ثقافة وفن

حقل تجربــة

| د. اسكندر لوقــا

البداية في حياة الإنسان سؤال، كذلك هي النهاية: لماذا؟ ومن أين؟ وإلى أين؟ الحياة كلها في إطار هذا السؤال وذاك تبدو عبثاً والأصح عبئاً على المعرفة: ودائما يبقى السؤال على ما هو عليه معلقاً في المخيّلة كما الأمنية التي تخفي وراءها أملاً.
إن اهتمامات الإنسان العادي ربما لا تلامس أي جانب من جوانب هذه المسألة لأن الحياة في تقديره مجرد بداية ونهاية، كبدايات أي من المخلوقات غير العاقلة ونهاياتها، كبداية النبتة التي تشق التراب وتعلو باتجاه السماء ثم تذبل وتموت.
هذه النظرة لا تعني إقصاء المعادلة عن إطار المعرفة، عن دوامة الأسئلة التي تتعرض لها لأن طريق المعرفة طويلة، ومع كل خطوة على الدرب ثمة المزيد من معاناة البحث عن: أين هو المسار الذي يؤدي إلى نهاية الدرب وصولاً إلى الحقيقة التي تؤرق الإنسان عبء السؤال: لماذا ومن أين وإلى أين رغم وضوح أبعادها لدى أغلبية الناس؟
ومن هنا القول بأن ليس ما يعطي الحياة معنى سوى البحث عن الجواب. وليس شرطاً أن يجهد الباحث عما هو مختبئ وراء الواقع الملموس أو يضيع خلف الغيبيات ذلك لأن ثمة ما هو أقل عبئاً على كاهل الإنسان من الحقائق الكبرى الأشد عبئاً عليه والأكثر إحراجاً وإثارة للأسئلة في عقله، ومنها كيف نزرع الفرحة في عين طفل؟ ولماذا يحتقر الإنسان أخاه في الإنسانية بسبب العرق أو اللون أو الدين؟
وثمة أسئلة لا تعد ولا تحصى تجعل من الحياة حقلاً للتجربة على مدى العمر، كما المعرفة بأبعادها من نقطة البداية إلى نهايتها كفرضيّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن