قضايا وآراء

أميركا وداعش وخسارة معركة معبر البوكمال

| وسام جديد

إنجاز في غاية الأهمية تحقق يوم أمس بإعادة افتتاح المعبر الحدودي بين سورية والعراق «البوكمال القائم» على الرغم من حملة الشائعات الممنهجة التي ساقها ناشطو التنسيقيات على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى بعض وسائل الإعلام المعادية والتي طالت الحالة الأمنية في البادية السورية.
من جملة الشائعات التي انتشرت قبل ساعات فقط من إعادة افتتاح المعبر «هجوم تنظيم داعش الإرهابي على مدينة السخنة في البادية السورية والسيطرة عليها» بالإضافة لشائعات «قطع طريق دمشق دير الزور بعد هجوم لداعش» و«محاصرة مجموعة من القوات الروسية بالقرب من تدمر».
والملاحظ في حجم هذه الإشاعات أنها كانت تركز على إظهار الأمر وكأنه انهيار عسكري كبير في البادية، على الرغم من أن جميع المتابعين يدرك تماماً أن تنظيم «داعش» انهار فعلاً في سورية والعراق ومن تبقى هم فلول ومجموعة خلايا منتشرة خاصة بالقرب من منطقة الـ55، من دون نقاط واضحة لهم ما يجعلهم غير قادرين على القيام بهجمات عسكرية كبيرة إنما خلق بعض الأحداث هنا وهناك التي يمكن وصفها بالأمنية من دون أن يغير ذلك في خريطة السيطرة.
الربط بين إعادة فتح معبر «البوكمال– القائم» وهذه الشائعات تشير إلى محاولة أميركية «قديمة جديدة» بمنع أي تواصل بري بين سورية والعراق حتى لو دفع ذلك الولايات المتحدة الأميركية لإعادة خلق «داعش» في المنطقة وتعزيز قوته بدعم جديد لخلق بيئة غير آمنة تعوق عمل هذا المعبر.
الرغبة الأميركية تمثلت «بشكل مبطن» في إعلان وزارة الدفاع الأميركية في آب الماضي بأن تنظيم داعش المتطرف «يعاود الظهور في سورية و«يعزز قدراته» في العراق وذلك في تقرير تحدث عن أن التنظيم استطاع «توحيد ودعم عمليات» في كلا البلدين.
الخداع الأميركي المستمر لا ينطلي على أحد، حيث نعلم جيداً أن خلايا «داعش» المتبقية تتخذ من المنطقة الـ55 كم مظلة حماية لها تبعدها «نوعاً ما» عن عمليات المتابعة الدقيقة للقوات السورية وحتى للطيران الحربي السوري والروسي في ظل احتلال أميركي للمنطقة ودعم لوجستي مستمر للتنظيم الإرهابي.
هذه الحماية تدخل في آلية أميركية كانت تهدف إلى توزيع الحدود السورية العراقية على 3 كتل معادية تمنع أي تواصل بري سوري عراقي، «الكتلة الأولى هي قسم شمالي من الحدود تحت سيطرة تنظيمات إرهابية كردية ومن ضمنها معبر «اليعربية ربيعة»، الكتلة الثانية هي منطقة الـ55 كم ومن ضمنها معبر «التنف الوليد» التي تحتلها الولايات المتحدة الأميركية، وتبقى الكتلة الثالثة ومن ضمنها معبر «البوكمال القائم» برعاية «داعش» لكن الجيش العربي السوري تمكن من كسرها ودخولها وتحريرها.
يذكر أن معبر «البوكمال القائم» تحرر من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي في شهر تشرين الثاني عام 2017 وتأجل إعادة افتتاحه عدة مرات بسبب عدم الانتهاء من تأهيله، مع محاولات أميركية دائمة لمنع هذا التواصل البري الإستراتيجي بين البلدين، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل وخسرت الولايات المتحدة الأميركية معركتها هناك عندما تابعنا وبشكل مباشر عبر الفضائيات لحظة إعلان إعادة فتح المعبر وبدء الحركة عبره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن