رياضة

سلة الجلاء تعيد ترتيب أوراقها وتتطلع للمستقبل

| مهند الحسني

يبدو أن أنديتنا بشكل عام باتت أسيرة الظروف والمنغصات التي تطرق بابها من كل حدب وصوب، وما نادي الجلاء إلا أحد أنديتنا التي تأثرت كثيراً بالأزمة التي شهدتها البلاد، بعدما خسر النادي أقوى نجومه، وأفضل كوادره وخبراته، لا بل وصلت يد الإرهاب لمنشآته، وأحدثت فيها العجب العجاب، الأمر الذي ساهم في تراجع اللعبة لديه، فالنادي الذي يصح أن نطلق عليه لقب زعيم السلة السورية نظراً لحصوله على 28 لقباً لبطولة الدوري، تحول بفضل ما خسره من خبرات إلى فريق متواضع تستبيح سلته جميع فرق الدوري، فمن كان يتمنى من أنديتنا أن يجري حصة ودية مع لاعبي الجلاء، بات يفوز عليه ضمن مباريات الدوري بفوارق رقمية كبيرة، ونتائجه في آخر خمس سنوات أكبر دليل على صحة كلامنا، لكن ومع تولي الأمور لأهلها من محبي وأبناء النادي، تمكنت سلة الجلاء من قول كلمتها الموسم الفائت، ونجحت الإدارة في إعادة أغلبية أبنائها الذين لعبوا لأندية أخرى، وكلفت لقيادة الفريق أفضل مدربينا الوطنيين، فكان الحصاد مثمراً بعدما حل الفريق في مركز الوصافة عن جدارة واستحقاق، وكان قاب قوسين أو أدنى من إعادة اللقب لخزائنه بعد غربة طويلة.

ضبابية
لم يكن المشهد السلوي لسلة الجلاء بعد نهاية الموسم الفائت واضحاً، لا بل شابه الكثير من الضبابية، خاصة بعدما أفلتت الإدارة من يديها أفضل لاعبي الفريق (وسام يعقوب، جميل صدير) وظن الجميع أن سلة الجلاء باتت على أبواب مشكلة أكثر تعقيداً، بعد أن أعلن مدرب الفريق هادي درويش موافقته لقيادة المنتخب الأول، دون أن يجدد عقده مع الفريق لموسم جديد، وظن البعض بأن الفريق سيكون طريقه سهلاً وممهداً للهبوط للدرجة الثانية، لكن الإدارة قلبت الأمور رأساً على عقب، وخطت خطوة أكدت من خلالها حسن رؤيتها الاحترافية، بعدما أكدت بالدليل القاطع أن سبب استغنائها عن أفضل اللاعبين الكبار يعود لإيمانها العميق بالعمل على فريق من اللاعبين صغار السن أغلبيتهم من أبناء النادي، وتهدف الإدارة من وراء هذه الخطوة بناء فريق للمستقبل يغنيها عن شر التعاقدات وما يعتريها من أمور وتفاصيل قد تضع النادي تحت وطأة الأعباء المالية الكبيرة.

خطوة بمكانها
وضعت الإدارة هدفاً أمامها، وبدأت تعمل عليه، وتمثلت أولى خطواتها بتجديد عقود لاعبي الفريق أمثال (إسحق عبيد، جورجي ناظريان، مهران نرسيس) لموسم جديد، إضافة لضم لاعب من فئة الناشئين للفريق (جورج نونو) كما ضمت لاعباً من فريق الشباب (كامل عبدالله)، ونجحت قبل أيام قليلة في تجديد عقد اللاعب المتألق وائل جليلاتي الذي ظهر الموسم الماضي مع الفريق بمستوى جيد، كما ضمت اللاعب ابن النادي كارل إيغو قادماً من نادي الجيش.

أقاويل وإشاعات
بدأ الشارع الرياضي السلوي بالحديث عن التغييرات التي طرأت على سلة الجلاء، وراح البعض يتساءل عن هوية المدرب الذي سيقود الفريق الموسم القادم، حيث غمز الكثيرون في إعادة الحديث مع المدرب هادي درويش ليقود الفريق مجدداً لكون التزامه مع المنتخب الأول لا يتعارض مع عمله مع الفريق، لأن بدء التصفيات الآسيوية التي سيخوضها المنتخب ستبدأ في شهر شباط القادم، والمنتخب سيتحضر قبل فترة شهر لا أكثر، ما يعني أن الدوري سيتوقف، وهذا سيسمح للدرويش بالعمل بأريحية مع المنتخب، فيما غمز آخرون بقناة مدرب جديد يتم التفاوض معه حالياً، ولم يكشف عن هويته بشكل رسمي لحين الانتهاء من المفاوضات المبدئية معه.

للسيدات نصيب
النتائج التي خرج بها فريق سيدات النادي الموسم الفائت بعد أن بلغ المربع الذهبي قبل أن يخسر أمام الثورة (بطل ثنائية الدوري والكأس)، لم ترق لطموح الإدارة الساعية لإعادة الفريق إلى الواجهة، والعودة لحصد الألقاب، وخاصة أن لقبي بطولتي الدوري والكأس غابا عن سلة الشهباء منذ سنوات، فقامت الإدارة بتجديد عقود جميع لاعبات الفريق، كما نجحت في ضم لاعبة نادي قاسيون عليا الياسين لصفوفها، وهي من اللاعبات المتميزات اللواتي سيقدمن للفريق الكثير الموسم القادم.

جاهزية
نجح محبو نادي الجلاء في إعادة ترميم صالة النادي على نفقتهم الخاصة بعدما عاث الإرهاب فيها الكثير، حيث باتت في جاهزية فنية عالية لاستقبال مباريات الدوري المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن