ثقافة وفن

«أحفاد عشتار» تعرض فيلمي «على سطح دمشق» و«نهري بحري» … د. أيسر ميداني: خلق رسالة تعزز انتصاراتنا وتوثق معاناتنا من الحرب الإرهابية الضروس

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

عاودت مؤسسة «أحفاد عشتار» نشاطاتها التي بدأتها قبل خمسة أعوام، وعرضت الفيلمين القصيرين «على سطح دمشق» و«نهري بحري» في سينما كندي دمشق، وهما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وتأليف سامر إسماعيل وإخراج المهند كلثوم.
وحضر الفيلمين عدد من المسؤولين والمهتمين بالفن السابع إضافة إلى البعض من أسرة هذين العملين.

الثقافة الوطنية
مؤسِسِة «أحفاد عشتار» د. أيسر ميداني رأت أن الهدف من هذا النشاط هو بث الثقافة الوطنية، لخلق رسالة تعزز انتصاراتنا من جهة وتوثق معاناتنا من هذه الحرب الإرهابية الضروس والشنيعة من جهة ثانية.
وبينت أن النقاش بعد العرض يهدف إلى تعميق الفهم لرسالة الفيلم والتفكير بواقعنا وكيفية التعاون لنبني البشر والفكر قبل الحجر.
وركزت على بناء جيل يحمل أخلاقيات اجتماعية، موضحة أن هذا الدور موكل للجميع دون استثناء.

ولاّدة بالعباقرة
وأبدت مديرة مدارس أبناء وبنات الشهداء شهيرة فلوح فخرها بالمهند كلثوم على اعتبار أنه درس في هذه المدارس التي خرّجت أيضاً أطباء ومهندسين والكثير من المبدعين في مختلف المجالات.
وأكدت أن الوظيفة الأولى تتلخص بنقل الأطفال من الحزن والألم إلى الأمل والتفاؤل والفرح، الأمر الذي يساعدهم فيما بعد بأن يكونوا مرتاحين، مشيرةً إلى أن سورية ولادة بالعباقرة.

قصص موثقة
عضو مجلس الشعب جانسيت قازان وصفت أسرة الفيلمين بالرائعة، مشيرة إلى أنهما يجسدان ويوثقان حالة معينة خلال تسع سنوات صعبة من الحرب، مثلها مثل الكثير من الحالات التي عشناها من فرح وحزن وألم، قصة كل أم شهيد وزوجة جريح وجريح يتنقل على الكرسي المتحرك، ولكل هؤلاء قصص يجب أن توثق للعالم أجمع.
وتمنت أن يتم إنتاج أفلام تدعو إلى المحبة والمسامحة والمصارحة، وأن يتم عرض هذه الأفلام عبر التلفزيون الذي يعتبر ضيفاً خفيف الظل على كل بيت، بهدف إعادة نسج فكر الشباب والأطفال الذين تعرضوا لأزمات نفسية كثيرة، ولتعزيز صمود جرحانا وجنودنا الأبطال.

سينما عالمية
العميد الركن عدنة خير بيك أكدت أنها شاهدت خلال الفيلمين سينما عالمية بكل تفاصيلها، بدءاً من حركة الكاميرا ومروراً باللقطات المصورة وانتهاءً بالإضاءة وأداء الممثلين، مشيرة إلى أنها شعرت بأحداث الفيلمين بعمق لدرجة أنها أحست بالخوف وكأنها ستقع من السطح في المشاهد الأخيرة من فيلم «على سطح دمشق».
وتمنت أن يتم الاستمرار بتقديم أفلام تحاكي وتوثق ما عاشته سورية من إرهاب عالمي، مثنية على ما قدمه المهند كلثوم الذي أخذنا من الألم إلى الأمل، في خطوة تعافي نحو المستقبل.

عودة الحب
وأبدى الطبيب بهجت عكروش إعجابه بما يقدمه المهند كلثوم كإنسان مبدع وصاحب عين إخراجية ثاقبة، كما أثنى على أداء الممثلة لارا بدري مشيراً إلى أنها كانت رائعة بتجسيد الشخصية وقد فوجئ بأن الفيلم شكل تجربتها التمثيلية الأولى. وأشاد بأداء الممثل حمادة سليم أيضاً وبقدرته على إيصال الفكرة رغم قصر المشاهد.
وشدد على فكرة أن يتم البدء بإنتاج أفلام تحمل حالة من الأمل والمستقبل وعودة الحب بين السوريين والتأكيد على عملية المصارحة والمصالحة والمصافحة والمسامحة.

أسرة الفيلمين
أثنى المخرج المهند كلثوم على عمل المؤسسة العامة للسينما وقال إنها الملاذ الوحيد لكل السينمائيين، وهو مكان نحبه ونحترمه لأنه يعطينا أوكسير الحياة، وخاصة أنه يثق بقدرات الشباب ويمنحهم فرصاً مهمة.
وأوضح أن فيلميه يقتربان من معاناة السوريين لأنهما أنتجا في أحلك سنوات الحرب على سورية، ليعرضا صوراً منها ومما خلفته من آثار نفسية ومشاعر وحالات مثلت قصصاً تحمل الألم والخوف والغرابة.
بدورها أكدت براءة زريق خريجة دراسات مسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية أنها كانت في الفيلمين مساعد مخرج في «على سطح دمشق» ومخرج منفذ في «نهري بحري»، وأضافت: عملتُ في الكثير من الأفلام، لكني في هذين الفيلمين وجدت نفسي أكثر ونلت فرصة أكبر لأختبر إمكانياتي بعد الثقة الكبيرة التي منحني إياها المخرج.
وكشفت الممثلة لارا بدري أنها حين شاركت في فيلم «على سطح دمشق» كانت تدرس في السنة الأولى من المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أربع سنوات، مطالبة بعدم الحكم على أدائها كثيراً لهذا السبب، وقالت: سررتُ كثيراً بأني خضت أول تجربة جدية لي عبر السينما، والمخرج منحني فرصة مهمة جداً رغم أنني كنت في بداياتي، وكنت خائفة بداية التصوير، لكن الخوف زال مع المعاملة الراقية من المخرج وكل أسرة الفيلم، وقد تعلمت من هذه التجربة التلقائية وعدم الارتباك أمام الكاميرا.
وتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها فأكدت أن دمشق كانت تعاني حينها سقوط القذائف الإرهابية، لكن في الوقت نفسه ساعدها الأمر على أن تعيش الحالة على حقيقتها لتشعر بالدور وتصدقه أكثر، وخاصة أنها والشخصية تتقاطعان من حيث أنهما طالبتان جامعيتان وراقصتا باليه.
ورأى الممثل حمادة سليم أن الفيلم الذي شارك فيه يحكي عن نفسه بشكل واضح وصريح، مثنياً على تجربته في فيلم «على سطح دمشق». علماً أنه كان مرشحاً لبطولة الفيلم الآخر لكن انشغاله بعمل آخر منعه من العمل.

عن الفيلمين
فيلم «على سطح دمشق» محاولة لقراءة المشهد السوري من خلال تجسيد قصة حب تبدأ على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاعر الحب الجميلة، لكن القصة التي تجسدها «ليليت» تُصدم بالواقع وتتخلى عن الواقع الافتراضي بتوقيت حساس وهو قضية القذائف التي أصابت المواطنين السوريين نتيجة أفعال قوة الظلام والتكفير.
ويمزج الفيلم بين الواقع والعالم الافتراضي من خلال علاقة حب تجمع شاباً وفتاة بهذا العالم الذي يجسد جزء من المعاناة السورية، ويجسد هواجس السوريين وآلامهم ويلخص ما يحصل في سورية خلال سنوات الحرب الإرهابية عليها.
والفيلم من بطولة لينا حوارنة ووسيم قزق ولارا بدري وعامر العلي وهنوف خربوطلي ويامن سليمان وحمادة سليم.
وحصد الفيلم جوائز هي: جائزة المهرجان الدولي للفيلم القصير في موريتانيا، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن المهرجان السينمائي الدولي لحقوق المرأة بالدار البيضاء، والجائزة الكبرى ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان النور السينمائي الدولي بالدار البيضاء أيضاً، وجائزة أفضل سيناريو ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الاحترافية في مهرجان تطاوين الدولي لسينما الحب والسلام في مدينة تطوان المغربية، وجائزة أفضل تصوير في مهرجان إيراتو السينمائي الدولي لحقوق الإنسان بليبيا، وجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان السينما الدولي للسينما ضد الإرهاب في أربيل، والجائزة البرونزية في المهرجان المغاربي الدولي في تونس، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن المسابقة الرسمية في المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون في لبنان.
أما فيلم «نهري بحري» فتدور قصته حول علاقة حب قوية بين عاشقين يعانيان من وطأة الظروف التي أفرزتها الحرب على سورية ولكن هذه العلاقة تأخذ منحى آخر فيتغير مصيرهما.
ويعتبر الفيلم بمثابة شراع من قمصان كل الذين رحلوا وطوى المجهول صرخاتهم وهم يبحثون عن بر آمن حيث الحب آخر الأشرعة الممكنة.
والفيلم من بطولة عبد المنعم عمايري​ وسهير صالح ومريم علي والطفلة ساندي جنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن