابك خيوط الجميع في يد محقق يدرك جيداً أن القتل هو لعبة ذكاء وتحدي عقول، فيبدأ بحل عقد الحبل واحدة تلو الأخرى. والعمل يتنوع بين كوميديا الموقف السوداء ومشاعر الحب النقية.

مسخ الجوكر
البداية كان اللقاء مع مهند ورد وهو مخرج وكاتب مسرحيات الذي قال: «اتصل بي الممثل ماجد عيسى، وقال: إن لديه مشروع عمل باسم (في مهب الريح) مع المخرج نزار السعدي، وطلب مني مساعدته في كتابة النص حيث كان قد أنجز منه 6 حلقات فقط، وعند قراءتي للحلقات لم يعجبني الأسلوب، فقمت بالكتابة من جديد، لذلك فإن النص تأليفي أنا وماجد عيسى الذي باعه إلى شركة (قبنض) على الملخص باسم (في مهب الريح). وبدأت بكتابة العمل برغم المشاكل التي حصلت بسبب تسجيله النص باسمه، وعلى إثر ذلك لم أوافق على كتابة آخر 3 حلقات، فاتصل بي المخرج نزار السعدي ووعدني بأنه سيضع اسمي كمؤلف أو في الإعداد والمعالجة الدرامية، وصممت على كلمة إعداد لأكتشف فيما بعد أن النص مسروق من جوان بهلولي، والحلقات التي بني عليها العمل هي حلقات لعمل يحمل اسم (جريمة في الجامعة) لجوان بهلوي دون علمه».
وبين ورد أنني: «من أطلق عليه اسم «الجوكر» وبنيت اللعبة وأسماء القتلى خلال معادلة رياضية وقانون فلسفي له علاقة بالخطايا السبع لنصل تدريجياً إلى الجريمة».
وتابع ورد: «بعد أن أنجزنا 50 بالمئة من العمل في 41 يوم تصوير دخل العمل في كومة لأسباب ربما تكون إخراجية أو إنتاجية أو شخصية، وبدأت الشركة بتغيير كادر الإخراج والتصوير والصوت والإنتاج، بناء على قاعدة أسسناها، وتم طرح أسماء عدة مخرجين منهم نضال عبيد وأسعد عيد والآن جمال الظاهر، واستبعدوني لأخرج من غير كتابة أو دور وبلا حق مادي، واستعانوا بكاتب مغمور اسمه نعيم الحمصي الذي قام بتشويه العمل وحول مساره من القتل المتسلسل إلى تجارة المخدرات، دون موافقتي، وهذا ما دفعني إلى ملاحقة ماجد عيسى قضائياً، هذا العمل هو (مسخ الجوكر) في حين العمل الأساسي سيكون باسمي شاء من شاء وأبى من أبى، وأقول لماجد عيسى كما قال الإمام علي كرم اللـه وجهه (من طلب عزاً بباطل أورثه اللـه ذلاً بحق)».

مشروعي الأول
وفي زيارة إلى موقع التصوير التقينا المخرج جمال الظاهر الذي أوضح لنا حقيقة الأمر قائلاً: «العمل يحمل روحاً خاصة لا يشبه غيره من الأعمال، وكنت موجوداً منذ بداية الاتفاق لأنفذ المعارك والجرائم، وبعد إخفاق تجربة الإخراج الأولى التي تعرض لها العمل، عرض على مخرجين كثر وكان الدخول فيه مجازفة حقيقية، ولأن المجازفة هي اختصاصي وأنا مخرج (أكشن)، توليت هذه المهمة ولست بمكان يخولني أن أنقد غيري فنياً إلا أنني لم أستطع الاستفادة من منجز المخرج نزار السعدي».
وأوضح الظاهر أن: «المشاكل عديدة منها ضعف النص والإدارة والمساعدين، كما أن النص مأخوذ من رواية لـ (أجاثا كريستي)، وهي موجودة في الحياة، ولكن الصياغة والقصة تختلف وأتحدى كل من قال إنه كتب العمل أن يتوقع ما سيحصل في الحلقة 29».
وبين الظاهر أن الأخطاء السابقة كانت ترتكز في عدة أمور منها: «الإضاءة والتقطيع وأحجام الكوادر وأحجام الشخصيات بالكادر نفسه، وبعد الكاميرا عن الناس، والاختلاف في زاوية الممثل، وأداء الممثلين، وتناقضات كبيرة في كل تفاصيل القصة وأشياء غير متطابقة وأنا لا ألقي اللوم فقط على المخرج السابق بل على الفريق الضعيف الذي كان مسلحاً به».
وأضاف الظاهر إن: «الهجوم علي دفعني لاستئصال أي شخص لأن هذا العمل هو مشروعي الأول، إلا أن المشاهد التي قدمها مهند ورد ستبقى كما هي على الرغم من تدني أدائه، وأقول لهم الآن بأنهم يستطيعون أن يبيعوا (الجوكر) إلى شركة أخرى لأننا قدمنا شيئاً آخر مختلفاً تماماً عما كان مطروحاً، مثل: خط عصابة في 200 مشهد لها علاقة بالخطف والإجرام والتسول وتجارة المخدرات واستغلال الأطفال».

النص هو نصي
والتقينا أيضاً الفنان طارق مرعشلي الذي فاجأنا بأن النص من فكرته أيضاً حيث قال: «اكتشفت مصادفة أن النص قدمه جوان بهلوي، الذي استكتبته في العام 2004 على فكرة مشروع باسم (الجامعة)، وذكرت للمخرج منذ بداية العمل أن لدي نصاً مشابهاً كتبته واستعنت بجوان لينفذ أشياء لها علاقة بالحبكات الدرامية، وتفاجأت فيما بعد أن من قدم فكرة النص جوان لتكون المفارقة بأن النص هو نصي!!».
وأضاف مرعشلي: «لم أتواصل مع جوان على الرغم من أن حقوق الملكية باسمي، وعلاقته أصبحت معي نحلها بشكل سلمي».
وأفاد مرعشلي أن: «الضجة الإعلامية التي أحدثها العمل ممكن أن تكون سلاحاً ذا حدين، وندع الحكم للنتيجة، وأنا أثق بشخص المخرج جمال الظاهر فهو من المخرجين الجدد الموهوبين، وأقدم شخصية مركبة في العمل من خلال دكتور جامعة لديه علاقة جيدة مع الطلاب».

بحاجة إلى حبة مهدئ
ومن جانبه قال الكاتب نعيم الحمصي: «دخلنا إلى العمل كتحد واختبار في عمل منجز ونص جاهز، وعندما قرأت الورق كان لفكرة مشغولة كثيراً في السينما الأميركية عن الجامعات والطلاب، وأكثر وقت أندم عليه في القراءة بحياتي كان عند قراءتي للنص، لأنني في كل مشهد كنت بحاجة لحبة مهدئ، على الرغم من أن الفكرة جميلة ولكن الشخصيات ليس لها ماض أو حاضر ولا مستقبل، مجرد تعبئة ورق، وهناك مشاهد تتجاوز الـ6 صفحات مثل محاضرة بمصطلحات فيزيائية لا أعرف مبررها، ومشاهد 4 إلى 5 صفحات باللغة الإنكليزية، ولمست في جرائم القتل أن الذي يكتب لا يعرف لماذا بدأت اللعبة وما سببها، وهي أبسط بكثير من أن الجوكر يخطط لها، أي أن النص ركيك جداً، كما أن المونتاج يحمل مواد مهينة لدرامانا».
وبين الحمصي أنني: «قمت بالاستعانة بالفكرة الأساسية للنص، وأخذنا الشيء الممكن من المونتاج، وخلقنا فكرة جديدة وبدأنا نعمق الشخصيات واحدة تلو الأخرى، بدءاً من شخصيات الطلاب فأصبح لكل منهم ماض ومستقبل، وتحولنا إلى شخصية المجرم التي تعمقت بشكل كبير ووضعنا لها ماضياً تعكس حقيقة مرض نفسي وقاطعناه مع الشخص المحرض، فأصبحت الجرائم أكثر احترافية».
وأفاد الحمصي: «كما أضفت شخصيتين مجهولتين إلى سياق العمل، لا أحد يراهما تتحكم بالطلاب من بعيد، أحدها موجودة في الجامعة الكل يراها ولكن لا يتحدث إلا مع شخص غير موجود ويكون هو الخيط الرئيسي لكشف جميع جرائم القتل التي حدثت سابقاً».

آمل في الحصول على حقي
ومن خلال تواصلنا مع جوان بهلوي عبر الانترنت قال إن: «غريمي الأول هو المخرج نزار السعدي الذي زارني في إربيل وأعطيته النص واتفقنا أن يخرج العمل، على أن يكون ماجد عيسى من الممثلين المقترحين وفق تصريح المخرج لموقع (بوسطة) عام 2017، وبعدها طلب مني التنازل عن العمل لمصلحة شركة (قبنض) ولكنني رفضت قبل الاتفاق على الشروط الفنية والمادية، لأتفاجأ بالإعلان عن العمل تحت اسم الكاتب ماجد عيسى وإخراج نزار السعدي، والآن رفعت دعوى على أمل أن أحصل على حقي، وأتمنى من وزارة الثقافة السورية إيجاد قوانين أكثر فعالية للتعدي على حقوق المؤلف وجهده المبذول لأعوام طويلة والذي تتم استباحته من قبل الآخرين».
العمل من بطولة الفنان طارق مرعشلي وعبير شمس الدين ووائل رمضان ووائل زيدان ورائد مشرف والشاب كرم شعراني وجوان خضر وأحمد عيد وتولاي هارون وسليم صبري وجهاد الزغبي وعهد ديب وسيما الدهبي وسوار الحسن.
ومن الوجوه الشابة وسيم الشبلي وجولييت خوري ووليد حصوة ويوسف حرب وأمير برازي ومي مرهج وميرنا عبد الحي وإيمان قاسم وسماح سرية وماجد عيسى ونور أديب وآية قوزجي وماهر الراعي ومحمد قصاب وثناء إسماعيل وتاتيانا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن