رياضة

كرة الفتوة.. وجع مدينة طال علاجه.. والشفاء بيد الأبناء … شللية في الخفاء وجاهزية ضعيفة والمستقبل في علم الغيب

| شادي علوش

مفترق طرق حاسم وممر قاس مجبورة كرة الفتوة أن تمر به بعد النتائج الهزيلة التي حققها رجال الفريق الكروي في دورة الانتصار وما أعقبها من إقالة مدرب الفريق همام حمزاوي وتفكير الإدارة بالاستغناء عن عدد من اللاعبين الذين لم يثبتوا وجودهم، في الوقت الذي يعيش فيه الشارع الرياضي الديري حالة غليان مما وصلت إليه الأمور داخل النادي متبوعاً بقلق شديد من احتمالية عدم الثبات في الدوري الممتاز وتكرار حكاية الوجع بالعودة لدوري المظاليم.
بعد تحقيق إنجاز العودة للدوري الممتاز واستقالة مدرب الفريق أحمد عزام إثر الخروج من ربع نهائي الكأس على يد النواعير قدمت إدارة محمد المشعلي استقالتها ليدخل النادي مرحلة سبات إداري وفني طال أمده ليتدخل أخيراً فرع رياضة الدير وبعد مخاض عسير معلناً تشكيل إدارة جديدة للنادي برئاسة الرائد بسام العرسان.
وسرعان ما لوحظ عدم الانسجام في التشكيلة الإدارية الوليدة وهذا ما يفسره ابتعاد ثلاثة من الأعضاء عن الحضور والمشاركة في اتخاذ القرار وهم: مهند السالم ونصر حميدي وخالد الحميد مع ظهور نسبي للعضو جهاد ديواني وبالتالي حمل عبء العمل كاملاً عضوان هما نائب رئيس النادي صالح العاني والزميل محمد العرسان وبحضور الدعم المالي من رئيس النادي الذي قدم ما عليه لتبدأ مسيرة العمل المتعبة.

اعتذار أنور.. وهمام حل إسعافي
فور تشكيل الإدارة تم الاتفاق مع الخبير أنور عبد القادر لقيادة الدفة الفنية ولكن هذا الاتفاق لم يعمر طويلاً واعتذر أنور عن متابعة العمل قبل قيادة أي حصة تدريبية للفريق الأول.. إدارة النادي بررت الموقف آنذاك بعدم قبول المدرب لمبدأ العودة للعب في دير الزور «حال جهوزية الملعب» في حين كان رأي المدرب هو عدم قبول المهمة في ظل عدم القدرة على توقيع العقود مع اللاعبين الذين طلبهم لعدم توافر المال ورفضه قيادة أي تدريب ما لم تكن جميع العقود موقعة.
بعد اعتذار أنور تم الاتصال بشكل مباشر بالمدرب همام حمزاوي الذي حضر على الفور وقاد التدريبات الأولية للفريق بمن حضر من اللاعبين على أن يتم توقيع العقود على مراحل.. هذا الكلام تزامن مع تقديم رئيس النادي للكتلة المالية الأولى وسفر أعضاء الإدارة إلى دير الزور لتحصيل دعم مادي عادوا بأقل من نصف المتوقع منه في الوقت الذي عزف فيه بعض ميسوري الدير عن تقديم الدعم لأسباب مختلفة.

استقطاب الأبناء
في بداية عملها نجحت إدارة النادي باستقطاب عدد من أبناء النادي وأولهم كان المهاجم علي رمضان تلاه المدافع محمد هزاع ثم الرباعي عبد المجيد العبد اللـه وصبحي تحسين وعلي بعاج وسليمان ابراهيم ومعهم وسيم بوارشي وأحمد القاسم اللذان جددا لموسم آخر مع الفريق.
المرحلة الثانية تزامنت مع بداية العملية التحضيرية الفعلية وفيها بدأت الإدارة مفاوضاتها الجادة لإعادة عدد من أبناء النادي وفيما أخفق الاتفاق مع المهاجم محمد العبادي الذي وقّع للطليعة نجحت المساعي وتدخل بعض المحبين من أبناء النادي المقيمين في الخارج وأبرزهم الحارس السابق باسم ثلاج في التوصل لاتفاق مع المدافعين هاني نوارة وعبد الكريم فتيح ومن بعدهما محمد كنيص الذي فسخ تعاقده مع النواعير والحارس فاتح العمر عائداً من جبلة.

مصائب قوم
ثلاث من أنجح الصفقات قامت بها الإدارة في وقت قياسي استغلالاً لظروف اللاعبين مع أنديتهم فنجحت وعلى جناح السرعة بضم لاعبي الوسط حازم جبارة قادماً من حطين وربيع سرور من الوحدة والمهاجم أحمد كلزي من الاتحاد مع التعاقد مع المهاجم نصر محيميد قادماً من الكويت وعلي علاوي عائداً إلى الملاعب بعد غياب ليس بالقصير وتجديد عقد المدافعين شمس الدخيل وميسرة العرسان والحارس شاكر الرزج ومعه عمار المستت وأخيراً لاعب الوسط سليمان السليمان والذي كان عقده هدية للنادي من رابطة الداعمين التي شكلتها الإدارة للمساعدة المادية، مع ملاحظة أن الفتيح والكنيص وسليمان عادوا إلى الفريق بعد أن كانوا قد انضموا للنواعير الحموي وفسخوا عقودهم تباعاً.
كل هذا حدث بتوصية من الحمزاوي الذي وللأمانة كان مساهماً رئيسياً حتى بالضمانات المالية في حين أخفق في ضم المهاجم أسعد الخضر رغم التوصل لاتفاق نهائي مع الإدارة حول العقد.. أما لاعبو الموسم الماضي وأبرزهم باسل حسكيرو وعادل عبد اللـه ومحمد عدره فلم يتم التجديد لهم لأسباب فنية ومالية.. فيما كان قصب سبق الرحيل للاعب واصل الحسين إلى الكرامة تلاه مصعب الرحباوي ومحمود حسان وغفور مداد وعبد الرحمن بري ويزن الأعسر وأخيراً علي الهلامي إلى الجار اليقظة، ورغم التزامه التام بتدريبات الفريق ومشاركته في المباريات التحضيرية إلا أن عدم التوصل لاتفاق مالي معه جعله يعزف عن السفر إلى اللاذقية للمشاركة بدورة الانتصار بانتظار ما ستسفر عنه الجلسة القادمة له مع إدارة النادي، وحديثنا هنا هو عن قائد الفريق زين الفندي.

الفراس مشرف ومدرب الحراس غائب
قبل أيام أعلنت إدارة النادي تسمية الخبير عبد الفتاح فراس مشرفاً على فريق الرجال وباشر الرجل مهامه قبل اعتذاره لاحقاً عن السفر مع البعثة المتجهة إلى اللاذقية لعدم قناعته بالمشاركة بالدورة بسبب ما قاله إن الفريق غير جاهز، بينما بقي مدرب الحراس غائباً لعدم التوصل مع بعض الأسماء لاتفاق لشغل هذا المنصب وأبرزهم نافع عبد القادر وعرفات الشاهر وماهر الفرج.

وديات
قبل دورة الانتصار لعب الفريق أربع مباريات أمام المجد والشرطة وانتهتا بالتعادل 1/1 وأمام النضال فاز فيها الفتوة 5/1 وأمام الوثبة وخسرها 0/4 ثم جاءت الدورة التي كشفت الكثير من العيوب البدنية والفنية وكانت الخسارتان أمام تشرين 1/3 وأمام التضامن 0/1 كافية لإقالة الجهاز الفني وتكليف مساعد المدرب أحمد جلاد بقيادة الفريق في مباراة الشرطة يوم أمس ريثما يتم التعاقد مع مدرب جديد.

المدرب الجديد
عدة خيارات وضعت على طاولة الإدارة أبرزها عودة أنور عبد القادر أو أحمد عزام، وما وراء الاسمين المذكورين وضعت أسماء أخرى مثل: إسماعيل السهو وأحمد الشعار ومحمد شديد وبشار سرور بانتظار ما ستعلن عنه الإدارة بعد العودة من اللاذقية والمفترضة صبيحة اليوم الثلاثاء.

أخيراً
هكذا كانت مسيرة أزرق الدير خلال الأشهر الماضية وهكذا يستمر وجع النادي وحالة عدم استقراره والتي لا يتحمل مسؤوليتها أحد بشكل كامل لأنها حالة مزمنة مع استثناءات قليلة كانت تحدث على سبيل مرة كل عشرة أعوام وهذا ما يفسر حال التخبط الذي عاشه النادي وأبعده عن منصات التتويج التي احتكرها يوماً ما، وإذا قلنا لا أحد بمفرده يتحمل المسؤولية كاملة فإنها وبذات الوقت مسؤولية الجميع حتى من هم خارج العمل حالياً ومعهم أيضاً قيادات المدينة الرسمية وفعالياتها الشعبية وهذا ما عبّرت عنه جماهير النادي في كل المناسبات حتى باتت القناعة متولدة تماماً أن النادي سيبقى موجوعا ما لم يتم الشفاء بالتوافق بين أبنائه أولاً وما لم يعد لدياره التي هجرها منذ ثماني سنوات ثانياً وأخيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن