رياضة

أموال

| مالك حمود

لغة الملايين صارت حديث الملايين، هكذا هو حال الرياضة السورية في الآونة الأخيرة، ورحم اللـه من قال:
(أسمع جعجعة ولا أرى طحناً) ولغة المال التي سيطرت على احترافنا الرياضي في الموسم الحالي باتت الشغل الشاغل للجميع، وليتها تنعكس على المستوى الفني للاعبين الذين ارتفعت مبالغ عقودهم بين ليلة وضحاها.
لسنا ضد الدفع للاعبين باعتبارهم الحلقة الأضعف بعد المدربين في رياضتنا، اللهم إذا حصّلوا تلك المبالغ بأكملها، مادامت مصادر التمويل في رياضتنا، أو أنديتنا غير ثابتة، أو محددة، ودليل ذلك ما قيل عن أحد رؤساء الأندية المتحمسين بأنه دخل إلى مقر النادي وفي جيبه (15) مليون ليرة، وخرج وفي جيبه (700) ألف فقط!
شكرا لذلك الداعم لناديه والعاشق له، ولولا ذلك لما وصل به الأمر إلى دفع هذه المبالغ الكبيرة للصرف على النادي وألعابه المتعددة.
ومع تقديرنا لهذه الحالة الإيجابية في رياضتنا، ولكن هل يجوز أن يقف النادي على أكتاف شخص واحد؟, وهل سيبقى ذلك الداعم ممولاً للنادي دون مقابل؟ ومن يضمن استمراره في هذه المهمة التي تأخذ ولا تعطي سوى محبة الناس وإعجاباتهم؟!
فالتجارب الماضية لأنديتنا مع رجال الأعمال أثبتت عدم استمرارهم في مهامهم الرياضية بعدما استنزفت جزءاً من أموالهم دون مقابل مادي، وبالتالي فقد كان على أنديتنا العمل على مبدأ (ساقية جارية أفضل من نهر مقطوع) فالأجدر البحث عن الاستثمارات التي تعود على النادي بالريوع القادرة على تغطية صرفياته أو جزء منها، وعندما يُخصص للجانب الاستثماري حيز كبير من فكر إدارة النادي وتفكيرها يصبح العمل أكثر منطقية وواقعية، وأقرب إلى الحلول المستقبلية، ومعها يمكن أن تنفتح أمامها آفاق جديدة في المجال الاستثماري.
الداعمون أمر لا غنى عنه في رياضة أنديتنا، ولكن علينا أن نحافظ عليهم من خلال منطقية استثمار وجودهم، وعلى مبدأ المثل (إذا كان صاحبك عسلاً…) والأجدر إمساك العصا من المنتصف وتحقيق التوازن مابين الاستثمار الدائم، والداعم القادم، فالتمويل كان ومازال الهم والاهتمام، والناجح من يؤمنه على مدار الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن