عربي ودولي

روسيا وفنزويلا توقعان عدداً من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية

| روسيا اليوم - سبوتنيك

أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن اللجنة الحكومية المشتركة الفنزويلية – الروسية وقعت أول من أمس عدداً من اتفاقيات التعاون في المجالين العسكري – التقني والزراعي.
وقال مادورو في تصريح صحفي بعد لقائه نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، في كاراكاس، أن «التعاون العسكري- التقني يسير وفقاً للجدول المتفق عليه، وتم تجديد كل العقود الخاصة بالدعم والمشاورات».
وأشار إلى أن المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو يوم 25 أيلول، مكنت من مناقشة اتجاهات التعاون البناء متعدد الأوجه بين روسيا وفنزويلا «كشركاء وحلفاء إستراتيجيين»، موضحاً أن هذه الاتفاقيات ستساعد في تطور فنزويلا وإنعاشها اقتصادياً.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الروسي، بوريسوف، أنه تم وضع خطة للتعاون طويل المدى خلال زيارته إلى كراكاس، مضيفاً: «زيارتي إلى كراكاس تحمل طابعاً تقنياً، ناقشنا خلالها مسائل محددة، لتعزيز التبادل التجاري وإنعاش الاقتصاد الفنزويلي».
واتفقت روسيا وفنزويلا على عدد من المشاريع الأخرى في المجال الزراعي، حيث ستستثمر روسيا بفنزويلا في هذا القطاع وتقدم التكنولوجيا اللازمة.
وأكدت الحكومة الفنزويلية أن البلدين وقعا خلال سنوات التعاون 264 اتفاقية في 20 قطاعاً إستراتيجياً، مثل الطاقة، والتعاون العسكري – التقني، وصناعة التعدين، والقطاع الزراعي.
وتطورت العلاقات بين روسيا وفنزويلا منذ سنوات طويلة إبان حكم هوغو تشافيز حيث قدمت موسكو لكراكاس قروضاً بقيمة 17 مليار دولار أميركي خلال السنوات العشر الأخيرة، فبالرغم من المحاولات الأميركية المختلفة لإسقاط الحكم البوليفاري في فنزويلا بقيت موسكو على ثقة كبيرة بشريكها الفنزويلي، واليوم تواجه فنزويلا سيناريو مشابه لسيناريوهات أميركية مدبرة كانت ضد النظام خلال عهد تشافيز ومادورو.
ووفقاً لمصادر وحسابات دولية أجريت مؤخراً عن 10 سنوات من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قدمت الحكومة الروسية وشركة «روسنفط» قروضاً وهبات بقيمة 17 مليار دولار أميركي لفنزويلا، حيث تسلمت شركة النفط الفنزويلية من روسنفط مبلغ 6 مليارات دولار أميركي كدفعة أولية وعلى دفعات.
ووفقاً لبيانات وزارة التنمية الاقتصادية الروسية فإن الاستثمارات الروسية الحالية في فنزويلا تعد من الأضخم حيث تصل لحوالي 5 مليارات دولار أميركي والجزء الأكبر منها لشركة النفط الروسية «روسنفط». بالإضافة إلى استثمارات أخرى وبمجالات أخرى تضاف إلى المجموع العام وأبرزها استثمارات لمصرف «غازبروم بنك» وفروعه الفنزويلية وتقدر بحوالي 300 مليون دولار. بالإضافة إلى استثمارات في حقول النفط الفنزويلية.
كما ارتفع التبادل التجاري بين الدولتين بين سنتي 2017 و2018 إلى نسبة 48 بالمئة وقدر بحوالي 84 مليون دولار أميركي، وبلغ التصدير الروسي لفنزويلا نحو 84 مليون دولار مقابل 800 ألف دولار لفنزويلا.
أما من الجانب العسكري، يعتمد الجيش الفنزويلي عموماً على التسليح الروسي في كل القطاعات العسكرية بدءاً بالأسلحة الفردية والرشاشة وصولاً إلى المدرعات والطائرات والسفن. بالإضافة إلى الاستثمارات العسكرية وآخرها بناء مركزين للمروحيات العسكرية ومصنع لرشاشات كلاشينكوف الذي سيتم بناؤه عام 2019.
كما افتتحت روسيا في فنزويلا مجمع الأجهزة والبرمجيات الروسية «الغرافيت»، التي تسمح بتخزين المعلومات حول حالة التسلح والمعدات العسكرية وإخبار القيادة العسكرية حول المشاكل في الوقت الحقيقي.
كما شهدت فنزويلا حدثاً مهماً خلال عام 2018 وهو توجه طائرتين من طراز «تو-160» إلى فنزويلا مؤخراً في رحلة تدريبية روتينية ما أعطى إشارات واضحة لمدى التعاون العسكري الروسي الفنزويلي وإمكانية ظهور قاعدة عسكرية روسية في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
تعمل روسيا منذ سنوات على مساعدة فنزويلا من خلال تقديم اقتراحات اقتصادية لمساعدة الأخيرة على الخروج من دوامة الأزمة الاقتصادية، خصوصاً أن كراكاس تعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل ومع انخفاض الأسعار تحاول روسيا وشريكتها إيجاد مجالات اقتصادية أخرى للاستثمار.
كما قامت موسكو بإعادة هيكلة الدين الفنزويلي الذي يخفف قليلاً من عبء الضغوط المالية والذي يأتي ضمن الخطة لتحسين الاقتصاد الفنزويلي.
أخيراً تعتبر فنزويلا شريكاً مهماً وأساسياً لروسيا في أميركا اللاتينية حيث ما يجمع البلدين أكثر من عقود واستثمارات واتفاقات عسكرية وتبادل ثقافي وتجاري، فالتاريخ والمفاهيم التي تجمع البلدين تجعل الصداقة أمتن بين شعوب البلدين، لهذا تقف روسيا اليوم أمام الأطماع الغربية والأميركية في فنزويلا وتساند شعباً بأكثريته يدين بالولاء لمادورو الذي بدوره يحاول استنهاض بلاده والسير بها على خطى هوغو تشافيز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن