سورية

حرب باردة بين «النصرة» و«حراس الدين».. واشتباكات بين ميليشيات كردية وحلفاء أردوغان … شهر على وقف إطلاق النار شمالاً.. الجيش يواصل التزامه والإرهابيون يصعدون الخروقات

| حماة - محمد أحمد خبازي - حمص - نبال إبراهيم - دمشق – الوطن – وكالات

رغم مواصلة الجيش العربي السوري التزامه بوقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد والذي مضى يوم أمس على سريانه شهرا كاملا، واقتصار تحركه على الرد على خروقات الإرهابيين، إلا أن هؤلاء الإرهابيين واصلوا خروقاتهم وتصعيدها ومنع الأهالي من الوصول إلى معبر أبو الضهور للهروب إلى مناطق سيطرة الدولة.
وأفاد مراسل «الوطن» في حماة، بأن مجموعات إرهابية ترفع شارات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، اعتدت صباح أمس، بعدة قذائف صاروخية على نقاط للجيش بمنطقة الحردانة بريف حماة الغربي وعلى محور تل جعفر بريف إدلب الجنوبي، فسقطت بعيدة عنها، ولم تصب أيَّاً من عناصر حاميتها بأذى.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة في ريفي حماة وإدلب ردَّت على هذه الاعتداءات وقصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع ونقاطاً للإرهابيين في عدة محاور بقطاع ريف حماة الغربي من منطقة «خفض التصعيد» التي يتخذ منها الإرهابيون منصة لاعتداءاتهم على نقاط الجيش، وحققت فيها إصابات مباشرة.
وأشار المصدر إلى أن الجيش دك بمدفعيته الثقيلة مواقع ونقاطاً للإرهابيين في قطاع ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي من المنطقة المذكورة، وتحديداً في قريتي أبو حبة والرفة ومحيط القراطي وأريبنة والنقير ومعرة حرمة وكفر سجنة والشيخ مصطفى والتح وتحتايا وأم جلال والكتيبة المهجورة، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم وتدمير عتادهم الحربي.
ويوم أمس صادف مرور ٣٠ يوماً على وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الجيش العربي السوري في «منطقة خفض التصعيد» في شمال غرب البلاد من جانب واحد وواصل الالتزام محتفظاً بحق الرد.
ولم تلتزم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بوقف إطلاق النار منذ إعلانه، ووصلت الاعتداءات على نقاط الجيش والمناطق الآمنة، وهو الأمر الذي كان ولا يزال الجيش يرده عليه ومنع الإرهابيين من تغيير خريطة السيطرة في المنطقة.
وأوضح المصدر الميداني في تصريحه لـ«الوطن»، أن تنظيم «النصرة» لمَّا يزلْ يمنع الأهالي الراغبين بمغادرة مناطقها إلى مناطق الدولة الآمنة حتى اليوم، لافتاً إلى أن التنظيم اعتقل أمس العديد من الشبان بريف إدلب لخروجهم بمظاهرات ضده ومطالبته بالانسحاب من قراهم لاستمراره بمنعهم من بلوغ المعبر ومغادرة مناطق سيطرة التنظيم الذي يفرض فيها عليهم إجراءات مشددة وأسعاراً مرتفعة جداً للمواد الغذائية التي يحتاجونها لحياتهم اليومية.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، الذي يتخذ من لندن مقرا له أن أحد الحواجز التابعة لمسلحي «النصرة» قام باعتقال ثلاثة من مسلحي تنظيم «حراس الدين» الإرهابي، ما أدى لاندلاع «حرب باردة» بين التنظيمين عبر بيان أصدره قيادي في «حراس الدين».
وفي سياق متصل، أشار «المرصد» إلى مقتل مسلح من ميليشيا «فيلق المجد» الموالية للنظام التركي جراء اشتباك مسلح جرى بينه وبين مجموعة مسلحة تنتمي إلى ميليشيا «فيلق الشام» الموالية أيضاً للنظام التركي وذلك بالقرب من بلدة ميدانكي بريف مدينة عفرين المحتلة من قبل النظام التركي.
كما لفت «المرصد» إلى وقوع اشتباكات بين الميليشيات الكردية الانفصالية من جهة، والميليشيات المسلحة المدعومة من النظام التركي من جانب آخر، وذلك في مناطق أم جلود شمال غرب منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وإلى بادية حمص الشرقية، حيث بيّن مصدر عسكري في غرفة عمليات الريف الشرقي للمحافظة لـ«الوطن» أن وحدة مشتركة من الجيش والقوات الرديفة خاضت أمس، اشتباكات متقطعة مع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في محيط المحطة الثانية ومنطقة حميمة في أقصى بادية حمص الشرقية، وسط قصف مدفعي نفذه الجيش على نقاط انتشار مسلحي التنظيم على امتداد خط الاشتباك، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين وتدمير دراجتين ناريتين بمن كانت تقلهم.
وبالترافق مع تلك الاشتباكات شن الطيران الحربي في سلاح الجو السوري عدة غارات جوية استهدف خلالها مواقع وتحركات للتنظيم على امتداد محيط باديتي تدمر والسخنة وصولاً إلى المنطقة الواقعة على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور في أقصى ريف حمص الشرقي، ما أدى لإيقاع إصابات محققة في صفوف التنظيم وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن