ثقافة وفن

عشق الكرز

إسماعيل مروة :

إنسان من الطراز الفريد
فنانة مبدعة تنافس ذاتها وحدها
لا تلتفت لما يجري حولها، إلا بإلماحة ذكية سريعة
تعود إلى ذاتها
تثقفها
تتحداها بعد كل ظهور
صديقة من النادر أن نعثر على مثيل لها
ثقتها لا حدود لها بالأرض
بالإنسان
تحمل همّ الإنسان بين جوانحها
تبحث عن عزته
يؤلمها إذلاله
نزلت في الشأن العام سورية
انزرعت في أرض الشام ياسمينة
لا تنبت في غير أرض الشام
أحبت حجارة الوطن آثارية
استخرجت من كنوز الأرض
وعادت لتعطي الوطن جوهرها
يؤلمها ألم الوطن
تنزف لنزيف الطاقات
ينزع دمعها مع كل صورة نزوح
تبحث عن الحب
تعثر عليه، تتمسك به
الحب وسيلتها للغد
يؤلمها النكران لكنها تنساه
يجرحها الحقد، لكنه لا يمنعها من الحب
متألقة كل لحظة
الأولى
لا تقبل بغير المكانة الأولى
حيث تكون يكون الأول
أسست لذاتها
اجتهدت في مسيرتها
جمالها آسر وطبيعي
لكنها تخلت عنه لعملها
وتباهت به على ذاتها
لم تخضع لشرط الجمال
أخضعت الجمال لشرطها
زينتها ابتسامة لطف
رسولها نبضة قلب
أبدعت وسجلت إبداعها باسمها
تشتاق لمن يخالفها
تفتح ذراعيها لشمس شام
وبين حرف وحرف تتسلل أشعة الشمس
من شمس الوطن خرجت
كانت أولى الرشفات
وأرادت أن تكون آخرها
تقطف من كل شيء قطفة واحدة
من العطر رائحته
من الجمال إبهاره
من الإطلالة الحضور
من الفن وشمه
جابت الدنيا وكانت شامة الشام
سكبت عطرها
أعطت ذاتها
سورية المنتهكة أدمتها
فكانت سورية الطهر والقداسة والمظلومية
انتظرت الياسمين فتقاطر إليها
كانت الياسمينة التي تعطي أزرارها في كل الفصول..
من الكبيرة إلى الصغيرة
من شاشة إلى شاشة
حفرت اسمها
أعطت الآخر سلافة إبداعها
ولم تكن إلا سلافة الإبداع
بمنتوج الأرض كتبت رسائلها
وكان للكرز حبره
وللعشق رسائله
وللوطن الجريح آلامه
رسول تراب ووطن كانت
فاستحقت المنصة
وكانت ياسمينة تضرب في أرض سورية
سلاف فواخرجي
بورد لون الكرز
رسائل عشق لم تكتب..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن