قضايا وآراء

معبر «البوكمال القائم» إلى الحياة مجدداً

| ميسون يوسف

بقرار سوري عراقي مشترك فتح معبر «البوكمال القائم» أمام حركة الأشخاص والبضائع والسلع بين البلدين في عمل سيكون له من التداعيات الكثير الكثير من طبيعة سياسية واقتصادية والأهم فيها من طبيعة إستراتيجية تتضح أكثر إذا عدنا بالذاكرة لعدة سنوات خلت يوم اتخذ قرار العدوان بعزل سورية عن محيطها وإقفال ما يربطها بهذا المحيط من معابر.
ففي معرض تمدد الإرهاب وإفساده للأمن والسلامة في سورية والعراق، تمكنت العصابات الإرهابية المسماة «داعش» من السيطرة على المناطق الحدودية السورية والعراقية ما أدى إلى إغلاق المعابر الثلاثة التي تشكل جسور الاتصال بين البلدين الشقيقين وحلقات الوصل المتعدد الوجوه بين سورية والعراق والشرايين التي تضخ فيها مستلزمات العلاقات الطبيعية بينهما تحت عنوان التبادل التجاري الاقتصادي والسياحي والخدماتي وفوق ذلك العلاقات السياسية بين دولتين شقيقتين.
أقفل معبر «البوكمال القائم» في عام 2015 بعد أن سبقه إلى الإقفال معبر «التنف الوليد» في القسم الجنوبي من الحدود مع العراق ومعبر «اليعربية ربيعة» في قسمها الشمالي منها، وقد توخت قيادة معسكر العدوان من هذا الإقفال على يد العصابات الإرهابية أن تخنق سورية تنفيذاً لسلسلة ما اتخذته من تدابير إجرامية كيدية سمتها عقوبات على سورية، وشاءت أن تقطع التواصل بين مكونات محور المقاومة في الشرق أي إيران ومكوناته في الغرب أي المقاومة في لبنان، كما رسم خطوط الفصل التي يلجا إليها من أجل تنفيذ خطة تفتيت المنطقة عامة وسورية بشكل خاص.
لقد شكل إغلاق المعابر بين سورية وجيرانها جزءاً مهماً من خطة معسكر العدوان على سورية، من هنا تكمن أهمية فتح الطريق من سورية إلى العراق وبالعكس، أهمية لا تنحصر في عنوان واحد من عناوين العلاقة بين البلدين، أو نتائج ذلك على جبهة مقاومة العدوان.
وقد رأى خبراء إستراتيجيون أن فتح معبر القائم هو «انتصار إستراتيجي كبير للعراق وسورية ومحور المقاومة وعمل يؤكد إخفاق إستراتيجية أعداء العرب والمقاومة وكل المنطقة وهزيمة لأصحاب المشروع الصهيوأميركي العاملين بنظرية التفتيت وقطع التواصل وإذكاء العداء بين دول المنطقة وشعوبها وأديانها».
ومن الناحية الاقتصادية فإن هذا المعبر سيفتح أسواق١٦٠ مليوناً من سكان المنطقة ويسقط خطة حصار سورية وعزلها عن عمقها العربي ويقزم مفاعيل العقوبات الأميركية على محور المقاومة» وعلى الصعيد الإستراتيجي السياسي سيهزُّ فتح المعبر خطة أصحاب الحرب البديلة في تجزئة وتفتيت المنطقة.
باختصار سيؤرخ لفتح المعبر على أساس أنه يوم انتصار من انتصارات سورية وحلفائها في مواجهة العدوان عليها انتصار جاء ثمرة مباشرة وأكيدة لتضحيات الجيش العربي السوري وحلفائه في مواجهتهم للعدوان على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن