بعث رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الموالية لجماعة «أنصار الله» اليمنية اللواء محمد الغماري، برسائل شديدة اللهجة إلى دول التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وقال الغماري في لقاء أجراه مع صحيفة «اليمن الجديد»، ونشرت تفاصيله قناة «المسيرة» أنه «إذا استمر التحالف في عدوانه على اليمن، فعليه أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الأشد إيلاماً».
وأشار إلى أن «اليمن لديه من أسلحة الردع ما يجعله في موقع القدرة على تنفيذ ما وعدت به قيادة شعبنا العزيز وخوض حرب طويلة إذا أراد العدو ذلك».
وأكد أن «طريق السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار، وجدية العدو تتضح بالأفعال لا الأقوال».
واعتبر رئيس هيئة الأركان أن «المزيد من الأسلحة الأميركية والبريطانية لن يوفر أي حماية للسعودية»، مشدداً على أن «إطالة أمد العدوان هدف أميركي إسرائيلي، وهناك أهداف غير معلنة تتعلق بالسعودية نفسها».
ولفت الغماري إلى أن عملية «نصر من الله» أكدت أن «اليمن حاضر للرد على كل معتد، وقادر أن يوجع العدو بعمليات عسكرية نوعية».
وقال: «عملية نصر من اللـه نفذت حسب المعايير العسكرية وشاركت بها أسلحة إستراتيجية لم يعلن عنها بعد».
وكشف المتحدث أن «كلمة السر لقواته هو المقاتل المؤمن المجاهد المدرك لطبيعة مهمته والمستوعب للقضية وأهمية الدفاع عن الوطن».
وخاطب رئيس هيئة الأركان دول التحالف، قائلاً: «حان الوقت لأن ترفعوا أيديكم عن اليمن وأن تعترفوا بالواقع اليمني الجديد».
إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن الحكومة اليمنية و«الانتقالي الجنوبي» يقتربان من التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع على السلطة في عدن ويمنح القوات السعودية سيطرة مؤقتة على المدينة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في الحكومة اليمنية أن السعودية قدمت اقتراحاً لضم المجلس إلى حكومة هادي على أن تنتشر قوات سعودية في عدن للإشراف على تشكيل قوة أمنية محايدة في المدينة.
وذكر مصدر ثالث مطلع على المحادثات، أن «هناك تقدماً في محادثات جدة. والحوار لا يزال جارياً ويدور حول ضم المجلس الانتقالي الجنوبي للحكومة وتهدئة التوتر وإعادة نشر القوات».
وقالــت قــوات الحــزام الأمنــي التابعــة للمجلس الانتقالي الجنوبـي على «تويتر» إنه قد يتم التوقيع على اتفاق في جدة في غضون بضعة أيام.
وقال المصدر الثالث: إن وقف المواجهة في عدن، التي تسببت في فصم عرى التحالف، أمر ضروري قبل أن يرد التحالف رسمياً على عرض الحوثيين وقف الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيرة على المدن السعودية شريطة أن يفعل التحالف الشيء نفسه.
من جانبه أعرب المبعوث البريطاني إلى اليمن، مايكل آرون، عن تفاؤله إزاء إحراز تقدم على هاتين الجبهتين ووضع اتفاقات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها (في السويد) بين حكومة هادي والحوثيين في المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي، حيز التنفيذ.
وقال آرون في مقابلة نشرت على صفحة البعثة البريطانية في «تويتر»، أمس: إن هذه القضايا الثلاث معاً يمكن أن تكون أساساً لعملية سلام جديدة في اليمن قد تنجح في الأشهر المقبلة وقبل نهاية العام.
بدوره حذر وزير الخارجية اليمني هشام شرف عبد اللـه من تزايد مخاطر تداعيات الكارثة الإنسانية وتوجه البعض لإفشال المساعي لإنهاء العدوان السعودي على اليمن وشعبه.
وقال عبد اللـه في رسائل وجهها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس ورئيس وأعضاء مجلس الأمن ورئيس وأعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمبعوث الأممي إلى اليمن والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن: «لا تزال دول تحالف العدوان ومرتزقتها تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب اليمني وآخرها احتجاز سفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية» مؤكداً ضرورة إظهار أنظمة هذا التحالف حسن النيات بإطلاق السفن المحملة بالمشتقات النفطية بشكل فوري بما يساهم في تعزيز إجراءات بناء الثقة بين الأطراف.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان في اليمن طلعت الشرجبي أن ممارسات دول تحالف العدوان وقيامها باحتجاز سفن النفط هي «جريمة من جرائم الحرب» لافتاً إلى أن فريق الخبراء الأممي أكد أن تحالف العدوان بات يستخدم التجويع والحصار كوسيلة من وسائل الحرب.