عربي ودولي

إيران تحمل الحكومة السعودية المسؤولية الكاملة عن «فاجعة منى» وتدعو إلى إجراءات قانونية مشتركة ضدها

أحداث منى أو فاجعة منى كما يسميها الإيرانيون، لا تزال حديث الساعة في مراكز القرار الإيراني. ضحايا إيرانيون بالعشرات وفي تزايد مستمر، والمفقودون بالمئات وحديث من أعلى هرم السلطة في إيران، يحمل ساسة الرياض كامل المسؤولية.
وقال السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية: إن «هذا الحادث لن ينسى والشعوب ستتابعه بجدية. لذا على حكام السعودية أن يعتذروا للأمة الإسلامية والعوائل المكلومة، بدل افتعال الضجات، وأن يتحملوا مسؤولية هذا الحادث العظيم واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته».
بدورها داخل قبة البرلمان الإيراني طمأنت الحكومة أعضاء البرلمان إلى أن قضية المفقودين ستحل خلال الأيام الثلاثة المقبلة. حيث تتحدث الجهات المعنية عن تأليف عشر لجان لتقصي آثار المفقودين في مستشفيات جدة والطائف.
ودعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من منظمة التعاون الإسلامي لدراسة ملابسات حادث تدافع الحجاج في منى بمكة المكرمة وتحديد أسبابها الحقيقية.
وقال لاريجاني في رسالة لرؤساء البرلمانات الإسلامية: إن «مسؤولية فاجعة منى والأحداث الأخرى في موسم الحج تقع على عاتق الحكومة السعودية التي يجب عليها عدم التنصل من المسؤولية حيال الرأي العام في العالم الإسلامي».
بدوره دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع القائم بالأعمال السعودي في طهران إلى توفير الإمكانية للقنصلية الإيرانية لتحديد هوية الضحايا الإيرانيين الذين قضوا في حادث منى.
وقال عبد اللهيان: «رغم الوعود بالمساعدة والتعاون فإن ما يقوم به المسؤولون السعوديون لتحديد مصير المفقودين ليس كافياً ونتوقع من المعنيين في وزارة الداخلية والحج في السعودية أن يوفروا للقنصلية الإيرانية إمكانية تحديد هوية القتلى الإيرانيين الموجودين في الحاويات التي تم نقلها إلى مكة، وأيضاً تحديد هوية جميع المفقودين الإيرانيين في حادث منى، مشدداً على أن القائمين على شؤون الحجاج الإيرانيين في مكة مستعدون لتقديم أي مساعدات فورية ولأي تعاون مع وزارة الحج السعودية في هذا المجال.
ومن جهته أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران تتابع بجدية أوضاع الحجاج الإيرانيين المفقودين في كارثة منى بمكة المكرمة حتى يتضح مصير آخر واحد فيهم. وقال ظريف في تصريح لوكالة «أرنا» الإيرانية: إن وزارة الخارجية اتخذت الإجراءات اللازمة ونحن نتابع بشكل مكثف العمل والتعاون الشامل والطارئ مع كل الأجهزة المعنية من أجل معرفة مصير الحجاج المفقودين.
من جانبه أوضح وزير الثقافة والإرشاد رئيس لجنة متابعة أحداث منى، أن السلطات السعودية لم تمنحهم التأشيرة، لكن الطلب لا يزال قائماً حتى الحصول عليها.
وفي السياق ذاته أكد المدعي العام الإيراني أن التقارير التي وصلت إلى طهران تتحدث عن أكثر من 2000 قتيل في منى، محملاً الحكومة السعودية المسؤولية الكاملة، ويدعو إلى القيام بعمل قانوني مشترك ضد السعودية.
وقال إبراهيم رئيسي: إن هناك تقارير أخرى تفيد بأن السلطات السعودية لم تعتن بالمصابين بشكل جيد، وأضاف: إن هناك «أسئلة عدة يجب الإجابة عنها»، محملاً الحكومة السعودية المسؤولية الكاملة لما وقع في منى»، على حين يجب على السعودية الإجابة عن كل الاتهامات المطروحة حول أسباب الحادث».
ودعا المدعي العام الإيراني إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من الدول التي أصيب حجاجها في الحادث، «بهدف الوصول إلى الأسباب الحقيقية والإعلان عن الجهات المقصرة وتحديد تعويض للمتضررين»، إضافة إلى «القيام بعمل قانوني مشترك».
ورأى رئيسي أن ما يزيد الطين بلة، هو «عدم اهتمام السعودية بالحادث وإهماله وهذا أمر لا يمكن تحمله»، على حد وصفه.
وطلبت طهران من المدعين العامين في الدول الأخرى التي لها ضحايا التعامل مع كارثة منى بصفتها «واجباً إلهياً وإنسانياً وقومياً»، على قول المدعي العام الإيراني.
وأشار رئيسي إلى أن الجهات المختصة الإيرانية هي في مرحلة «جمع الأدلة وعند الانتهاء منها سندرسها وسنقوم بإجراءات قانونية ضد السعودية، وفي حال لم تتجاوب المنظمات الدولية مع الوثائق التي لدينا سنعرضها على الرأي العام».
من جهته، أكد المستشار الثقافي الإيراني في لبنان محمد مهدي شريعتمدار في مقابلة إذاعية أن السفير الإيراني السابق غضنفر ركن آبادي «لا يزال في عداد المفقودين»، معتبراً أن ما يتم تداوله من بعض المحطات بأنه لم يدخل الأراضي السعودية «أمر يثير الريبة».
من جهتها وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الأنباء التي زعمت أن سفير إيران السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي توجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج باسم آخر وبصورة غير رسمية بالمتسرع وقالت: إنه توجه إلى مكة بجواز سفر عادي وتلفيق الأخبار حول هذا الموضوع غير صحيح وله أغراض خاصة. وأضافت أفخم: إن السلطات السعودية تملك معلومات دقيقة عن جوازات سفر جميع الحجاج ومنهم ركن أبادي ولذلك لا يوجد أي التباس حول المعلومات المتعلقة بكيفية دخوله.
أما خارج مراكز القرار السياسي، فقد توشحت إيران بالسواد وأعلنت الحداد على قتلاها، وشعب ينتظر مآلات الفاجعة في منى كما أجمع عليها الإيرانيون.
خطوط تتحرك على أرضية مأساة منى داخلياً، شعب وعوائل تنتظر كل يوم خبراً قد يزيد من حجم المأساة، وقافلة الموتى لم تتوقف بعد. وعلى خط الخارج، لعبة عض الأصابع متواصلة بين السعودية وإيران، بعد أن أضيفت منى إلى مجمل ملفات الخلاف بين طهران والرياض.
ويشار إلى أن عدد القتلى الإيرانيين في كارثة التدافع في منى بلغ 169 حاجاً وإصابة 46 آخرين على حين لا يزال 298 شخصاً في عداد المفقودين، وبلغت الحصيلة الإجمالية 769 قتيلاً وأكثر من 800 جريح وسط انتقادات واسعة لنظام آل سعود بسبب سوء إدارة شؤون الحجاج.
(الميادين– سانا– وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن