أعلنت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية ما سمته «النفير» العام في مناطق سيطرتها مع بدء النظام التركي عدوانه ضدها في شمال وشمال شرق البلاد، في حين صعّد مسلحو حزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي من حملة التجنيد الإجباري بحق الشباب العرب، في أرياف المنطقة.
وذكرت وكالة «أ ف ب»، أن ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية شمال شرق سورية، أعلنت ما سمته «النفير» العام لمدة ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها، داعية السكان للدفاع عن أرضهم رداً على عدوان النظام التركي على شمال سورية.
وأشارت الوكالة إلى أن «الإدارة الذاتية» طلبت من جميع مكوناتها التوجه إلى المنطقة الحدودية مع تركيا للقيام بواجبهم في اللحظات (التي وصفتها) بالتاريخية والحساسة لمواجهة جيش الاحتلال التركي.
وأكّدت، أنها رصدت خيماً موضوعة قرب الحدود رفعت عليها أعلام لميليشيا «الوحدات الكردية» يقابلها علم النظام التركي، في حين كانت مكبرات صوت تصدح في إحدى البلدات لدعوة السكان إلى التجمع.
ولفتت الوكالة إلى أن ميليشيا «الأسايش» التابعة لـ«الوحدات الكردية» وضعت حواجز إضافية في بلدات قرب الحدود، وسط استنفار شامل لحماية المتظاهرين الذين بدؤوا بالتوافد من المناطق المجاورة.
وأشارت إلى أنه تم جمع أعداد كبيرة من إطارات السيارات قرب الحدود أيضاً لإحراقها بهدف حجب الرؤية عن طيران جيش الاحتلال التركي.
وأكدت أن مجموعات إرهابية مسلحة عدّة دخلت إلى الأراضي التركية يوم الثلاثاء والأربعاء تمهيداً للمشاركة في هجوم جيش الاحتلال التركي ضد الميليشيات الكردية.
ونقلت الوكالة عن مدير الاتصالات في رئاسة النظام التركي، فخر الدين ألتون، قوله: «بإمكان القوات الكردية الانشقاق وإلا فلن يكون أمام تركيا من خيار سوى منعهم من عرقلة جهودنا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
وأشارت الوكالة إلى أن الولايات المتحدة سحبت بين 50 و100 جنديّ من الحدود الشمالية منذ يومين، واعتبرت أن ذلك بمنزلة ضوء أخضر للنظام التركي بشن هجومه على مناطق سيطرة الميليشيات الكردية شمال وشمال شرق سورية.
ومن جهته حذر السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، النظام التركي من أنه لا يملك ضوءاً أخضر لدخول شمال سورية، حسب الوكالة التي نقلت عنه قوله: «ليس لديكِ الضوء الأخضر لدخول شمال سورية، هناك معارضة كبيرة من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في الكونغرس، وهو ما يجب أن ترونه كخطّ أحمر لا يجب تجاوزه».
وأشارت الوكالة إلى أن النظام التركي قلّل من أهمية تحذيرات ترامب، لافتة إلى أنه ندد مراراً بالدعم الأميركي للميليشيات الكردية.
بدورهم، صعد مسلحو حزب «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» التي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور في تركيا، حسب وكالة «الأناضول» التركية، من حملة التجنيد الإجباري التي بدأها قبل أسبوعين بحق الشباب العرب، في أرياف الرقة والحسكة ودير الزور شرقي سورية، وذلك للزج بهم في مواجهة جيش الاحتلال التركي.
وبحسب الوكالة، قام مسلحو الحزب بنصب حواجز في كل الطرق الرئيسية في المناطق المذكورة، وقاموا بمداهمة البيوت بحثاً عن «مطلوبين» للتجنيد الإجباري، على حد زعمهم، في وقت يتم اعتقال ما لا يقل عن 20 شاباً يومياً، ونقلهم إلى معسكر الجلبية شمال الرقة، وزجهم بهم في تدربيات عسكرية فوراً، لافتة إلى أن عدد الشباب المعتقلين منذ بدء «الحملة»، تجاوز أكثر من 400 شاب، 130 منهم تم اعتقالهم في اليوم الأول منها.