رياضة

كرة الاتحاد بين الواقع والأمنيات تحت قيادة اليعقوبي

| حلب – فارس نجيب آغا

تعلم جماهير الاتحاد تماماً أن تأجيل انطلاق بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم جاء من صالح ناديها الذي لم يعد فريقه بالشكل الأمثل لأسباب عديدة، لكن يبرز في مقدمتها التأخر بإتمام عملية التعاقد مع مدرب يقود الفريق حتى استقر الأمر بعد أسابيع طويلة عند التونسي قيس اليعقوبي، ولعل قرار التأجيل جاء بوقت مناسب جداً لكي يأخذ المدرب حيزاً من الزمن ويعد فريقه بالطريقة التي تناسبه، لكن بعد مضي شهر ونيف ورغم كثافة المباريات التجريبية التي خاضها الاتحاد لم يلحظ المتابعون أي جودة فنية يمكن الوقوف عندها في ظل نتائج متواضعة جداً لكوكبة كلفت مئات الملايين، حيث بات الدوري على الأبواب والمنظومة الداخلية الاتحادية لم تجد الحلقة المفقودة ولا أحد يملك تفسيراً لما يحدث حتى الآن؟!

والقضية تبدو بحسب التسريبات التي تصلنا تتلخص بوضع المدرب، فلم يبح بأسراره ولم يقدم حتى الآن ما هو متوقع منه من حيث العمل الفني ولن نتسرع ونحكم عليه، فالدوري هو الفيصل لكن المباريات الودية التي خاضها لم تفرز أي جديد مع مستوى متوسط لم يرتق لتطلعات الجماهير، ولم يقدم لعشاق القلعة الحمراء فريقاً يشعر المتابع أنه سيكون من أشد المنافسين على اللقب بعد صرف الملايين التي دفعت خلال استقدام اللاعبين رغم وجود بعض الملاحظات حول التعاقدات، لذلك هي مجرد نقاط بسيطة أردنا الإشارة إليها عن الفترة الماضية، فهل تختلف المنظومة وتدور عجلة الكرة الاتحادية عند انطلاق بطولة الدوري أم إن الوضع سيكون على ما هو عليه؟

حسابات ونفور
لكي نكون منصفين نؤكد أن مجلس الإدارة عمل على توظيف كامل طاقته رفقة الشركة الراعية لتأمين جميع طلبات المدرب وعلى جميع الاتجاهات ولم يكن هناك تقصير في شيء خاصة المعسكرات والمباريات الودية داخل وخارج محافظة حلب وهو شيء يحتاج ميزانية خاصة وتكلفة بعشرات الملايين في ظل التعاقد مع مهاجمين نزولاً عند رغبته وهم أنس بوطة وسامر السالم ولم يترك أي حجة كما يقال مع مرتب جيد يتقاضاه كل شهر يحلم به أي مدرب وطني، لكن الطريق الذي سلكه المدرب مع فرقته لم ينتج أي شيء مطمئن يجعل الجماهير مؤمنة بما يقدمه، ويبدو أن هناك شيئاً داخلياً حله بيده وهو لا يعمل مع العناصر على سوية واحدة من خلال وجود تصدعات تصلنا بين الحين والآخر وهذا شيء مرفوض قطعاً والكل سواسية، أما التفرقة فهي بلا شك فستسبب شرخاً كبيراً من خلال عملية تمايز بين اللاعبين وبالمختصر على المدرب أن يراجع نفسه جيداً وما يقوم به بالحصص التدريبية والمباريات الودية أمر غير جيد وهناك نفور عام منه وشيء ليس بمصلحته.

عقم وشكوك
الفريق لعب حتى الآن ما يقارب عشر مباريات تحت إشراف اليعقوبي ولم تتكشف هويته بعد ولا ندري لماذا أو ما العوامل التي مازال الفريق يحتاجها مع عقم بالهجوم وسلبية في الأداء!؟ وإن كانت المرحلة تحضيرية ونحن نتفهم هذا الأمر، لكن الوضع ميدانياً غير جيد ولم يشهد المتابع أي نقلة نوعية يمكن التوقف عندها أو الحديث عنها مع شكوك حول الجانب البدني الذي لم يصل لمرحلة يستطيع خلالها الفريق تأدية مباراة على شوطين برتم واحد، ولعل لقاء الكرامة الأخير كشف تلك العيوب بالمراحل الأخيرة من المباراة التي فقد فيها الاتحاد هيبته رغم أنه لعب شوطاً أول جيداً لكن بالثاني اختلف الحال كلياً! فهل عملية الإعداد البدني شابها شيء ولم تكن على المستوى المطلوب وهل المعد البدني الذي تعاقد معه نادي الاتحاد جاء صحيحاً من قبل من رشحه؟ هو سؤال مهم يطرح نفسه عطفاً على الصورة التي يحملها الفريق في جعبته ويظهر بها أمام خصومه.

صورة مخالفة
خلاصة الكلام هذا هو واقع فريق الاتحاد حيث لم يصل فريق الاتحاد إلى مستوى يجعله يدخل منافسة الدوري بذلك الزخم الذي رافق عملية التعاقدات ومازال الفريق يعاني من عدة مشاكل حلها بيد اليعقوبي الذي يفترض أن يكون قد أنهى تحضيراته بصورة مخالفة عن الواقع الحالي المتواضع لفريق بذخت عليه أموال طائلة وسخرت له ولجهازه الفني جميع الإمكانيات.
أما أن يبقى الوضع بتلك الصورة فهو بلا شك أمر مريب نتمنى أن نكون مخطئين وأن ينتفض الفريق ويكون وضعه مخالفاً في مسابقة الدوري الممتاز، وإلا فعملية التغيير ستكون ورادة بشدة بعد أسابيع قليلة من صافرة البداية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن