شكر البابا على وساطته لإصلاح العلاقات مع واشنطن…راؤول كاسترو في زيارة تاريخية إلى الفاتيكان
شكر الرئيس الكوبي راوول كاسترو، في أول زيارة له إلى الفاتيكان، أمس الأحد البابا فرنسيس على وساطته لإصلاح العلاقات بين واشنطن وهافانا وذلك خلال لقاء استمر ساعة من الوقت بينهما.
وقام الفاتيكان والبابا فرنسيس تحديداً بدور مهم في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة في كانون الأول الماضي، بعد نحو 50 عاماً من التوترات. وبعد اللقاء ظهر الرجلان معاً لحوالى دقيقة من الوقت ليتبادلا الابتسامات والأحاديث قبل أن ينفصلا.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي: إن الرئيس الكوبي التقى البابا فرنسيس ساعة من الوقت و«شكره على وساطته بين كوبا والولايات المتحدة»، وأوضح أن هذا اللقاء «الودي» والطويل نسبياً كان فرصة لبحث زيارة البابا إلى كوبا في أيلول المقبل قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة.
وتبادل كاسترو والبابا فرنسيس الهدايا، إذ قدم الحبر الأعظم للرئيس الكوبي ميدالية للقديس مارتين التوروزي، الضابط المعروف عنه في التاريخ المسيحي بأنه قسم معطفه إلى نصفين ليعطي جزءاً منه إلى أحد المتسولين. وقال البابا: «علينا أن نلبس الفقراء ونرتقي بهم»، كذلك أهدى البابا الرئيس الكوبي نسخة عن الإرشاد الرسولي الخاص به «إنجيل الفرح»، حسب لومباردي.
ومن جهته قدم كاسترو للبابا لوحة للفنان الكوبي الكسيس ليفا مشادو والمستوحاة من الهجرة غير الشرعية إلى جزيرة لامبيدوزا. وتمثل اللوحة صليباً من السفن الغارقة في البحر، وفق ما شرح لومباردي.
ووصل البابا فرنسيس من مسكنه عند الساعة 07.20 تغ لينتظر كاسترو في غرفة صغيرة مجاورة لقاعة بول السادس حيث تعقد اللقاءات الكبيرة في الفاتيكان. وبعد عشر دقائق، وصل كاسترو، يرافقه وزير خارجيته برونو رودريغيز باريلا، في سيارة ترفع العلم الكوبي على حين وقف العشرات من الحراس السويسريين أمام المبنى. وبعد اللقاء غادر راوول كاسترو الفاتيكان للقاء رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي في وسط روما.
وكان شقيقه، الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو زار الفاتيكان في العام 1996 للقاء البابا يوحنا بولس الثاني، ممهداً بذلك الطريق أمام زيارة البابا البولندي إلى كوبا بعد عامين.
ومن جانبه قال عالم اللاهوت الأميركي ميغيل دياز السفير السابق إلى الفاتيكان، لوكالة الأنباء الايطالية: إن البابا فرنسيس «سيكرر طبعاً» ما قاله يوحنا بولس الثاني بأن يطلب «من كوبا حالياً أن تعزز دورها في الاقتصاد العالمي وفي العلاقات الخارجية».
وبزيارة البابا فرنسيس المقبلة تكون كوبا استضافت ثلاثة بابوات خلال أقل من 20 عاماً، إذ إن البابا السابق بنديكتوس السادس زارها في العام 2012، حيث التقى مطولاً بفيديل كاسترو.
وتعتبر الوساطة بين كوبا والولايات المتحدة نجاحاً للدبلوماسية المتكتمة التي يعتمدها الفاتيكان. ومن شأن ذلك أن يترك أثراً كبيراً في أميركا اللاتينية، وأغلبيتها من الكاثوليك التي يتحدر منها للمرة الأولى البابا.
(أ ف ب- رويترز)