رياضة

منتخبنا الشاب تعادل أمام لبنان وضاع مع المالديف … حلم التأهل ضاع ومدربونا للتسويق والاستعراض

| نورس النجار

يعتقد الكثير من المراقبين أن منتخبنا الوطني للشباب لكرة القدم فقد فرصة التأهل إلى النهائيات الآسيوية بعد تعادله مع لبنان 1/1 ورغم فوزه على جزر المالديف أول أمس الجمعة بصعوبة بالغة 3/2.
والسبب في هذا التشاؤم أن لقاء منتخبنا الأخير في التصفيات اليوم سيكون مع البلد المضيف الذي ظهر في هذه البطولة في وادٍ وباقي الفرق في وادٍ آخر.
ويلزم منتخبنا للتأهل أن يكون على رأس المجموعة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الفوز على صاحب الأرض والجمهور، فهل هو قادر على قلب الطاولة، وتحقيق هذا الفوز الذي سنعتبره إن تحقق بمنزلة الإنجاز؟
وهذا ما نتمناه بالفعل ونأمل أن يتحقق بعزيمة صادقة وإرادة من حديد، واحتمالات التأهل انحصرت بين منتخبنا ومنتخب طاجكستان على مقعد أو مقعدي التأهل، فلبنان خرجت من الحسابات بالخسارة أما طاجكستان، وبات رصيدها نقطة واحدة، وسيرتفع إلى أربع نقاط إن فازت على المالديف اليوم كما هو متوقع، وهذا الرصيد من النقاط غير كاف للتأهل، وبطبيعة الحال فإن المالديف كانت (تمريناً جدياً) لكل المنتخبات ومبارياتها كانت تحصيل حاصل في المجموعة.
لذلك فإن المنافسة صارت محتدمة بين منتخبنا ومنتخب طاجكستان على التأهل، وحظوظنا فيها جيدة ووافرة إن حققنا الفوز ووقتها سيصبح رصيد منتخبنا سبع نقاط في الصدارة ويتأهل مباشرة إلى النهائيات، ويتوقف رصيد الدولة المضيفة عند النقاط الست وعليها أن تنتظر نتائج بقية التصفيات للتأهل من بوابة أفضل فريق جاء بالمركز الثاني الذي سيتأهل منه أربعة فرق من جميع التصفيات مع العلم أن مباريات المجموعات المتبقية ستجرى في الشهر القادم.
في حال التعادل فإن طاجكستان ستتأهل مباشرة لأنها ستتصدر المجموعة بسبع نقاط وسيتوقف رصيد منتخبنا عند النقطة الخامسة، وهذا الرصيد لا يشفع لنا بالتأهل من بوابة أفضل منتخب جاء بالمركز الثاني، ولكنه يبقى احتمالاً قائماً وإن كان ضعيفاً.
في حال الخسارة (لا سمح الله) فهذا يعني الخروج المبكر من التصفيات دون انتظار بقية النتائج والحلول بالمركز الثالث إن فازت لبنان على المالديف بفارق هدفين أو خسرنا بفارق هدفين إن فازت لبنان بفارق هدف واحد.

ملاحظات عديدة
بكل الاحتمالات التي ذكرناها سواء تأهل المنتخب أم أخفق في التأهل، فإن المنتخب كأداء لم يرض طموح عشاق كرتنا ولم يقدم نفسه كمنتخب جاهز ليكون الرديف المناسب لكرتنا المستقبلية.
ونحن لا ننكر أن منتخبنا يضم العناصر الجديدة والمواهب الواعدة، وفيه خامات تحتاج للصقل، لكنه لم يقدم الكرة التي كنا ننتظرها والأسباب فنية وبدنية أولاً وأخيراً.
الملاحظة الأولى على المنتخب تتمثل بغياب الأداء الجماعي المنظم على حساب الأداء الفردي، وهذا كله يفسر أسباب ضياع الفرص السهلة الكثيرة، وتجلى ذلك بلقاءي لبنان والمالديف، فعندما ارتقى منتخبنا مع لبنان بأدائه في الشوط الأول أضاع من الفرص السهلة ما كان كافياً لو استثمر لاعبونا نصفها لحسموا أمر المباراة في الشوط الأول بشكل مريح، غياب الجماعية وظهور الأنانية يدلان على مشكلة فنية يتحملها المدرب أولاً وأخيراً، أما مع المالديف فكان فريقنا ضائعاً وفاز على حساب ضعف الفريق الآخر وقلة خبرته وتقييمه في المباراة دون المقبول، والفلتان الدفاعي الذي ظهر عليه مع لبنان تأكد مع المالديف قليلي الخبرة فاخترقوا شباكنا مرتين وأضاعوا المزيد.
الملاحظة الثانية نجدها في هبوط أداء الفريق فنياً وبدنياً في الشوط الثاني وهذه الملاحظة ليست جديدة، بل هي قديمة وباتت سمة الفريق، وسبق (للوطن) أن أشارت إلى هذه العلة في المقالات السابقة وخصوصاً عند مشاركة الفريق بدورة الولاء والوفاء الذي نظمها نادي تشرين قبل شهر وقد وجدنا كيف يهبط أداء المنتخب في الشوط الثاني ولهذا السبب خسر مبارياته الثلاث في الدورة متذيلاً مجموعته.
وفي مبررات القائمين على المنتخب وقتها قالوا: إنهم يلاعبون فرق رجال محترفة فغضضنا النظر قليلاً، لنرى جدوى إصلاح الأخطاء التي حدثت في المنتخب الذي سافر بعدها إلى روسيا وغابت أخبارهم تماماً ولم يصرحوا إلا بنتيجة مباراة واحدة خسرها المنتخب صفر/3 أمام روستوف وبرروا أن الفريق الذي قابلوه قوي جداً لكن لم نجد بلقاء لبنان ما يوحي أن المنتخب أصلح الأخطاء، فلياقة المنتخب التي هبطت في الشوط الثاني دلّت على أن الفريق مكانك سر، ولم يتقدم أي خطوة.
هذه الملاحظة نقف أمامها مطولاً، فالحضور البدني القوي هو من أساسيات تحضير المنتخب ومكانه في المراحل الأولى من التحضير.
لذلك لم نذهب لنتحدث عن باقي الملاحظات الفنية أمام هذا التحضير الضعيف، مع العلم أن المنتخب أتيحت له من المباريات والمعسكرات ما لم يتح لأي منتخب آخر منذ تأسيس اتحادنا الكروي.
فالحجة بعدم توافر فرص التحضير والاستعداد الجيد مرفوضة، والمشــكلة عنــد الكــادر الفني للفريق.

القراءة الخاطئة
مدربنا (على ما يبدو) غير قادر على قراءة المباراة بشكل صحيح لأن المنتخب دائم التعثر في الشوط الثاني وغير قادر على الحفاظ على تقدمه والأمثلة كثيرة.
وعند سؤالنا عن المدرب من المقربين حوله قالوا لنا: إن المدرب يملك فكراً تدريبياً متطوراً، لكننا لم نلمس هذا الأمر على أرض الواقع، وعلى ما يبدو أن هذا الفكر لم يبلغ حد النضوج.
ونسأل هنا من اختاره لتدريب المنتخب؟ وما السيرة الذاتية لهذا المدرب؟
ما نعرفه أنه جاء بطائرة عاجلة من الإمارات، وبحثنا عن سيرته الذاتية فلم نجد أنه درب أي فريق باستثناء فريق الجالية السورية.
لذلك نقول: أعيدوا النظر بمدربي القواعد، فما حدث مع منتخب الناشئين يتكرر مع منتخب الشباب، فهل وضعت منتخبات القواعد لتسويق المدربين؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن