سورية

هلع في مناطق سيطرة الميليشيات الكردية خشية منه … بعد رسالة دمشق.. «قسد» مستعدة لـ«الشراكة» مع دمشق للتصدي للعدوان التركي

| الوطن - وكالات

يبدو أن الرسالة التي وجهتها دمشق عبر «الوطن»، بأن سورية ستدافع عن كل ذرة تراب من أرضها وعن كل مواطنيها، وجدت صدى في أوساط الميليشيات الكردية، إذ أعلن عدة مسؤولين في ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية– قسد» استعدادهم لـ»الشراكة» مع دمشق من أجل التصدي للعدوان التركي.
وفي أول موقف رسمي سوري حول تخلي أميركا عن الميليشيات الكردية وتهديدات النظام التركي بشن عدوان ضد مناطق شرق الفرات، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أول من أمس: «كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا أن من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل».
وتابع: «نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية».
وأكد المقداد «سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا».
ويوم أمس أعلن ما يسمى قائد «قوات سورية الديمقراطية– قسد»، مظلوم كوباني، أن الميليشيا تدرس خيار التحالف مع الجيش العربي السوري، لمواجهة الاحتلال التركي في حال شن النظام التركي عدواناً عسكرياً ضد الميليشيات الكردية في شرق الفرات.
وقال كوباني لقناة «NBCNEWS»، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة: إن «أحد خيارات قسد على الطاولة هو عقد شراكة مع الرئيس بشار الأسد لمواجهة تركيا»، لكنه دعا الشعب الأميركي للضغط على الرئيس دونالد ترامب، لمساعدة حلفاء أميركا.
بدوره، قال القيادي في ميليشيا «قسد»، بدران جيا كرد، وفق وكالة «رويترز»: إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سورية ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأميركية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا أو التصدي للهجوم التركي وقد تعقد اجتماعات واتصالات في حال حدوث فراغ.
يأتي ذلك في ظل عزم تركيا شن عملية عسكرية عدوانية ضد الميليشيات الكردية شرق الفرات، حسبما أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وأعطى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أول من أمس الضوء الأخضر لتركيا لبدء العملية عبر بيان للبيت الأبيض، أكد فيه أن تركيا ستمضي قدماً في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأميركية لن تشارك بالعملية.
في غضون ذلك، نزحت عشرات العائلات من منطقة تل أبيض الحدودية مع تركيا في محافظة الرقة، تخوفاً من التهديدات التركية بشن عدوان ضد الميليشيات الكردية شرق الفرات في وقت قريب.
وقال مصدر في قوات «الأسايش» التابعة لميليشيا «قسد»، أمس: إن نحو 50 عائلة نزحت من قرى مشيرفة وزعزوعة إضافة إلى حويجة خلال الـ24 ساعة الفائتة باتجاه بلدة عين عيسى والقرى المجاورة لها.
في سياق متصل، افتتحت ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، أمس، مستشفيين ميدانيين في منطقة تل أبيض قرب الرقة، وذلك بعد أن سحبت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية كوادرها الطبية من المنطقة تخوفاً من عدوان النظام التركي المرتقب.
وأخلت منظمة «أطباء بلاد حدود» مراكزها الطبية في مدينة تل أبيض الإثنين، بعد ساعات من انسحاب القوات الأميركية من المنطقة عقب تهديدات نظام أردوغان.
وفي إطار الفوضى التي تعم المنطقة الشمالية الشرقية حالياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية أقدما على إطلاق النار على أحد مسؤولي ما يسمى «المجلس المدني» التابع لـما يسمى» الإدراة الذاتية» الكردية في مدينة البصيرة بريف دير الزور، ما أدى لإصابته بجراح، فارق الحياة على إثرها.
إلى ذلك، سقطت قذيفتان من جانب الاحتلال التركي ليل الإثنين – الثلاثاء، على الحدود السورية العراقية في محافظة الحسكة.
وقالت مصادر خاصة حسب وكالات إعلامية معارضة: إن «قذيفتين مدفعيتين مصدرهما الأراضي التركية سقطتا على أراضٍ مفتوحة في منطقة المالكية قرب معبر سيمالكا الحدودي واقتصرت الأضرار على الماديات»، في حين أفادت مصادر محلية، بأن طائرات تابعة للنظام التركي قصفت بقذيفتين صاروخيتين مواقع لـ»حزب العمال الكردستاني- pkk» بمنطقة «فيش خابور» الحدودية في الجانب العراقي مقابل منطقة المالكية بالحسكة.
وفي إطار استعدادات الميليشيات الكردية، للعملية العدوانية التي قد يشنها النظام التركي في أية لحظة، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن ميليشيا «قسد» تفخخ الأنفاق المحيطة بالبوابة الحدودية مع تركيا بمدينة رأس العين شمال الحسكة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن